توفيق - الجزائر
منذ 4 سنوات

 التوسل بأهل البيت (عليهم السلام)

قال تعالى: (( أُولَئِكَ ادعُوا الَّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِهِ فَلَا يَملِكُونَ كَشفَ الضُّرِّ عَنكُم وَلَا تَحوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُم أَقرَبُ وَيَرجُونَ رَحمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحذُورًا )) (الاسراء:56-57)السؤال : ما الفرق بين كفار ذلك الزمان الذين كانوا يدعون الملائكة والمسيح وعزير ومن يدعوا في زماننا علي رض والحسن والحسين رض واولياء الله الصالحين؟ هذه تفاسير الشيعة تكذب ادعاء تفسرهم وتحريفهم لمعاني الآيات في فهم ((الوسيلة)) وتفسيرها باهل البيت (رض)  1- تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف ومدقق احتجاج من وجه آخر على التوحيد ونفي ربوبية الآلهة الذين يدعون من دون الله وأنهم لا يستطيعون كشف الضر ولا تحويله عن عبادهم بل هم أمثالهم في الحاجة إلى الله سبحانه يبتغون إليه الوسيلة يرجون رحمته ويخافون عذابه. 2- تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقققال الجبائي: ثم رجع سبحانه إلى ذكر الأنبياء في الآية الأولى فقال (( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ )) ومعناه أولئك الذين يدعون إلى الله تعالى ويطلبون القربة إليه بفعل الطاعات (( أَيُّهُم أَقرَبُ )) أي ليظهر أيهم الأفضل والأقرب منزلة منه وتأويله أن الأنبياء مع علو رتبهم وشرف منزلتهم إذا لم يعبدوا غير الله فأنتم أولى أن لا تعبدوا غير الله وإنما ذكر ذلك حثاً على الاقتداء به وقيل إن معناه أولئك الذين يدعونهم ويعبدونهم ويعتقدون أنهم آلهة من المسيح والملائكة يبتغون الوسيلة والقربة إلى الله تعالى بعبادتهم ويجتهد كل منهم ليكون أقرب من رحمته أو يطلب كل منهم أن يعلم أيهم أقرب إلى رحمته أو إلى الإجابة (( وَيَرجُونَ رَحمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ )) أي وهم مع ذلك يستغفرون لأنفسهم فيرجون رحمته إن أطاعوا ويخافون عذابه إن عصوا ويعملون عمل العبيد  3- تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق (( قُلِ ادعُوا الَّذِينَ زَعَمتُم )) أنّها آلهة (( مِن دُونِهِ )) كالملائكة والمسيح وعزير (( فَلَا يَملِكُونَ )) فلا يستطيعون (( كَشفَ الضُّرِّ عَنكُم )) كالمرض والفقرِ والقحط (( وَلَا تَحوِيلًا )) ولا تحويل ذلك منكم إلى غيركم. (( أُولَئِكَ  الَّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ )) هؤلاءِ الآلهة يبتغون إلى الله القربة بالطاعة (( أَيُّهُم أَقرَبُ )) أي يبتغي من هو أقرب منهم إلى الله الوسيلة فكيف بغير الأقرب (( وَيَرجُونَ رَحمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ )) كسائر العباد فكيف يزعمون أنّهم آلهة (( إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحذُورًا )) حقيقاً بأن يحذره كلّ أحد حتى الملائكة والرسل.


