يعقوب المعولي - اليمن
منذ 4 سنوات

 آيات للتوسل

إخوتي الكرام! حديث الأعمى ليس له نظير فيما حكاه الله تعالى عن جميع المرسلين المذكورين في القرآن الكريم ! وليس له نظير أيضا في السنة النبوية الشريفة ! وقد أمر الله تبارك وتعالى نبيه الكريم محمدا صلى الله عليه وآله وسلم - بعد أن ذكر مجموعة من الأنبياء المرسلين- بقوله الكريم: (( أُولَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقتَدِه )) (الأنعام:90). ولما كان سائر المرسلين لم يأمر أحد منهم أحدا من أمته بأن يسألوه تعالى ويتوجهوا إليه بأحد منهم, فيعتبر فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الأعمى هذا.. أمرا خارجا عن الاقتداء بالمرسلين قبله, وهذا الخروج عن الاقتداء بهم فيه استحالة!!!! لأنه لا يعقل أن لا ينفذ محمد رسول الله أمر الله ! أو يخرج عن الاقتداء بهم!! بالإضافة إلى قوله تعالى: (( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللّهُ الكِتَابَ وَالحُكمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُم تُعَلِّمُونَ الكِتَابَ وَبِمَا كُنتُم تَدرُسُونَ 79 وَلاَ يَأمُرَكُم أَن تَتَّخِذُوا المَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّينَ أَربَاباً أَيَأمُرُكُم بِالكُفرِ بَعدَ إِذ أَنتُم مُّسلِمُونَ )) (آل عمران:80). والأمر بالتوجه بالمخلوق إلى الله تعالى في قضاء الحاجات, وإبراء العاهات من هذا القبيل بلا شك!! فكيف نجمع بين هذه الاستحالة, وبين ثبوت هذا الحديث الذي هو عمدة دعاة غير الله تعالى من هذه الأمة المحمدية ؟؟!! مع أن الذين صححوا سنده صححوه على اعتبار أن الرسول دعا للأعمى, لكن الحديث ليس فيه أنه دعا له - كما هو ظاهر !! أر جو موافاتي بالإجابة ولكم من الله تعالى الأجر والثواب ! وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!


الأخ يعقوب المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1- بنيت دليلك على أساس أنّ لا وجود في الأديان السابقة لأمر من أحد الأنبياء لأمته بالتوسل ببعض المخلوقين, ولم تأت بدليل على ذلك بل افترقت عدم وجوده,وعدم وجدانه عندك لا يدل على عدم الوجود. 2- إنك افترضت ان النبي لا يأت بشيء جديد بل جعلته مستحيلاً,وقلت ان النبي لابد أن يسير على منهاج الأنبياء السابقين, وكان معنى كلامك ان لا يحق له أن يأت بشريعة جديدة وهذا خلاف الواقع باتفاق الجميع. 3- انك افترضت ان التوسل بالصالحين هو عبادتهم من دون الله,وهذا غير صحيح بل عبادة لله نص عليها القرآن بقوله (وابتغوا آية الوسيلة وقوله (يبتغون إلى ربهم الوسيلة). ثم إنك افترضت أن عمدة الأدلة عند القائلين بصحة التوسل هو حديث الأعمى, وهو غير صحيح,بل هناك العديد من الروايات التي تشير إلى ذلك بالإضافة إلى الآيات القرآنية. 4- تصحيح السند ليس له علاقة بمضمون الخبر, فالرواية صحيحة السند بغض النظر عن مضمونها. 5- النبي علمه طريقة التوسل به, وهي صريحة في ذلك حتى لو لم يدعو النبي بذلك . 6- تقول ان حديث الأعمى ليس له نظير ونحن نقول: ان هذا لو فرضت صحته فهو عندكم ونحن عندنا من السنة ما يكفي لإثبات القطع بصحة التوسل, ونحن عندما نستدل بحديث الأعمى إنما نستدل عليكم من باب الإلزام بما هو صحيح عندكم. 7- صريح القرآن يدعو إلى التوسل, وكذلك السنة النبوية كما أوضحنا, فلا ندري كيف تدعي أن طلب الحاجات بالمخلوق إلى الله من هذا القبيل بلا شك؟! 8- ثم إنّ كل ما ذكرته من استدلال هو من ترتيب وقلب المقدمات على النتائج, وهو نوع معروف من المغالطة, إذ أن الصحيح في الاستدلال بناء على ما ذكرته من المقدمات تسليماً بصحتها أن تقول هكذا: أ- اننا لم نجد فيما وصل إلينا من الأنبياء السابقين أنهم شرّعوا لأممهم التوسل بهم أو بالصالحين ـ هذا تسليماً لما أدعيت وإلا فان عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود أولاً وثانياً يوجد عندنا من الروايات ما يخبر عنهم بذلك . ب- أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) علم الأعمى التوسل به لما ثبت من حديث الأعمى الصحيح السند - هذا تسليماً منا على مدعاك بأنه الحديث الوحيد كما هو عندكم وإلا فان عندنا الكثير غيره من السنة -. ج- وأنه (صلى الله عليه وآله) مأمور بالاقتداء بهدي الأنبياء قبله ـ تنزلاً على ما فهمت من الآية وإلا فإنّ الرسول عندنا أفضل من الأنبياء . د- والنبي معصوم في التبليغ ويستحيل أن يخالف القرآن ولا يقتدي بمن قبله من الأنبياء. إذن لابد من أن الأنبياء قد أمروا أممهم بالتوسل بهم أو بغيرهم من الصالحين ولذا إقتدى بهم الرسول(صلى الله عليه وآله). ودمتم برعاية الله