مُحمّد الحُسيني ( 18 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

موفق الدين من ظاهرة التنمر

السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ما التنمر وما رأي الشارع المُقدَّس بالتَنَمُر ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته التنمّر هو ظاهرة عدوانيّة وغير مرغوب بها تنطوي على مُمارسة العنف والسلوك العدواني من قبل فردٍ أو مجموعة أفراد نحو غيرهم، وتنتشر هذه الظاهرة بشكلٍ أكبر بين طلّاب المدارس، وبتقييم وضع هذه الظاهرة يتبيّن أن سلوكيّاتها تتّصف بالتّكرار، بمعنى أنها قد تحدث أكثر من مرة، كما أنها تعبّر عن افتراض وجود اختلال في ميزان القوى والسّلطة بين الأشخاص؛ حيث إن الأفراد الذين يمارسون التنمّر يلجؤون إلى استخدام القوّة البدنيّة للوصول إلى مبتغاهم من الأفراد الآخرين، وفي كلتا الحالتين، سواءً أكان الفرد من المتنمرين أو يتعرّض للتنمّر، فإنه معرّض لمشاكل نفسيّة خطيرة ودائمة وللتنمر صور عديدة: منها ما يكون اعتداء لفظيا فقط على سبيل السخرية والاستهزاء، ومنها ما يكون اعتداء لفظيا على سبيل الاعتداء على العرض، ومنها ما يكون إرهابا وتخويفا فقط، ومنهاما يكون بمنع الضحية من السير في الطريق أو إلجائه إلى أضيقه، ومنها ما يكون بالاعتداء على ماله ومتعلقاته، سواء بإتلافها أو بالاستيلاء عليها، ومنها ما يصل إلى حد انتهاك العرض بأنواع وصوره المختلفة. ووقف الدين الحنيف من هكذا أمور كالتنمر والسخرية والتعدي على الأخرين والاستهزاء موقفا شديدا وحث على عدم فعل ذلك وتترتب عليه آثارا دنيوية وآخروية فلذا ورد في الشريعة من ذم المستهزئين وتعذيبهم يوم القيامة بصورة الاستهزاء، قال الله جل شأنه: " لا يسخر قوم من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم "وبهذا يتجلى رفض الإسلام الصريح لأي نوع من أنواع التعاطي بكرامة و مكانة المؤمن، وإن الحط من قدره هو بمثابة التحدي والعناد لله سبحانه الذي كرمه، وفضله على جميع خلقه ، والتي من أبرزها السخرية بالمؤمنين فقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يَكُنَّ خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكونوا خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) [الحجرات/11] . ولذا رفض الإسلام أن نجعل الفقر مثارا للسخرية بالمؤمنين بسبب سوء الملبس، أو المسكن أو المأكل ، وشدد بالوعيد على من يفعل ذلك قال رسول الله (ص) : ( من أستذل مؤمناً، أو مؤمنة، أو حقره لفقره، أو قلة ذات يده شهره الله تعالى يوم القيامة ثم يفضحه ) [بحار الانوار ج72 ص44]. ومما قاله لقمان لأبنه وهو يعظه : ( يا بني لا تحقرن أحداً بخلقان ثيابه، فإن ربك وربه واحد ) [بحار الأنوار ج72 ص وقد يقترن أسم شخص باسم مضحك، أو صفة غريبة نتيجة لحادث، أو لموقف معين فيتحول ذلك الاسم إلى لقب له رغم تسببه لحرج شديد لشخصيته وهي ما عبر عنه القرآن ( ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) [ الحجرات: 11] . فإن التلفظ بالألقاب بقصد الإساءة للآخرين، وجعلهم مثاراً للسخرية والضحك من أسوء العادات التي أبتلي بها المجتمع الإسلامي . وجاء في الحديث عن رسول الله (ص): ( إن المستهزئين يفتح لأحدهم باب الجنة ، فيقال : هلم فيجيء بكربه، وغمه فإذا جاء أغلق دونه ) [كنز العمال ح8328]. وعنه (ص) : ( لا تحقرن أحداً من المسلمين فإن صغيرهم عند الله كبير ) [تنبيه الخاطر ص25]. وأشارت بعض الاحاديث والروايات إلى حرمة سب المومن بل عدته من الكفر كما ورد عن النبي الأكرم «صلى الله عليه واله»: (سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، واكل لحمه معصية، وحرمة ماله كحرمة دمه)(الكافي).

4