الأخ توفيق المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهان دعاء المشركين للالهة كان متفرعا عن اعتقاد الالوهية والربوبية لهم فكان عبادة لهم اما من يتوسل بنبي او ولي او يستغيث به فلا يدعوه مع الله او من دون الله ولا يعتقد انه اله او رب ولا يعبده حين يدعوه ويتوسل به وانما يعتقد فيه انه عبد صالح قريب من الله تعالى مستجاب الدعوة عند الله ويعتقد ان دعاءه له ليس عبادة بل توسل. فاذا قلتم لا يهمنا ما تسمونه فانتم تعبدونهم لان الدعاء والاستغاثة وكشف الضر من مختصات الله تعالى وهي عبادة بلا ريب فلا فرق بينكم وبينهم ابدا فهو نفس الفعل ونفس العقيدة فالكل يعترف بالله تعالى والكل يصرف العبادة لغيره ليقربه الى الله تعالى بلا فرق! فنقول وبالله التوفيق: أولاً: الفرق بان المشركين يعبدون من يتقربون بهم الى الله ونحن لا نعبد الشفعاء والوسائل الى الله ابدا وانما نتوسل ونستشفع بهم لكون دعائهم مجاب ومسموع من الله تعالى بلا حجب ولا اكل حرام ولا عدم توجه او اخلاص لله تعالى كما هو حالنا لان هذه الحجب او اكل الحرام او المعاصي او عدم التوجه كلها موانع لاستجابة الدعاء. ثانياً: من قال بان الدعاء والاستغاثة عبادة؟ فهذا اول الكلام! فانه ليس كل دعاء واستغاثة عبادة فافهموا. قال تعالى (( فَاستَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِن عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيهِ )) (القصص:15) وقال عز من قائل (( وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلَاةِ )) (البقرة:45) وسمى تعالى المطر غيثا (( وَيُنَزِّلُ الغَيثَ )) (لقمان:34) و (( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيثَ مِن بَعدِ مَا قَنَطُوا )) (الشورى:28) فيجوز هنا الاستغاثة والاستعانة بغير الله مثل (المطر و الصلاة و الصبر والصوم والنبي) وكذلك ورد ان النبي (صل الله عليه وآله) دلّ امته على الاستغاثة والاستعانة بغير الله وبشيء لا يرى وغائب كالملائكة او ارواح العباد الصالحين: روى الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 10/132 (في باب ما يقول اذا..... اراد غوثا.... ) عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه واله وسلم قال إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني فان لله عبادا لا نراهم) وقد جرب ذلك.وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله .وعن عبد الله ابن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا فان لله حاصرا في الأرض سيحبسه .  وقول الراوي: وقد جرب ذلك يدل بوضوح على ان السلف كانوا يفعلون ذلك ويطبقونه وتاتي نتائج ايجابية منه وكذلك ما يقوم به المسلمون من التوسل والاستغاثة للانبياء والاولياء فانه يأتي بنتائج واجابة ومعجزات وكرامات فلو كان ذلك شركا كما تزعمون لكان تغريرا واضلالا من الله تعالى وظلما للناس ولكان مخالفا لقوله تعالى (( قُلِ ادعُوا الَّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِهِ فَلَا يَملِكُونَ كَشفَ الضُّرِّ عَنكُم وَلَا تَحوِيلًا )) (الأسراء:56) ولقوله تعالى (( إِن تَدعُوهُم لَا يَسمَعُوا دُعَاءَكُم وَلَو سَمِعُوا مَا استَجَابُوا لَكُم )) (فاطر:14) وقال (( لَا يَستَطِيعُونَ نَصرَكُم وَلَا أَنفُسَهُم يَنصُرُونَ )) (الأعراف:197). اما دعاء غير الله فانه ان كان لله تعالى كان عبادة وان كان لغيره فلا تتصور معه العبادة وانما هو طلب واستعانة واستغاثة كما بينا ذلك في كلامنا السابق في هذه النقطة عن الاستغاثة والاستعانة بغير الله تعالى قال تعالى (( لَا تَجعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَينَكُم كَدُعَاءِ بَعضِكُم بَعضًا )) (النور:63) وقال تعالى (( وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادعُوا رَبَّكُم يُخَفِّف عَنَّا يَومًا مِنَ العَذَابِ * قَالُوا أَوَلَم تَكُ تَأتِيكُم رُسُلُكُم بِالبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادعُوا وَمَا دُعَاءُ الكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ )) (غافر:49-50) وقال (( وَإِن تَدعُوهُم إِلَى الهُدَى لَا يَسمَعُوا وَتَرَاهُم يَنظُرُونَ إِلَيكَ وَهُم لَا يُبصِرُونَ )) (الأعراف:198) وقال تعالى (( ادعُوهُم لِآبَائِهِم هُوَ أَقسَطُ عِندَ اللَّهِ )) (الأحزاب:5) وقال (( وَإِن تَدعُوهُم إِلَى الهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُم سَوَاءٌ عَلَيكُم أَدَعَوتُمُوهُم أَم أَنتُم صَامِتُونَ )) (الأعراف:193) وقال (( إِذ تُصعِدُونَ وَلَا تَلوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدعُوكُم فِي أُخرَاكُم )) (آل عمران:153) وقال (( وَالرَّسُولُ يَدعُوكُم لِتُؤمِنُوا بِرَبِّكُم )) (الحديد:8) بل الله تعالى يدعو الناس فهل الله عز وجل يعبد خلقه؟! قال عز من قائل (( قَالَت رُسُلُهُم أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ يَدعُوكُم لِيَغفِرَ لَكُم مِن ذُنُوبِكُم .... )) (ابراهيم:10) وقال (( يَومَ يَدعُوكُم فَتَستَجِيبُونَ بِحَمدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَبِثتُم إِلَّا قَلِيلًا )) (الإسراء:52). وبذلك يتبين ان اللغة العربية والقرآن الكريم يقرران ان الدعاء لا يكون دائما عبادة وانما يكون طلبا بريئا من التوجه للمنادى او المخاطب على انه اله او رب او مستقل بالتصرف من دون الله عز وجل والا كان عبادة فعلا ولذلك قال تعالى وقيد دعاء المشركين او الكفار بمثل (( مِن دُونِ اللَّهِ )) (البقرة:24) او (( غَيرِ اللَّهِ )) (النساء:82) او (( مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخرَى )) (الأنعام:19) او (( مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ )) (الحجر:96) فهؤلاء المشركون يجعلون وسائطهم الهة من دون الله او مع الله فيتوسلون بهم عن طريق عبادتهم وجعلهم الهة والا فلا يعبد غير الاله! اما المؤمنون فهم يتقربون الى الله بوسائل مشروعة ووسائط محترمة طاهرة عظيمة دون صرف أي عبادة لهم ودون الاعتقاد بانهم الهة او ارباب فلا يكون تشبيهكم واشكالكم تاما بل هو وهم كما توهم الخوارج ذلك بالضبط حيث روى البخاري في صحيحه 8/51: ان بن عمر كان يراهم شرار خلق الله ويقول:انهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها المؤمنين.فاخبرونا بربكم ما الفرق بينكم وبينهم وما معنى قول ابن عمر ان لم يكن عين ما تفعلوه؟! وماذا تقولون في الدعاء والنداء للميت وانتم تقرأون هذا الحديث الشريف الذي اخرجه الهيثمي في مجمع زوائده 8/211 وقال: رواه أبو يعلي والبزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا...ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجبته)!؟ فياترى على فهمكم للتوحيد وللشرك وللدعاء وللنداء اذا قال احد (يا محمد) (صلى الله عليه واله) هل هو موحد او مشرك؟ واذا كان ذلك القائل نبيا ورسولا ومن اولي العزم من الرسل فما حكمه! واذا حكى ذلك خاتم الانبياء والمرسلين عنه ولم ينكره فما حكمه؟! واذا قبل بذلك سيد خلق الله وخاتم رسله وقال (لاجبته) فما حكمه؟! فهل ستبقون بعد كل هذا البيان وتقولون ان كل دعاء واستغاثة عبادة؟! ثالثاً: اما ما اتيت به من تفاسير للاية الكريمة فلا يوجد فيها شيء ينفعك في الاستدلال بل كله امر ثابت مسلم به لا ننكره ولكن لا يثبت مدعاكم بانتفاء الوسيلة الى الله ولا يثبت ان التوسل عبادة لغير الله ابدأ حيث اتيت باقوال من اتيت وهي تنص بان الممدوحين من الجن او الملائكة والانبياء والرسل والاولياء ايضا اناس يبحثون عن رضا الله عز وجل ويتقربون اليه بالوسائل المشروعة والمحببة اليه بل باقرب الوسائل واحبها اليه مهما كانت مصاديقها فكيف تقومون ايها الجهلة بعبادتهم وهم عباد لله تعالى؟! ونحن لا نقول الا بهذا القول بانهم عباد مكرمون والاقرب الى الله تعالى من الخلق اجمعين حيث ورد في بعض الادعية (( اللهم لو وجدت شفعاء اقرب اليك من محمد واهل بيته الاخيار الائمة الابرار لجعلتهم شفعائي )).وقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 8/301: (( قوله فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم )) أي استمر الانس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن والجن لا يرضون بذلك لكونهم أسلموا وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة، ثم قال: (وقوله أيهم أقرب) معناه: يبتغون من هو أقرب منهم إلى ربهم.فمن الواضح جدا ان الذين يبتغون الى ربهم الوسيلة (أي وسيلة اقرب من غيرها) هم المؤمنون المسلمون من الجن وليس المشركين فافهم!