علي ( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

المـذهـب الـــصوفي والـــمذهب الـــمعتزلي

الســلامُ علـَــيكم ورحــــمة الله وبــــركـــاتـُــه (ماهــو فـرق الصـوفـيـة والـمـعـتـزلـة عـن بـقـيـه اهـل الـسُـنـّة) شكرًا لكم على هذا التطبيق العَمل العَظيم جَزاكُم الله خيراً.....


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب الْمُعْتَزِلَةُ (والمفرد: مُعْتَزِلِيّ) فرقة كلامية ظهرت في بداية القرن الثاني الهجري في البصرة في أواخر العصر الأموي، وقد ازدهرت في العصر العباسي. وقد لعبت دوراً رئيسياً سواء على المستوى الديني والسياسي، ولقد غلبت على المعتزلة النزعة العقلية فاعتمدوا على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، وقالوا بالفكر قبل السمع، ورفضوا الأحاديث التي لا يقرها العقل حسب وصفهم، وقالوا بوجوب معرفة الله بالعقل ولو لم يرد شرع بذلك، وإذا تعارض النص مع العقل قدموا العقل لأنه أصل النص، ولا يتقدم الفرع على الأصل. ومن أشهر المعتزلة الزمخشري صاحب تفسير الكشاف، والجاحظ، والخليفة المأمون، والقاضي عبد الجبار وابن ابي الحديد شارح كتاب نهج البلاغة. اما الصوفية: ذكر بعضهم ان الصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد أركان الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان، مقام التربية والسلوك، مقام تربية النفس والقلب وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، الذي هو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني الإسلام والإيمان، وقد جمعها حديث جبريل، وذكرها ابن عاشر في منظومته (المرشد المعين على الضروري من علوم الدين)، وحث أكثر على مقام الإحسان، لما له من عظيم القدر والشأن. وقيل : انه علمٌ يُعرف به كيفيّة السلوك إلى حضرة ملك الملوك وتصفية البواطن من الرذائل وتحليتها بأنواع الفضائل ، أو غيبة الخلق في شهود الحقّ ، أو مع الرجوع إلى الأثر فأوّله علم ووسطه عمل وآخره موهبة ; واشتقاقه إمّا من الصفاء لأنّ مداره على التصفية ، أو من الصفة لأنّه اتّصاف بالكلمات ، أو من صفّة المسجد النبوي لأنّ الصوفيّة متشبّهون بأهل الصفّة في التوجّه والانقطاع ، أو من الصوف لأنّ جلّ لباسهم الصوف تقلّلاً من الدُّنيا وزهداً فيها ; اختاروا ذلك لأنّه كان لباس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وهذا الاشتقاق أليق لغةً وأظهر نسبة ; لأنّ لباس الصوف حكم ظاهر على الظاهر ونسبتهم إلى غيره أمرٌ باطن ، والحكم بالظاهر أوفق وأقرب ; يُقال ( تصوّف ) إذا لبس الصوف ، كما يُقال ( تقمّص ) إذا لبس القميص ، والنسبة إليه صوفي» (ينظر: الحسني ، ابن عجيبة ، مصطلحات التصوّف: ص 3). وورد في كتاب « كشّاف اصطلاحات الفنون » : « أنّه جاء في ( توضيح المذاهب ) ما يلي : في اللغة التصوّف يعني ارتداء الصوف ، وهذا نتيجة الزّهد وترك الدُّنيا ، وفي نظر أهل العرفان تطهير القلب من محبّة ما سوى الخالق ، وتقديم الظاهر من حيث العمل والاعتقاد بالتكليف أو المأمور به ، والابتعاد عن المنهيّ عنه ، والالتزام بما قاله رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فهؤلاء الجماعة من المتصوّفة المحقّة . وتوجد جماعات أخرى متصوّفة باطلة ، يحسبون أنفسهم من الصوفيّة ولكنّهم ليسوا من الصوفيّة الحقّة وهم عدّة فرق » (التهانوي ، محمّد علي بن علي ، كشّاف اصطلاحات الفنون: ج1، ص841) فالنتيجة من كل هذا ان التصوف هو طريقة ينتهجها بعض إخواننا السنة في تزكية النفس والارتقاء الى مقام اعلى من مقام الايمان اما المعتزلة فهو مذهب كلامي اي ما يرتبط بالعقيدة. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1