صحة رواية
توجد رواية تقول: "ما منّا الإّ مسموم أو مقتول". ما صحة هذه الرواية؟ وهل وردت عن النبي الأكرم (صلى اللّٰه عليه وآله) أو لا؟ وهل كان فيها ذكر للسيدة زينب (عليها السلام)؟
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
أولًا: نص أهل البيت (عليهم السلام) على ذلك في أربع روايات، اثنتان منها عن الإمام الحسن (عليه السلام) واثنتان عن الإمام الرضا (عليه السلام)، وبعضها عن النبي (صلى اللّٰه عليه وآله)، وبعضها قريب من هذا المعنى.
الأولى: في كفاية الأثر، صفحة (٢٢٦).
(( … عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلت على الحسن بن علي (عليهما السلام) في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية (لعنه الله) فقلت: يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك؟ فقال: يا عبد الله بماذا أعالج الموت؟! قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم التفت إلي وقال: والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله (صلى اللّٰه عليه وآله) أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة (عليهما السلام) ما منا إلا مسموم أو مقتول! ثم رفعت الطشت واتكأ (صلوات الله عليه) فقلت: عظني يا بن رسول الله. قال: نعم إستعد لسفرك وحصل زادك قبل حلول أجلك، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك. واعلم أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلا كنت فيه خازناً لغيرك، واعلم أن في حلالها حساباً وفي حرامها عقاباً وفي الشبهات عتاباً، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك فإن كان ذلك حلالاً كنت قد زهدت فيها، وإن كان حراماً لم تكن قد أخذت من الميتة وإن كان العتاب فإن العقاب يسير. واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، وإذا أردت عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فأخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله (عزَّ وجلَّ). وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك وإذا خدمته صانك وإذا أردت منه معونة أعانك، وإن قلت صدق قولك وإن صلت شد صولك وإن مددت يدك بفضل مدها وإن بدت منك ثلمة سدها وإن رأى منك حسنة عدها، وإن سألته أعطاك وإن سكت عنه ابتداك وإن نزلت بك أحد الملمات ساءه. من لا يأتيك منه البوائق ولا تختلف عليك منه الطوارق ولا يخذلك عند الحقائق، وإن تنازعتما منفساً آثرك. قال: ثم انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشيت عليه، ودخل الحسين (عليه السلام) والأسود بن أبي الأسود فانكب عليه حتى قبل رأسه وبين عينيه، ثم قعد عنده وتسارا جميعاً فقال أبو الأسود: إنا لله وإنا اليه راجعون، إن الحسن قد نعيت إليه نفسه وقد أوصى إلى الحسين (عليه السلام). وتوفي صلى اللّٰه عليه في يوم الخميس في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة وله سبعة وأربعون سنة)).
الرواية الثانية: في كفاية الأثر، صفحة (١٦٠).
((… عن هشام بن محمد، عن أبيه قال: لما قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) رقى الحسن بن علي (عليه السلام) فأراد الكلام فخنقته العبرة فقعد ساعة ثم قام وقال: الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانياً وفي أزليته متعظماً