الأخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يتشبث البعض بما لا تحصيل فيه، فما ذكر من (مفارقة الجماعة) هل المراد منه مفارقة الكثرة العددية وهي مذمومة في القرآن في موارد كثيرة ؟ أم المراد مفارقة أهل الحق؟ وهو أول الكلام مع المخالف للإمامية، فمن قال أن المخالف للإمامية هم أهل جماعة الحق؟! فهذا أول الكلام. ونتساءل: هل ينهض المخالف بحجة ودليل ملزم للآخرين سواء من عقل أو نقل يأتي به من خارج كتبه التي لا يصح له الإحتجاج بها على الغير بأنه أهل الحق، وغيره ليس كذلك؟ أو لعله يراد به اصطلاحاً ساد أيام الأمويين وشهد به زياد بن أبيه على حجر بن عدي وأصحابه عند ما كتب ألى معاوية كتاباً يقول له فيه: (إن حجر بن عدي خلع الطاعة وفارق الجماعة)؟ والمراد به مفارقة جماعة الفئة الباغية التي كان يتزعمها معاوية وأتباعه ، وهذه بلا شك جماعة الباطل ومفارقتها هو الحق بعينه. وقد روى مسلم في صحيحه وغيره عن النبي (صلى الله عليه وآله) : (من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية) (ج9 ص 21). فمن هو أولى بهذه الصفة (مفراقة الجماعة)؟ حجر الذي شهد له رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالإيمان وأتباعه الصابرون من شيعة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أم معاوية واتباعه الذين خلعوا طاعة إمام الحق ، وفرّقوا جماعة المسلمين بإشعالهم للحروب والفتن؟!! وأما الشق الثاني من السؤال فقد تقدم جوابه في السؤال المتقدم. ودمتم في رعاية الله