وقال العلامة العيني ايضا في عمدة القارئ 19/29: أي استمر الانس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن، والجن لا يرضون بذلك لكونهم اسلموا وهم الذين صاروا (يبتغون الى ربهم الوسيلة). رابعاً: فتبين من هذه الايات التي اتيت بها لتنكر التوسل وابتغاء الوسيلة وجعلها عبادة لغير الله بانها آيات توحيد آيات فيها امر الهي بابتغاء الوسيلة اليه كما في الاية الاخرى تماما (( وَابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ )) (المائدة:35) بلا فرق. خامساً: علما ان السياق الموهم الذي تستدلون به وتدلسون بواسطته على خلق الله دون تروي ودون ادنى معرفة واطلاع وعن طريق خلط الاوراق غير تام وغير صحيح لنزول آية (( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُم أَقرَبُ )) (الإسراء:57) قد نزلت لوحدها بالاضافة الى كون السياق قد خدش به بعض المفسرين الكبار واسباب النزول وبعض روايات اهل البيت( عليهم السلام) حيث جعلوا هذه الاية لا علاقة لها بما قبلها وما بعدها الذامة للكفار والمشركين وانما هذه الاية تحكي حال الجن المؤمنين او الملائكة او الانبياء كونها مسبوقة بذكرهم (عليهم السلام) وتفضيل بعضهم على بعض بقوله (( وَلَقَد فَضَّلنَا بَعضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعضٍ )) (الإسراء:55) ولذلك اشار الى ذلك بقوله (( أَيُّهُم أَقرَبُ )) فافهم:أ‌- جعل البخاري في صحيحه بابا لهذه الاية لوحدها في كتاب المغازي 5/227 (باب اولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة الاية) وروى رواية ابن مسعود في هذه الاية: الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة قال ناس من الجن يعبدون فأسلموا.ب‌- كذلك فعل مسلم في صحيحه حيث عقد بابا في نزول هذه الاية لوحدها فقال في 8/244: (باب في قوله تعالى اولئك الذين يدعون) وروى عدة احاديث تحت هذا الباب كلها عن ابن مسعود وتنص على كونها نزلت لوحدها فقال بسنده عن ابن مسعود في ثلاث روايات: (( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ )) قال كان نفر من الانس يعبدون نفرا من الجن فاسلم النفر من الجن واستمسك الانس بعبادتهم فنزلت أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة.ج- قال ابن الجوزي في تفسيره 5/37: قوله تعالى: (( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ )) في المشار إليهم ب‍ (( أُولَئِكَ )) ثلاثة أقوال: أحدها: أنهم الجن الذين أسلموا . والثاني: الملائكة، وقد سبق بيان القولين . والثالث: أنهم المسيح، وعزير، والملائكة! والشمس، والقمر، قاله ابن عباس .ثم قال: وفى معنى (( يَدعُونَ )) قولان: أحدهما: يعبدون، أي: يدعونهم آلهة، وهذا قول الأكثرين . والثاني: أنه بمعنى يتضرعون إلى الله في طلب الوسيلة . وعلى هذا (القول الثاني) يكون قوله تعالى (( يَدعُونَ )) راجعا إلى (( أُولَئِكَ )) ، ويكون قوله: (( يَبتَغُونَ )) تماما للكلام .أ هـ .د- ذكر السيوطي سبب نزول هذه الاية في الدر المنثور 4/190 منها قوله: وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال: كان قبائل من العرب يعبدون صنفا من الملائكة يقال لهم الجن ويقولون هم بنات الله فأنزل الله (( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ )) وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى (( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ )) قال هم: عيسى وعزير والشمس والقمر.هـ- وقال الالوسي في روح المعاني 15/98: وقال ابن فورك: الضمير أن للمشار إليهم والمراد بهم الأنبياء الذين عبدوا من دون الله تعالى، ومفعول (( يَدعُونَ )) محذوف أي يدعون الناس إلى الحق أو يدعون الله سبحانه ويتضرعون إليه جل وعلا.و- وقال الشنقيطي الوهابي في اضواء البيان 3/162: قال ابن مسعود: نزلت هذه الآية في قوم من العرب كانوا يعبدون رجالاً من الجن، فأسلم الجنيون وبقي الكفار يعبدونهم فأنزل الله (( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ )) .  سادساً: ومما يؤيد ان آية الوسيلة واضحة في مدح من يتخذ الوسيلة والقربة والزلفة الى الله عز وجل ما ورد في الاية (( يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُم أَقرَبُ )) فجملة ايهم اقرب حال او بدل من الوسيلة ولذلك فسرها ابن حجر بقوله في فتح الباري 8/301: وقوله ايهم اقرب معناه: يبتغون من هو اقرب منهم الى ربهم.وقال العلامة العيني في عمدة القارئ 19/29: أي: الزلفة والقربة ايهم اقرب. وعن ابن عباس ومجاهد واكثر العلماء هم (يعني الذين اقرب): عيسى وامه وعزير والملائكة والشمس والقمر والنجوم . ا هـ كلام العيني.وقال البغوي في تفسيره 3/120: وقوله (( أَيُّهُم أَقرَبُ )) معناه: ينظرون ايهم اقرب الى الله فيتوسلون به.وقال ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير 5/37 وفي قوله تعالى (( أَيُّهُم أَقرَبُ )) قولان ذكرهما الزجاج . الاول: ان يكون ايهم مرفوعا بالابتداء وخبره اقرب اليه فيتوسلون الى الله به.وقال ابو حيان في تفسيره البحر المحيط 6/50: واختلفوا في اعراب (( أَيُّهُم أَقرَبُ )) وتقديره، فقال الحوفي (ايهم اقرب) ابتداء وخبر والمعنى ينظرون (ايهم اقرب) فيتوسلون به . ودمتم رعاية الله

5