قال الله تعالى (( إِنَّ الَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمثَالُكُم فَادعُوهُم فَليَستَجِيبُوا لَكُم إِن كُنتُم صَادِقِينَ )) (الأعراف:194).
قال الله تعالى (( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاءَ مَا نَعبُدُهُم إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلفَى إِنَّ اللَّهَ يَحكُمُ بَينَهُم فِي مَا هُم فِيهِ يَختَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهدِي مَن هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )) (الزمر:3).
كان المشركون في الجاهلية يلبون تلبية خاطئة وهي "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك"
اولاً: كيف يتم التوفيق بين التوسل ببعض الصالحين مثل النبي محمد واله المعصومين (عليهم السلام) وبين هذه الآيتين وغيرها والتي تذم دعاء غير الله، واتخاذ الاولياء من دون الله؟ ثانياً: كيف نجعل من المعصومين (عليهم السلام) وغيرهم واسطة قرب من الله تعالى والله سبحانه يحكي قول المشركين (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)؟ الا يشبه فعلنا فعل اولئك؟ ثالثاً: اذا قلنا نحن في نيتنا لانعبد الاولياء، لكن الا نكون قد اشبهنا المشركين الذين يقولون "لا شريك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك"؟ حيث انا ننفي الشريك لله تعالى لكن بنفس الوقت نقول بان الاولياء (عليهم السلام) وسيلتنا وشفعائنا عند الله. رابعاً: فيما يخص الولاية التكوينية للانبياء والائمة (عليهم السلام) نحن نعتقد بانها طولية وليست عرضية اي انها من الله تعالى لكن الا يشبه ذلك قول المشركين "لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك"، حيث اننا نعتقد بان الله عز وجل يملك الاولياء وما ملكوا؟ خامساً: في الختام، اذن ما هو الفرق "الحقيقي" بين ما نقوم به وبين ما كان المشركون يقومون به، بعد الاطلاع على ما حكاه الله تعالى عنهم في قوله (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) ومن خلال تلبيتهم الخاطئة؟
الأخ فارس المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: التوسل حقيقة قرآنية وشرعية ثابتة وهي ليست عبادة لغير الله ولا ولاية من دون الله والعياذ بالله فهناك فرق بينهما حيث ان التوسل امر طولي في مسار التوجه الى الله عز وجل بخلاف عبادة وولاية غير الله من قبل المشركين والذي يمثل امرا عرضيا مخالفا للتوحيد والتوجه لله عز وجل. ثانياً: نحن لم نجعل النبي (صلى الله عليه واله) واله (عليهم السلام) شفعاء ووسائط وانما الله سبحانه هو من جعلهم كذلك وامرنا باتخاذهم شفعاء نتوسل ونتوصل بهم اليه عز وجل حيث قال (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ )) (المائدة:35) وكذلك قوله عز وجل (( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُم أَقرَبُ وَيَرجُونَ رَحمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ )) (الأسراء:57) ولا يمكن ان يكون تطبيق وامتثال الامر الالهي هو نفس فعل الكفار الممقوت. ثالثاً: كما قدمنا ان التوسل لا علاقة له بعبادة غير الله عز وجل فلا يمكن جعل المتوسل به شريكا لله عز وجل رابعاً: على فرض الالتزام بالقول بالولاية التكوينية للانبياء (عليهم السلام) والائمة فلا تشابه بين هذا وذاك فان من يعتقد بالولاية التكوينية لا يعتقد باي نسبة او صورة من الصور قطعا بان من اعطاه الله تعالى الولاية كونه شريكا لله عز وجل والعياذ بالله وانما لهم ولاية مفاضة من الولي الحميد الغني المحيط واولئك لا يعتقدون بان الله لوحده قادر على التصرف والاحاطة كما قال تعالى على لسان يوسف (عليه السلام) (( أَأَربَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيرٌ أَمِ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ )) (يوسف:39)؟! خامساً: وقد اتضح الجواب في الاجوبة الاربعة السابقة وراجع الموقع للاستزادة / الاسئلة والاجوبة /التوسل والاستغاثة .
ودمتم في رعاية الله