zainb almialy ( 23 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

التوفيق الإلهي*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما هي الوسائل والطرق التي تؤدي إلى توفيقك في هذه الدنيا، ونحن متعارف لدينا أنّ هذا الشخص موفق. فهل التوفيق يكون بسبب الأعمال أو هو غير ذالك؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته التوفيق يعني ألّا يتركك الله سبحانه تتكل على نفسك فقط، بل أن يكون الله سبحانه وتعالى وكيلك. توكلت عليه وأنت تسعى وتوكلت عليه في النتيجة، فبالتأكيد سيرضيك بالخير الذي قدّره لك حتى لو على غير هواك. سيوفقك الله للخير بصدق توكلك عليه، وهذا معنى قوله تعالى: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } (هود:آية٨٨). وأحياناً تتفاجأ بنتائج لا تتوافق مع الأسباب البشرية لمجرد صدق توكلك وأنّك تكون عبد منيب. واعلم أنّ باب التوفيق تم إغلاقه عن الخلق في ستة أشياء: - اشتغالك بالنعمة عن شكرها. - رغبتك في العلم وتركك العمل. - المسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة. - الاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بأفعالهم. - إدبار الدنيا عنك وأنت تتبعها ( اتّباع الأهواء برغم معرفتك بأنّ الدنيا مصيرها الفناء). - وإقبال الآخرة عليك وأنت معرض عنها ( الغفلة عن الآخرة واستبعاد الموت على الرغم من إقباله). وهذا حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) : "إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله. فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفّقه لعملٍ صالحٍ قبل الموت ".(المناوي،فيض القدير:ج١،ص٣٣١). هذا هو المعنى الحقيقي للتوفيق، فالله (عزّ وجلّ) يستخدمك له في الدنيا، وتوفّق للعمل الصالح والطاعة بغض النظر عن النتائج الملموسة كيف تكون، فهو في كل الأحوال سيرضيك.

4