ابو محمد - السعودية
منذ 4 سنوات

 بعض الأدلة على جوازه

الجواب الذي تفضلتم فيه جميل جدا من حيث الاثبات العقلي ولكن كيف نوفق بينه وبين الاتي: (( أللَّهُمَّ اجعَلنِي أصُولُ بِكَ عِندَ الضَّرُورَةِ وَأَسأَلُكَ عِندَ الحَاجَةِ، وَأَتَضَرَّعُ إلَيكَ عِندَ المَسكَنَةِ، وَلا تَفتِنّي بِالاستِعَانَةِ بِغَيرِكَ إذَا اضطُرِرتُ، وَلا بِالخُضُوعِ لِسُؤالِ غَيرِكَ إذَا افتَقَرتُ، وَلاَ بِالتَّضَرُّعِ إلَى مَن دُونَكَ إذَا رَهِبتُ فَأَستَحِقَّ بِذلِكَ خِذلانَكَ وَمَنعَكَ وَإعرَاضَكَ يَا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ ))بالاضافة الى ان ادعية الائمة (عليهم السلام) في الصحيفة السجادية وغيرها كلها توجه لله سبحانه وتعالى في طلب الحاجة.نعم التوسل بهم صلوات الله عليهم غاية في الاهمية في استجابة الدعاء.لم نجد الامام الحسين (عليه السلام) في واقعة كربلاء طلب من الامام علي (عليه السلام) حيث كان دعاءه اللهم انت ثقتي في كل كرب...نعم التوسل كما قال اخوة يوسف ليعقوب (عليه السلام)، يا ابانا استغفر لناولم يقولوا اغفر لنا.استاذي اذا في دعاء لاحد المعصومين يطلب الحاجة من معصوم آخر على سبيل الدعاء فاسعفنا به.على ما اتذكر ان الامام الصادق (عليه السلام) اعطى احد المؤمنين مبلغ من المال ليدعوا الله له عند قبر الحسين وهذا توسل لا غبار عليه.


الأخ ابو محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: الحمد لله رب العالمين الذي هدى القوم الى الحق وتنازلوا شيئا فشيئا واتضحت لهم الصورة حيث كانوا يكفّرون من يتوسل الى الله تعالى بانبيائه واوليائه ويعتبرونه شركا اكبر حيث اصبحوا يقبلون منا التوسل او يعتبرونه بدعة على اكبر التقادير. ثانياً: اصبح الاشكال والتكفير والرمي بالشرك لمن يستغيث بغير الله او يستعين به ويدعوه لانهم يعتبرون هذه الاشياء عبادة (كما كانوا يعتبرون التوسل عبادة) والعبادة لا تجوز لغير الله فمن استعان او استغاث او دعا غير الله عز وجل فهو مشرك كافر! ولكن تصدى لهم ولهذا الفكر التيمي الكثير من علماء الاسلام كالسبكي والبكري وغيرهم من المتقدمين وكذا المتأخرين كالصديق الغماري والحبشي والسقاف والكوثري والبوطي والغزالي والشعراوي وغيرهم الكثير فاثبتوا ان هذه الامور مشروعة وليست عبادة ولا شرك وكفر ونسوق بعض الادلة على ذلك:1- امرنا الله تعالى بالاستعانة بغيره فقال عز من قائل (( وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ )) (البقرة:45) فالاستعانة بالصبر او الصوم والصلاة هي استعانة بغير الله تعالى وقد امرنا الله تعالى بها فهي ليست شركا. 2- قال تعالى (( فَاستَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِن عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيهِ )) (القصص:15) وهذه استعانة بغير الله تعالى وقد حكاها الله تعالى دون أي نكير منه ولا من النبي موسى (عليه السلام). 3- من اسماء المطر (الغيث) وقد امرنا بالدعاء لنزول الغيث بقولنا اللهم اسقنا غيثا مغيثا غدقا مريئا مريعا طبقا عاجلا.. وقال تعالى (( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ وَيَعلَمُ مَا فِي الأَرحَامِ )) (لقمان:34) وقال (( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيثَ مِن بَعدِ مَا قَنَطُوا )) (الشورى:28) فهناك غيث مغيث غير الله تعالى. 4- هم (المانعون) يجيزون التوسل بالاعمال وبالايمان وبحب النبي (صلى الله عليه وآله) وبدعاء الانبياء والعلماء والاولياء والتوسل بهم وبدعائهم وهذا كله استعانة واستغاثة بغير الله وتوجه الى المخلوق لا الى الخالق وهو بظاهره دعاء لغير الله وليس توجها ودعاءا لله فلماذا يقبلون هذا النوع من التوسل ولا يعتبرونه منافيا لما استشهدتم به عزيزي في سؤالكم؟ فاذا صح هذا صح ذاك وكلاهما من صنف واحد وسنتكلم عن توهمهم الفرق بين الحي والميت آنفا باذنه تعالى. 5- ورد ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ارشدنا الى دعاء الغائب والتوجه له حين فقد المعين ولم يقل ادعوا الله فقط وتوكلوا عليه فقط واستعينوا واستغيثوا به فقط. فقد ورد في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 10/132 : (باب ما يقول اذا انفلتت دابته او اراد غوثا او اضل شيئا) ثم ذكر تحت هذا الباب ثلاثة احاديث في الاستغاثة بغير الله وبعضها فيه ضعف وجاء بحديث واحد فيه مجهول تحث على الاستغاثة بالله ودعائه بان يرد الدابة والضالة عن ابن عمر اما الاحاديث الثلاثة فهي : عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني فان لله عبادا لا نراهم، وقد جرب ذلك. رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم إلا أن يزيد بن علي لم يدرك عتبة.ثم قال الهيثمي :وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله. رواه الطبراني ورجاله ثقات.ثم قال : وعن عبد الله ابن مسعود أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا فان لله حاصرا في الأرض سيحبسه. رواه أبو يعلى والطبراني وزاد سيحبسه عليكم، وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف.فهذه كلها تدل على الاستعانة والاستغاثة والدعاء لغير الله والراوي يقول : وقد جرب ذلك، وهذا يعني ان السلف كانوا يعملون به دون أي نكير او اتهام بالشرك الاكبر او التوجه الى غير الله تعالى ولم يقل لهم احد ان الله تعالى قال (( ادعُونِي أَستَجِب لَكُم )) (غافر:60) ولم يقل لهم (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَليَستَجِيبُوا لِي وَليُؤمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرشُدُونَ )) (البقرة:186). 6- اما شبهتهم الدائمة التي يتبجحون بها بالتفريق بين الحي والميت بحيث يجوز التوسل والاستغاثة بالاحياء ولا يجوز ذلك بالاموات او الغائبين او الحاضر العاجز فانه يتحول مباشرة الى الشرك الاكبر، فراجع الاجوبة / التوسل / هل هناك فرق بين الحي والميت؟وايضا / هل يوجد نفي للتوسل في ادعية ووصايا اهل البيت (عليهم السلام).ودمتم في رعاية الله