نيگار الخاقاني ( 29 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

روايات

السلام عليكم قال الامام الحسن المجتبى ع عند الاحتضار أبكي لهول المطلع ولفراق الاحبة ما معنى الحديث ؟؟؟؟


١- قوله (هول المطلع) المطلع بفتح الطاء المشددة واللام موضع الاطلاع من اشراف إلى انحدار، يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت فشبه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال.… فان منشأُ سكرة الموت، هو هَوْلُ المُطَّلع، وهذا الذي يبكي منه حتى الأخيار، حتَّى الأبرار، حتَّى الأولياء، بل وحتَّى الأنبياء، كلُّ هؤلاء يبكون لهول المطَّلع!! هَوْل المطَّلع لا يختص به سواد الناس، أولياءُ الله ونُجباؤه يخشون هولَ المطلع أيضاً. فالإمام أبو محمد الحسن السبط الأكبر (عليه السلام ) عندما كان في النَّزع بكى، وكان منشأ بكائه -كما أفاد- هو هول المطَّلع، وما معنى هول المطَّلع؟ نشير لمعناه في المقام بنحوٍ موجز، قال تعالى ﴿فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ تشير الآية الكريمة إلى أنَّ الإنسان يطَّلع عند موته على العوالم التي سيُقدم عليها، وهي مَهولة مُرعبة ومُخيفة، حسابٌ وعقابٌ ونُظُمٌ جديدة، فهو قد اعتاد على نُظُم الدُّنيا، على قوانينها، على سُنَنِها، أمَّا الآن فسيُقبِل على سننٍ جديدة، على عوالمَ ونظمٍ مختلفة، فهو يرى الملائكة، قد يرى ملائكة الغضب عابسين في وجهه، وبعضهم يُنذره ويُبشِّره بالعذاب الأليم الشديد، الآن وقد أصبحتَ في أيدينا ماذا ستصنع؟ أمَّا المؤمن فتستقبله ملائكةُ الرحمة، ولكنَّ أمامه طريقٌ طويلٌ، أمامه حسابُ القَبر، أمامه البَرزخ أمامه الصراط، وتطاير الكتب، أمامه الميزان، أمامه المساءلة، كلُّ هذه الأمور تُخيف وتُرعب، لا يدري إلى أيِّ موضعٍ سينتقل؟ هذا هو هولُ المطَّلع.… ٢-فراق الأحبة. وهو أنَّ أهله، وأطفاله، وعياله، ومَن كانت عُلقته بهم وثيقة، مجتمعون حوله يبكون على فراقه، فهو يستشعر الألم والحسرة على فراقهم؛ بتوهُّم أنَّه الذي يرعاهم، وأنَّه الذي يذودُ عنهم، وأنَّ رزقُهم إنَّما هو عليه، فيرقُّ لهم. هذا الشعور بأنَّه كفيلهم، وأنَّهم إذا ذهب عنهم سيضيعون، هذا الشعور يبعث في قلبه الحسرة والألم! ولو أنَّه كان يثق بربَّه، ويعلم علماً وجدانياً -قد امتزج بقلبه وخاطره- بأنَّه لم يكن إلَّا وسيلةً لرزقهم وكفالتهم والذود عنهم، وإذا ما مات فإن الله تعالى سوف يُهيِّء لهم من يكفلهم ويحفظهم ويحميهم، لو كان يستشعر ذلك لخفَّ عليه ألم الحسرة، ولكنه لضعف ثقته بربَّه، ولثقته بنفسه يُبتلى بهذا الشعور بالألم والحسرة على أطفاله، فيرى أطفاله يتصارخون فتشتد حسرته لأنَّهم سوف يصبحون أيتاماً بعده، فليس لهم من كافلٍ ولا معين ، هذا ما يوجب حسرته وشدة ألمه. ثم إنَّ منشأً آخر يبعث على الحسرة والألم -خصوصاً عند أبناء الدنيا- وهو الانفصال عن المال الذي جمعه وأغمض في جمعه، -كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام )-، فجمعه تارةً من مصرَّحاتها -أي من الحلال البيِّن- ومن مشتبهاتها، فهو قد جمعه وتحفَّظ عليه، وبخل به وعادى الناسَ فيه ومن أجله، جمعه ليكون المَهنأُ لغيره والعِبءُ على ظهره، فهناك يستشعر الألم، ألم المفارقة لهذا المال، أمَّا المُخِفُّون فعلى أيَّ شيءٍ يتحسرون؟

1