logo-img
السیاسات و الشروط
ياصاحب الزمان ( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

أولياء الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماهي صفات أولياء الله؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تعرّضَ الإمامُ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) لصفاتِ هؤلاءِ الأولياءِ وهي متعدِّدةٌ منها: 1- أهلُ التقوى: من أبرزِ صفاتِ هؤلاءِ الأولياءِ أنَّهم اتّخذوا التقوى شعاراً، وهذه التقوى تنطلقُ من الخوفِ من اللهِ (عزَّ وجلَّ ) الذي انعكسَ في حياتِهم فهم كما يصفُهم (عليه السلام): "عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ تَقْوَى اللَّهِ حَمَتْ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ مَحَارِمَه، وأَلْزَمَتْ قُلُوبَهُمْ مَخَافَتَه، حَتَّى أَسْهَرَتْ لَيَالِيَهُمْ وأَظْمَأَتْ هَوَاجِرَهُمْ، فَأَخَذُوا الرَّاحَةَ بِالنَّصَبِ والرِّيَّ بِالظَّمَإِ".(ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة:الخطبة: ج٢٠،ص٧٧) 2- المعرفةُ بحقيقةِ هذه الدنيا: فهؤلاءِ الأولياءُ لم يُغرِهمْ ظاهرُ هذه الحياةِ الدنيا ولا زينتُها، بل علموا حقيقةَ هذه الدنيا وأنَّ مصيرَها الزوالُ والفناءُ، فأبصارُهم نفذتْ إلى باطنِ هذه الدنيا، يقولُ (عليه السلام):" إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ هُمُ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا إِذَا نَظَرَ النَّاسُ إِلَى ظَاهِرِهَا". (ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة:الخطبة: ج٢٠،ص٧٧). وهذا ما يُميِّزُهم عن سائرِ الناسِ من أصحابِ الغفلةِ، أو ممَّن انقادَ لظاهرِ الدنيا ووقعَ في غرورِها. 3- السعيُ للآخرةِ والإعراضُ عن الدنيا: لقد نفذتِ المعرفةُ الصحيحةُ بهذه الدنيا إلى قلوبِهم فجعلتْ كلَّ همِّهم في السعيِ للآخرةِ؛ ولذا يصفُهم الإمامُ (عليه السلام) بقولهِ: "واشْتَغَلُوا بِآجِلِهَا إِذَا اشْتَغَلَ النَّاسُ بِعَاجِلِهَا".(ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة:الخطبة: ج٢٠،ص٧٧) وذلك منهم لأنَّهم لم يتّبِعوا الأملَ الكاذبَ وأيقنوا بقربِ الآخرةِ: "واسْتَقْرَبُوا الأَجَلَ فَبَادَرُوا الْعَمَلَ - وكَذَّبُوا الأَمَلَ فَلَاحَظُوا الأَجَلَ".(ابن أبي الحديد، شرح نهج السلامة: ج٧،ص٢٥٠). وأمّا إعراضُهم عن الدنيا فقد كان من خلالِ مبادرتِهم إلى قتلِ النفسِ الأمارةِ بالسوءِ؛ لأنَّهم علموا أنَّها هي التي تُميتُهم لو تركوها، وكذلك من خلالِ تركِ متاعِ الحياةِ الدنيا؛ لأنَّهم أدركوا أنَهم سيخرجونَ من هذه الدنيا ويتركونَها فلم يتعلّقوا بها، يقولُ (عليه السلام): "فَأَمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَن يُمِيتَهُمْ - وتَرَكُوا مِنْهَا مَا عَلِمُوا أَنَّه سَيَتْرُكُهُمْ".(الريشهري،ميزان الحكمة:ج٤،ص٣٦٩٨). ودمتم موفقين.

12