حمدي صالح - الكويت
منذ 4 سنوات

 أدلتها في الكتاب والسنة

ما معنى كلمة ( التقية ) هل تعني الكذب؟فقد جاء في كتاب أصول الكافي للكليني : ".. عن أبي عمر الأعجمي قال: قال لي أبو عبدالله- عليه السلام-: يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له..." فما المقصود بالتقية ؟ ارجوكم ارشيدوني فقد زايدت صفحات المتهجمين على اخوانا الشيعة ( انا سني احب الشيعة لأنكم تحبون أهل البيت ) و سلامتكم


الأخ حمدي صالح المحترم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ان التقية رخصة شرعية في كتاب الله و سنة رسول (صلى الله عليه و آله) تعمل في موارد الخوف والخطر والضرر. وقد جرت سيرة الانبياء والاولياء والمؤمنين على العمل بها وقد استدل لجوازها بالادلة الاربعة. الدليل الاول : القرآن قال تعالى : (( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه… )) (غافر: 28). فنجد مؤمن آل فرعون يكتم ايمانه خوفاً من الضرر. وقال تعالى : ((من كفر بالله من بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئنٌ بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب الله ولهم عذاب عظيم )) (النحل:106). فنجد الصحابي الجليل عمّار بن ياسر يعمل بالتقية والنبي (صلى الله عليه وآله) يمضي عمله ويجوّز له العمل بها. وقد اشتهر في كتب التفسير أن هذه الآية نزلت في عمّار بن ياسر الذي عذّب في الله حتى ذكر آلهة المشركين ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (إن عادوا فعد). (الطبقات الكبرى لابن سعد في ترجمة عمار بن ياسر، تفسير الماوردي ج3 ص 215، تفسير الواحدي ج 1 ص 466 مطبوع بهامش تفسير النووي، تفسير الصافي ج3 ص 57، تفسير الميزان ج 12 ص 357، وتفاسير أخرى للفريقين). وهناك آيات أخرى دالة بالصراحة أو بالضمن على التقيّة وهن: 1- (( لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلاّ ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير )) (آل عمران 28). 2- الكهف 19. 3- الانعام 119. 4- البقرة 195. 5- الحج 78. 6- فصلت 34. الدليل الثاني : السنة إن الروايات الدالة على جواز التقية كثيرة منها: 1- سئل الامام الصادق (عليه السلام) عن التقية فقال: (التقية من دين الله، قلت: من دين الله؟ قال: أي وا… من دين الله، ولقد قال يوسف: (( ايتها العير انكم لسارقون )) والله ما كانوا قد سرقوا شيئاً، ولقد قال ابراهيم: ((إني سقيم)) والله ما كان سقيماً). (الكافي 2: 172/3، المحاسن 258،303). وهناك أحاديث كثيرة بهذا المضمون. 2- اخرج البخاري من طريق قتيبة بن سعيد، عن عروة بن الزبير: أن عائشة أخبرته أنّه استأذن على النبي (صلى الله عليه وآله) رجل ، قال (صلى الله عليه وآله): (ائذنوا له فبئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة)، فلما دخل ألان له الكلام. فقلت له: يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألفنت له في القول؟ فقال: (أي عائشة، إنّ شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه). (صحيح البخاري ح 5780 وقريب منه 5685و5707، سنن أبي داود 4: 251،4791). 3- تفسير الحسن البصري 2: 76. 4- سنن ابن ماجة 2: 1338،4032. وغيرها الكثير. الدليل الثالث : الاجماع اتفق جميع المسلمين وبلا استثناء على ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يدعو الناس سراً الى الاسلام مدة ثلاث سنين من نزول الوحي، فلو كانت التقية غير مشروعة لكونها نفاقاً لما مرّت الدعوة الى الدين الحنيف بهذا العمر من التستر والكتمان. وقد نقل الاجماع على أن التقية مشروعة وجائزة جمهرة من علماء السنة منهم: 1- القرطبي المالكي (الجامع لاحكام القرآن 10: 180): اجمع أهل العلم على ان من اكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل انه لا إثم عليه ان كفر وقلبه مطمئن بالايمان. 2- ابن كثير الشافعي / تفسيره 2: 609. 3- ابن حجر العسقلاني / فتح الباري 1: 264. الدليل الرابع: العقل فإن التقية موافقة لمقتضاه فان جميع الناس يستعملونها في حالات الخطر والضرر من دون أن يسموها تقية. وأما فقه المذاهب الاسلامية فقد ذهبوا الى جوازها فتجد : 1- الامام مالك (المدونة الكبرى 3: 29) يقول بعدم وقوع طلاق المكره على نحو التقية محتجاً بذلك بقول الصحابي ابن مسعود: ما من كلام يدرأ عني سوطين من سلطان إلا كنت متكلماً به. ولا شك أن الاحتجاج بهذا القول يعني جواز إظهار خلاف الواقع في القول عند الاكراه ولو تم أي الاكراه بسوطين. 2- ابن عبد البر المالكي (الكافي في فقه اهل المدينة 503)، حيث افتى بعدم وقوع عتق وطلاق المكره، ولو كانت التقية لاتجوز في العتق والطلاق عند الاكراه من ظالم عليهما لقال بوقوعهما. 3- ابن العربي / احكام القرآن 3: 1177،1182. 4- تفسير ابن جزي : 366. 5- ابن حيان الاندلسي / البحر المحيط 2: 424. 6- القرطبي / الجامع لاحكام القرآن 10: 180. 7- فتاوى قاضيخان الفرغاني 5: 484. 8- السرخي / المبسوط 24: 48، 51، 77، 152. 9- ابن نجيم الحنفي/ الاشتباه والنظائر 89. 10- الكيالهراسي الشافعي/ احكام القرآن 3: 246. 11- الرازي / التفسير الكبير 20: 121. 12- ابن حجر العسقلاني / فتح الباري 12: 263. 13- النووي/ مجموع شرح المهذب 18 : 3. 14- ابن قدامة الحنبلي / المغني 8/ 262. وهناك الكثير واقبلوا منّا هذا اليسير ودمتم في رعاية الله

3