النصيحة

أ- أمّا أساليب النصح فيمكن رعاية الآتي: ١- أن يكون ­­­قد قام بدور الناصح لنفسه أولاً، وإلّا لن يكون لنصحه أثر وهو مصداق لما في قوله تعالى: ((أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ..))، سورة البقرة، الآية ٤٤، وكذلك لا بُدَّ من تحصين أهله وأسرته بالمعروف. ٢- لا بّد من اختيار الأسلوب الأمثل للنصيحة، وتجسيد أسلوب القرآن، في قوله تعالى: ((ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ))، سورة النحل، ١٢٥، وكذا ما ورد عن الإمام زين العابدين في حقِّ المستنصح ((وحقُّ المُسْتَنْصَح أنْ تُؤَدِّيَ إليه النصيحة، ولْيكن مذهبك الرحمة له والرفق به))، الأمالي، للشيخ الصدوق، ص ٤٥٦. ٣- اختيار المكان والزمان المناسبين للنصيحة. ٤- عدم تقديم النصيحة أمام الآخرين؛ فإنَّها تشكِّل إهانة له، وتزيد من إصراره على الخطأ. ٥- الصبر عليه وتحمُّل ردود الفعل، التي قد تتلقَّاها من الآخر. ٦- وهناك ضابطة عامَّة في تقديم النصيحة، وردت عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ((قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه))، الكافي، للشيخ الكلينيّ، ج ٢، ص ٢٠٨. ب- مع العلم بعدم استجابة الآخر للنصيحة، فيجوز التوقُّف عن النصيحة، ولكن إنْ كان الآخر يفعل المنكر ويترك المعروف، فالاحوط وجوباً إظهار الكراهة والانزعاج من ذلك.