السلام عليكم
كيف يكون حساب العبد يوم القيامة من كان لديه ذنوب في الدنيا لكن تاب عنها و تركها و رجع الى الله هل سيحاسب على أفعاله او تغفر له؟ اتمنى شرح الامر بالتفصيل
و شكرا
اعلم أن التوبة أول مقامات الدين، ورأس مال السالكين، ومفتاح استقامة السائلين، ومطلع التقرب إلى رب العالمين، ومدحها عظيم، وفضلها جسيم، قال الله ـ تعالى ـ:
" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله): " التائب حبيب الله، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ".
وقال الباقر (عليه السلام ): " إن الله ـ تعالى ـ أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها، فالله اشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها ".
وقال (عليه السلام ): " التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ ".
وقال الصادق (عليه السلام ): " إن الله يحب من عباده المفتن التواب ": يعني كثير الذنب كثير التوبة.
وقال (عليه السلام ): " إذا تاب العبد توبة نصوحا، أحبه الله فستر عليه " فقلت: وكيف يستر عليه؟
قال: " ينسى ملكيه ما كانا يكتبان عليه، ويوحى إلى جوارحه وإلى بقاع الأرض أن اكتمي عليه ذنوبه، فيلقى الله ـ عز وجل ـ حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب ".
وقال الصادق (عليه السلام ): " إن الله ـ عز وجل ـ اعطى التائبين ثلاث خصال لو اعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والأرض لنجوا بها: قوله ـ عز وجل ـ :
إن الله يحب التوابين ... المزید " إلى آخره
وقوله: " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا ـ إلى قوله ـ وذلك هو الفوز العظيم "
وقوله: " والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد في مهاناً، إلا من تاب وآمن ـ إلى قوله ـ وكان الله غفوراً رحيماً "
وقال أبو الحسن (عليه السلام ): " أحب العباد إلى الله المنيبون التوابون ".
للتوبه شروط في قبولها
يشترط في تمام التوبة وكمالها بعد تدارك كل معصية بما مر: من طول الندم، وقضاء العبادات، والخروج عن مظالم العباد، وطول البكاء والحزن والحسرة، واسكاب الدموع، وتقليل الاكل، وارتياض النفس، ليذوب عن بدنه كل لحم نبت من الاغذية المحرمة والمشتبهة،
قال أمير المؤمنين (عليه السلام ) لمن قال بحضرته: استغفر الله: " ثكلتك أمك! أتدرى ما الاستغفار؟ ان الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: اولها: الندم على ما مضى، والثاني: العزم على ترك العود عليه أبدا، والثالث: ان تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله املس ليس عليك تبعة، والرابع: ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها تؤديا حقها، والخامس: ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ منهما لحم جديد، والسادس: ان تذيق الجسم الم الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول: استغفر الله ".