برهان الدين - تونس
منذ 4 سنوات

 كانت في أولاد الأئمة (عليهم السلام) وأصحابهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف يمكن التوفيق بين ما ورد من روايات يستفاد منها ان التسمية باسم شخص علامة الولاء والمحبة لذلك الشخص من قبيل ما روي في مستدرك الوسائل عن ربعي بن عبد الله أنه قيل لأبي عبد الله ع : جعلت فداك, إنا نسمي بأسمائكم وأسماء آبائكم فينفعنا ذلك, فقال : إي والله, وهل الدين إلا الحب والبغض! قال الله : (( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) وهو على ما يبدو يناقض بعض ما ذهبتم اليه في مقام الاجابة على الاسئلة المتعلقة بموضوع التسمية على موقعكم المحترم و ايضا ما ورد من النهي عن التسمية بأسماء الفراعنة وأعداء أهل البيت ع ومثاله ما رواه المجلسي في البحار والمحدث النوري في المستدرك عن محمد بن سنان عن يعقوب السراج قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى (ع) وهو في المهد جعل يساره طويلا, فجلست حتى فرغ فقمت إليه, فقال (ع): " إدن إلى مولاك فسلم عليه", فدنوت فسلمت عليه فرد علي بلسان فصيح, ثم قال لي : "إذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها أمس فإنه اسم يبغضه الله " وكانت ولدت لي بنت وسميتها بالحميراء, فقال أبو عبد الله ع : " انته إلى أمر ترشد" وأيضا ما رواه الحر العاملي في الوسائل عن جابر عن الإمام الباقر ع أنه قال لغلام :" ما اسمك "? قال : محمد, قال:" بم تكنى"? قال: بعلي, فقال أبو جعفر:" لقد احتظرت من الشيطان احتظارا شديدا, إن الشيطان إذا سمع مناديا ينادي : يا محمد أو يا علي ذاب كما يذوب الرصاص حتى إذا سمع مناديا ينادي باسم عدو من أعدائنا اهتز واختال" فكيف الجمع بين هذا وبين ما ثبت من قيام امير المؤمنين عليه السلام بتسمية بعض أبنائه بأسماء يحملها أولئك الثلاثة الغاصبين والمصنفين شيعيا من المناوئين والظالمين لأهل البيت عليهم السلام وصلى الله على محمد واله المعصومين


الأخ برهان المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ليس هناك تعارض بين هذه الروايات وبين فعل أمير المؤمنين (عليه السلام) - على فرض التسليم بذلك - بعد أن نعرف السبب الذي دعا أمير المؤمنين(عليه السلام) لذلك. فعثمان سماه على اسم عثمان بن مظعون, ففي مقاتل الطالبيين ص55: أن أمير المؤمنين قال في أبنه عثمان: (إنما سميته بأسم أخي عثمان بن مظعون). وأما أبو بكر, فكانت كنية والكنية قد تلحق بالشخص من قبل نفس الشخص أو مجتمعه لا من قبل أبيه . وأما عمر - لو سلمنا بعدم التحريف من عمرو - فهو أسم فرض على أمير المؤمنين (عليه السلام) من قبل الخليفة الثاني,وقد فصلنا ذلك في الموقع فراجع. ثم أن الكلام كل الكلام فيما لو ثبت أن التسمية كانت من أجل اسماء أولئك حتى يتم التعارض,أما مجرد التشابه لو فرض فلا دلالة فيه, إذ أن المدعى يتم بمقدمتين: الأولى: وجود التطابق بين الأسماء. والثانية :قصد المسمي المحاكاة والتيمن بأسماء أولئك. والمقدمة الأولى لو فرض وجودها لا تكفي, إذ يجب أثبات وجود المقدمة الثانية وهي قصد أمير المؤمنين (عليه السلام) من هذه التسمية, وهذا ما لا يوجد بل يوجد عكسه كما في تصريحه بخصوص عثمان بن مظعون. ولنذكر لذلك مثالاً: فلو أن ناصبياً كان إسمه عليّاً كما في علي بن الجهم, فهل تنطبق عليه رواية ربعي بن عبد الله وينفعه ذلك؟ أو أن النفع لا يتحقق إلا بالقصد الدال على الولاء كما يحدث عند الشيعة عامة من تسمية أبنائهم بأسماء الأئمة (عليهم السلام), نعم قد تكون فيه دلالة ظاهرية بدوية على وجود الولاء قبل أن نعرف واقع الشخص المسمى ولكن لا تبقى هذه الدلالة ولا تكون حجة بعد انكشاف الحال. والأمر كذلك في الجانب المقابل, فلو أن شخصاً سمى باسم أعداء أهل البيت (عليهم السلام) كما في بعض أسماء أصحاب الأئمة (عليهم السلام) الذين كانت أسمائهم معاوية أو يزيد, فإنه بمجرده لا يدل على الولاء أو الحب لأعداء الله أولئك, إلا بأن يجتمع مع القصد بالتيمن والمحاكاة لأسمائهم لعنهم الله, وهذا ما لم يحدث ! كيف ونحن نعرف من هؤلاء الأصحاب وآبائهم البراءة من أولئك, نعم قد تكون هناك دلالة بدوية توحي بذلك قبل انكشاف الحال, ولذا قد يكون مراد الأئمة (عليهم السلام) إلغاء حتى هذه الدلالة والإيماء من أساسه كما قد نفهمه من رواية محمد بن سنان. فلاحظ. ودمتم برعاية الله