الحسن المجتبى ع
( 29 سنة )
- العراق
منذ 4 سنوات
اربعة يذهبن ضياعا (الاسراف)
السلام عليكم
قال الامام علي ع اربعة يذهبن ضياعا الاكل على الشبع والزرع في السبخة والسراج في النور والمعروف عند غير اهله مامعنى الحديث وماهي الذنوب التي اذا ارتكبها الانسان يصبح غير اهل للمعروف ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
هذه الرواية هي جزء من وصية طويلة للنبي صلى الله عليه واله لأمير المؤمنين عليه السلام وهذا المقطع هو احد مقاطع الوصية، واما الوارد عن امير المؤمنين عليه السلام فهي رواية تشبه هذه الرواية بالمضمون وفيها تفصيل وبيان اكثر من هذه الرواية:
عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: (خمس تذهب ضياعا: سراج تقده في شمس ، الدهن يذهب والضوء لا ينتفع به ، ومطر جود على أرض سبخة : المطر يضيع والأرض لا ينتفع بها ، وطعام يحكمه طاهيه يقدم إلى شبعان فلا ينتفع به ، ... المزید.) الى ان يقول: (ومعروف تصطنعه إلى من لا يشكره) (الوسائل 5 : 320 ، الباب 11 من أبواب أحكام المساكن ، الحديث 2)
وهذا المقطع من الوصية بيان لبعض مصاديق الاسراف فان من الصفات الذميمة التي لابد ان يبتعد عنها الانسان هي الاسراف والتي في بعض الأحيان يكون محرما يقول الله تعالى: ((وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) (الانعام:141) .
(يذهبن ضياعا) أي ان هذه الأمور لا فائدة ترتجى منها بل تذهب وتضيع.
1- الاكل على الشبع : فان المعدة اذا شبعت كان الطعام الزائد فيها ضياعا بل في بعض الحالات يكون وبالا عليه فقد ورد عن النبي صلى الله عليه واله (المعدة بيت الداء ، والحمية رأس الدواء) وورد أيضا عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: (الأكل على الشبع يورث البرص) (التهذيب ، الشيخ الطوسي، ج9 / ص93 / ح134) ويقول الله تعالى في كتابه الكريم : ((يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) (الأعراف:31) وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجلا يتجشأ ، فقال : يا عبد الله أقصر من جشائك ، فإن أطول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا "( الوسائل 24 : 247 ، الباب 3 من أبواب المائدة ، الحديث 3).
2- الزرع في السبخة: السبخة هي أرض ذات نَزٍّ ومِلح، والجمع: سِباخٌ فالزرع فيها يكون مضيعة للزرع والماء وتعب بلا ثمرة ترجى فان احتمال نمو الزرع وثمره ضعيف جدا فيكون كل هذا اهدار بهذه الطاقات وضياع للجهد.
3- السراج في القمر: وفي رواية امير المؤمنين السراج في الشمس والمعنى واحد هو انه مع وجود النور الكافي للإنسان في حركته فلا يحتاج الى نور زائد ومن هنا يعمم لكل زيادة في الإضاءة فليس يقال ان هذا الزمان ليس فيه سراج انما هي مصابيح كهربائية حديثة فلا تشملنا الرواية بل الحكمة من الرواية هو الاقتصاد بالكل ما يمكن الاقتصاد فيه فالاضاءة الكافية لا حاجة لاضاءة زائدة عليها.
4- والمعروف عند غير اهله: فان المعروف عندما يصنع لاهله يثمر الطيب والعلاقة الطيبة بين الناس اما اذا وضع عند غير اهله فلا ثمرة ترتجى منهم بل قد على العكس يكون ناكرا للجميع مضيع الاحسان.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته