ابو الزين - الأردن
منذ 4 سنوات

 معنى (السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه)

يقول صديقي الأشعري : إن العدل الالهي بإثابة المطيع وعقاب العاصي مرتب على ذلك الكسب , وهو الموافق لما نص عليه القرآن الكريم بأكثر من آية بالتعبير بالكسب (( لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت )) لا من خلقت . أيضاً يقول : لا من مدخلية لم يقول فيلزم الاشاعرة محاسبة الله للخلق على اجباره لهم بتلك الافعال , فالله تعالى أعطى الانسان حرية الاختيار والتوجه بالارادة لهذا الفعل أو ذاك . فهل يصح ما ذكره هنا ؟


الأخ أبا الزين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مقتضى العدل أن يؤاخذ العبد في حوزة خياراته, وهذا المقدار مما لا كلام فيه . ثم إن العدلية تعتقد أن تلك الخيارات هي التي تسمى أحياناً بالاكتساب وتارةً بالفعل واخرى بالعمل, و ..., فلا مشاحة في الألفاظ طالما يكون المعنى واضحاً, وهو أن الفعل المعين الذي هو توجيه القدرة نحو شيءف مستند إلى العبد وإن كانت القدرة هي بنفسها مخلوقة لله عزوجل . وأما الاشكال الذي أوردوه على الاشاعرة في المقام فهو صحيح, وتوضيحه أن الفعل إن كان مخلوقاً من جانب الله تعالى ـ كما تقوله الاشاعرة ـ فهذا يعني خلق الطاقة مضافاً إلى خلق الجهة المصروفة فيها, وعليه فلا يكون دوراً لخيار الانسان بالنسبة لتوجيه الطاقة والقدرة, وحينئذف فما معنى حرية الاختيار عند العبد ؟ وهل هذا غير الاكراه ؟ لأن الفعل ـ على حسب مبناهم ـ قد خلق من قبل, فلا يبقى مجال هناك لفاعلية العبد حتى يؤاخذ, ومن ثم لا يحاسب العبد, بل الأوفق أن ينسب الفعل الى الله تبارك وتعالى, نعوذ بالله . ثم إن كان الاعتماد على ظواهر الكلمات هو الحجة فالقرآن الكريم يصرح بأن العباد سوف يسألون عما يفعلون (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) , أي يسألون عما كانوا يفعلون . ودمتم في رعاية الله