زين العابدين احمد ( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

التكبّر والعُجب*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كيف أعرف نفسي أنّي متكبّر أو لا، وكيف لي الابتعاد من العجب والتكبّر؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته العُجب والكبر من حيث العلاج لافرق بينهما، فالعجب داء يصيب القلب وقد يودي بالإنسان إلى التهلكة، وأن يرى نفسه، ويفتخر ويعجب بأعماله، فينصرف بذلك إلى شكر نفسه والثناء عليها، بدلاً من شكر الله سبحانه وتعالى المنعم المتفضل عليه من قبلُ ومن بعدُ، الذي ألهمه ووفقه إلى ما قام به من عمل، وما أنجز وأبدع وتفوق. كما أنّ العجب يدفعه إلى استصغار الآخرين، والنظر إليهم نظرة دونية تستحقر ما يقومون به من عمل، ممَّا يُثير الحقد في نفوس الآخرين. والتكبر صفة ذميمة أيضاً يتصف به إبليس وجنوده من أهل الدنيا ممَّن طمس الله تعالى على قلبه . وأول مَن تكبر على الله وخلقه هو إبليس اللعين لمَّا أمره الله تعالى بالسجود لآدم فأبى واستكبر و{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}.(الأعراف:آية١٢). وللمتكبر أن يعلم أن الإنسان المتكبر يوم القيامة يحشر صغيراً كأمثال الذر تدوسه الأقدام، والمتكبر مبغوض عند الناس كما أنّه مبغوض عند الله تعالى ، والناس يحبون المتواضع السمح اللين الهين ويبغضون الغليظ والشديد. العلاج: اعتبر علماء الأخلاق أنّ الأمور التي يمكن للإنسان أن يُصاب بالعجب من ورائها، ترجع لعدة أمور منها: -أن يعجب بجسده من حيث الجمال والشكل والصحة و ... المزید، والعلاج يكون من خلال التفكر من أين أتى وإلى أين مصيره وما يحتوي من قاذورات في جسده. -أن يعجب بقوته وقدرته، وعلاجه أن يتفكر بأنّ مرض بسيط كالحمى يضعف قوته، وشوكة وذبابة تعجزه. -أن يعجب بذكائه وعقله، وعلاجه أن يلتفت إلى أنّه أدنى مرض يصيب دماغه يخل بعقله. -أن يعجب بنسب السلاطين والظلمة وأعوانهم دون نسب العلم والدين، وعلاجه أن يتفكر في مخازيهم ومساوئهم وأنّهم ممقوتون عند الله وقد استحقوا النار. -أن يعجب بكثرة الغلمان والخدم والأولاد والأقارب والعشائر والأنصار، وعلاجه أن يتفكر بأنّه هو وهم عبيد وعجزة ومآبهم إلى التراب ولن ينفعوه هناك، بل سيهربون منه. -أن يعجب بالمال، وعلاجه أن يتفكر بأنّ المال يأتي ويذهب ولا أصل له. -أن يعجب بالرأي الخطأ، وعلاجه أن يكون متهما لرأيه ولا يغتر به إلاّ أن يأخذ مُسنداً من القرآن الكريم والسنة النبوية. ويلزمك المداومة على أمور ثلاث: -عليكم بالإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، والإكثار من شكر وذكر فضله، ولا سيّما بعد كل عمل تقومون به، ترونه عملاً ناجحاً ومتميزاً. -التفكر بحال الدنيا وأنّها دار زوال، وأيّ عملٍ تقومون به إنّما هو ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، وطمعاً بمرضاته، وإعداداً لمنزلة في الفردوس الأعلى، بإذن الله. -إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، وتجديدها عند كل خطوة من خطوات العمل الذي تقومون به، فهذا سيجعلكم دائماً تذكرون المنعم المتفضل، وأنّ الفضل بيد الله وحده.

3