logo-img
السیاسات و الشروط
Alyasre ( 24 سنة ) - العراق
منذ سنة

زيارة قبور الأموات

السلام عليكم عند خروج الروح من الجسد وذهابها إلى عالم البرزخ ويعود الجسد إلى الأرض، فإذا كانت الروح تخرج من الجسد فيدفن الجسد في القبر بدون الروح، فما الداعي من زيارة قبور الأموات إن كانت فقط جسداً بدون روح؟ وما فائدة الماء الذي يرش على القبر؟ وهل يعلم الميت بزيارتنا له وهل يسمع كلامنا معه؟ وما هي الأعمال التي تنزل الرحمة للميت وتغفر له وتخفف عنه؟ بارك الله بجهودكم وأعتذر عن الاطالة


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب أولاً: وردت الروايات عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام)، في الحث على زيارة القبور، لوجود مصلحة للميت والزائر له، وقطعاً ليست المسألة بلحاظ الجسد؛ لأنّه مادي صرف، بل المدار هو الروح وأين ما كانت فهي تعلم بمن زارها، أما كيفية ذلك فلم يقف على حقيقته المتخصصون؛ لأنّ هذا مختص بالعوالم الأخرى. ثانياً: مسألة رش الماء على القبر بعد مماته بمدة، كما يفعله كثير من النّاس لا دليل عليه، فهو مجرد عرف عند الناس، وإنما الذي ورد هو رش القبر في الماء بحيث يستقبل القبلة ويبدأ من عند الرأس إلى عند الرجل، ثم يدار على القبر من الجانب الآخر، ثم يرش على وسط القبر، وهذا حين دفنه لورورد الروايات في ذلك. فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: السنة في رش الماء على القبر أن تستقبل القبلة وتبدأ من عند الرأس إلى عند الرجل، ثم تدور على القبر من الجانب الآخر، ثم يرش على وسط القبر، فكذلك السنة(١). وورد عن أبي عبد الله (عليه السلام)، … قال: يتجافى عنه العذاب ما دام الندى في التراب(٢). نعم ورد أنّه يرش قبر الميت كل يوم لمدة أربعين شهراً أو أربعين يومياً. ورد عن محمد بن الوليد، إن صاحب المقبرة سأله عن قبر يونس بن يعقوب وقال: من صاحب هذا القبر؟ فان أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أوصاني به أمرني أن أرش قبره أربعين شهرا، أو أربعين يوما، في كل يوم مرة(٣). وهذا الحديث يدل على الرش المتواصل - أي كل يوم - لمدة محدودة، فليس فيه دلالة على ما يفعله بعض النّاس اليوم من رش قبر الميت كل ما يزورونه. والله العالم. ثالثاً: نعم زيارة الأموات وقراءة القرآن والأدعية، كل ذلك ينفع لهم كثيراً، وكذلك هم يعلمون بمَن يزورهم ويفرحون به، ويستوحشون إذا انصرف عنهم. ورد عن عبد الله بن سليمان، عن الباقر (عليه السلام) قال: سألته عن زيارة القبور، قال: إذا كان يوم الجمعة فزرهم فإنه من كان منهم في ضيق وسع عليه ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس يعلمون بمن أتاهم في كل يوم، فإذا طلعت الشمس كانوا سدى. قلت: فيعلمون بمن أتاهم فيفرحون به؟ قال: نعم ويستوحشون له إذا انصرف عنهم(٤). ———————————— (١) الوسائل: ٣/ ١٩٦، ح ٣. (٢) الوسائل: ٣/ ١٩٦/ ح ٤. (٣) الوسائل: ٣/ ١٩٧، ح ٦. (٤) الوسائل: ٧/ ٤١٥، ح ١.

1