logo-img
السیاسات و الشروط
( 28 سنة ) - العراق
منذ سنة

الشجار بين الأطفال

السلام عليكم سؤالي حول تعليم الطفل التربية الصحيحة فإذا تشاجر طفل مع طفل آخر وذلك الطفل سبّه وضربه، هنا ماذا يجب على الأم أن تنصح طفلها؟ ١) هل تنصحه بأن يضرب ويسب كما فعل ذلك الطفل؟ ٢) هل تنصحه بأن يبتعد عن الشجار وأن يزرع بداخله حب غيره من الأطفال؟ ولو فرضاً نصيحته بذلك، فهنا بعض الناس يقولون بأنه سوف يكون خائفاً أو جباناً لا يعرف الدفاع عن نفسه. فما هو رأيكم؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، إن المشاكل بين الأطفال والشجار فيما بينهم حسب وجهة نظر أصحاب الاختصاص في علم النفس هي: أن خلافات الأطفال هو أمر طبيعي للغاية وهو يمثل جزءً مهماً في تطور شخصية الطفل ونموه، فهو ينمي لديه القدرة على التفاوض، والرضا بمبدأ الخسارة والربح، كما أنه يعد بمثابة امتحان لقدراته على أخذ حقوقه من أطفال الجيران مع مراعاة حقوق الآخرين. وكل هذه الأمور شديدة الأهمية من أجل مساعدة الطفل على الانفتاح على المجتمع الخارجي والاندماج معه، وله أسبابه عليكم معرفتها ومعالجتها. ومن الأسباب: ١) حب التملك والأنانية يحدث الخلاف بين الأطفال. ٢) الإحساس بالنقص أحياناً يكون لدى الطفل شعوراً بالنقص، فيشعر وقتها بأنه أقل من طفل الجيران بالتفضيل والاهتمام من قبل أهلهم وهو لا يتعامل أهله معه بنفس الطريقة، وعندها يكون لدى الطفل الذي يشعر بالنقص إحساس شديد بالظلم مما يدفعه للتشاجر مع الطفل الآخر. ٣) المشاكل الصحية، فبعض الأحيان يعاني الطفل من خلل في إفرازات الغدد أو قد يعاني من الإمساك أو الأرق أو الصداع، وهذه الأسباب قد تدفعه أحياناً للقيام بالشجار مع غيره من اطفال الجيران. ٤) تقليد الآخرين أحياناً تحدث خلافات الأطفال بدافع تقليد الكبار، فيقوموا بالتشاجر كما يشاهدوا في التلفاز وبرامج العنف. وغيرها من الأسباب يمكنك معرفتها من خلال متابعة الأطفال وحركاتهم وتصرفاتهم. نذكر لكم بعض ما ذكره بعض المختصين في علاج هكذا مشاكل منها: ١) في كيفية تدخل الوالدين مثلاً في خلافات الأطفال فإما لا يتدخلون أو عدم التدخل الفوزي، لأنه غالباً ما يكون الأطفال لديهم القدرة على حل خلافاتهم ومشاكلهم بعد فترة وجيزة جداً، وقيام الأهل بالتدخل المباشر عند وقوع الخلاف يمنع الأطفال من التفكير. ولا يسمح لهم بأخذ الوقت الكافي لحل النزاع بمفردهم، وغالباً ينتج عن ذلك حدوث الخلاف مرة أخرى. ٢) عدم الانحياز تجاه أحد الأطفال على الرغم من محاولة الوالدين إخفاء مشاعرهم ومراعاة العدل بين ابنائهم وابناء الجيران في المعاملة قدر المستطاع، ٣) إنّ الاختلافات في الطباع قد تكون سبباً لحدوث خلافات الأطفال، لذا ينبغي على الأهل القيام بتعزيز السلوك الجيد وبلورته وعدم النظر فقط للأمور السيئة. ٤) عدم السماح بتطور الخلاف لدرجة الضرب والسباب عندما يتصاعد الخلاف بين أطفالكم وأطفال الجيران ويصل لدرجة الضرب والسباب. وينبغي على الوالدين التدخل مباشرةً بحزم لإنهاء الخلاف بطريقة الفصل بينهم والقيام بإلزامهم بالتوجه إلى بيتهم مباشرة، أو منعهم من هذا السلوك العدواني بحزم قائلاً أن الضرب والسباب ممنوعان تماماً. ٥) عدم الاشتراك في الخلافات بدور الشاهد أحياناً يقوم الأبناء بإشراك أهلهم في الخلافات عن طريق طلب شهادتها على من يقع الحق أو أيهما المخطيء، في هذه الحالة ينصح خبراء التربية الأهل بعدم الاشتراك في الخلاف كشاهد بين الأطفال لأن ذلك يتسبب في شعور ضرورة الانحياز للأولاد على حساب أولاد الجيران مما يزيد المشكلة سوءاً. ٦) مساعدة الأبناء على إيجاد نقاط مشتركة بينهم وبين أولاد الجيران بدلاً من التذمر والشكوى المستمرة بسبب خلافات الأطفال المتكررة، فيمكن للوالدين البحث عن نقاط مشتركة بينهم للجمع بينهم وتوطيد العلاقة بينهم وتقويتها. فإن لم تفلح هذه المعطيات بالنفع والثمرة لحل مشاكل الأولاد مع الجيران، فهنا لابد من عدم اخراجهم وعدم اختلاطهم بهذا المجتمع المقيت الذي لا يمكن التفاهم معه بكل ما تقدم من وسائل لمعالجة الخلافات ووضع وسائل أخرى لتنفيس وضعهم كأخراجهم للمتنزهات وغيرها. وفقكم اللّٰه لكل خير

1