السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود ان اشكركم على جهدكم الذي تقدمونهة والافادة التي قدمتموهة لي شخصيا وللجميع ......
لدي سوؤال عميق بعض الشيء وسأختصره كما نعلم ببساطة قانون الإسلام اعمل صالحا تدخل الجنة اعمل سیئا تدخل النار ولاكن الذي يعمل صالحا ولله يدخله الجنة هوا يعلم اشد المعرفة ان لو انه لم يهدده فل نار لما اطاعة ابدا ولو لم يعده فل جنة كذالك فة طاعتة ليست ناتجة عن كونه صالح ابد بل مجرد لمصالحه الشخصية فكما تعلمنا ان الهدف من الخلق هو ان يبين الله اي منا احسن عملا واي مننا شقي ولاكني ارا انه لو يترك البشر أحرارا ويفعلون صالحا لوحدهم سوف يكون عملهم ناتج عن ارادتهم الحرة وعن شخصيتهم التي قاموو ببنائها بانفسهم وليس ان يعملو صالحا لكي لا يتم حرقهم او لكي يحصلو على تذكرة دخول الجنة ... اي انه مجبر على العبادة وان يكون صالح والا سیحرق اذا هاذا يعني ان قانون الله هوا ان لم تخضع لعقابي فة انت كافر وتستحق الخلود فل نار وان خضعت له سوف تستحق الجنة (لا احد يهتم بعبادة الله الجميع يهتم بنتيجة ذالك الله اراه مجرد وسيلة للمبتغيات ) اذا انا لا اجد المنطق ایمان تحت تهديد ؟ .......اتمنى ان تدققو بالسوؤال جيدا وتفهمو المقصد وتجيبو فل تفصيل لكون هاذا من اكثر الأسئلة التي حيرتني في حياتي ولاكني اخاف ان اطرحه بسبب كونه كفر صريح....ارجو ایضاح الامر لاني اعرف اني صاحب فهم خاطئ لذالك الجئت لسؤوال الاعلم تجنبا لسلوك طرق خاطئة وجزاكم الله خير ....
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
بالنيابة عن العاملين في المجيب اشكر مشاعركم الطيبة واسال الله تعالى التوفيق لخدمة جميع المؤمنين.
اما ما يخص سؤالكم
قبل الجواب اسمحوا لي ان ابين امورا مهمة نبني عليها امورا نافعة كثيرة:
اولا : ان الله تعالى لا يريد شيئا من العباد يرجع له تعالى، فكل ما يصدر منهم هو اما لهم او عليهم فالله تعالى اعظم من ان يحتاج الى عبادة مخلوقاته بل هو المتفضل على جميع خلقه ان فتح لهم باب الكمال بالتقرب اليه وهو الكمال المطلق.
ثانيا: ان كل ما شرعه الله للناس انما هو لاجل مصالح عظيمة يريد ان يحققها لهم او مفاسد عظيمة يريد ابعادها ومن هنا كان الواجب وكان المحرم وما بينهما مراتب يتحقق فيها المستحب والمكروه بدرجات تختلف باختلاف المصلحة والمفسدة.
ثالثا: الناس يختلفون من حيث درجة الايمان والاعتقاد فمنهم من وصل الى درجات عالية من الايمان كالأنبياء والاوصياء ومنهم ليس لديه الا مراتب متدنية من مراتب الايمان وما بينهما مراتب متعددة.
رابعا: ان حركة الانسان في التعاطي مع الحياة يكون بلحاظ ما يملكه من درجة الايمان فان من يملك الدرجة العالية من الايمان يتخذ الطرق النموذجية في حركته ومن كانت درجته متدنية تجده يحبو في سلوك الطرق الجيدة ولعله يسلك طرقا لا توصله اصلا المراتب العالية او لا اقل المقبولة ولأجل ان تتضح الفكرة نبينها بمثال
نجد في الدراسات الاكاديمية في مرحلة الدراسة الاعدادية مثلا والتي يحدد فيها مصير الطالب في اي المجالات سوف يكون فهل سيشغل الدرجات العالية كالطبية والهندسة مثلا او يذهب الى الدرجات الدانية كبعض المعاهد التي تقبل معدلات بسيطة جدا بل مجرد النجاح مثلا فهنا ننظر للطلبة في هذه المرحلة نجد منهم من يمتلك درجة عالية من العلم والمعرفة والجد والاجتهاد فان هذا واضح انه سوف يسلك الطريق الصحيح الموصل الى اعلى المراتب واما الطلبة الذين لا يمتلكون هذه الدرجة العالية ولم يكونوا اصحاب جد واجتهاد فان هؤلاء يخاف منهم فقد لا ينجحوا اصلا وهنا نسبة الوصول للمراتب العالية واجتناب المراتب الدانية يكون ضعيفا وكل هذا لاختلاف الطلبة في مستوياتهم.
وبعد كل هذا نبين لكم الجواب على سؤالكم
ان الله تعالى رحمته عظيمة وهو القائل ((وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)) (الاعراف:156) فلاجل رحمته الواسعة يريد من عباده ان يصلوا الى اعلى المراتب وان يحققوا المصالح المطلوبة وان يبتعدوا عن المفاسد العظيمة
وهنا ناتي لهؤلاء العباد
فمن كان في مراتب عالية فهذا لا يخاف عليه فانه سيصل الى المراتب العالية بايمانه الراسخ بالله تعالى وانه سيعبد الله لانه وجد ان الله تعالى اهل للعبادة وان العظمة الالهية هي التي تدفعه ان يرتقي ويرتقي ويقترب من مصدر الكمال العظيم وقد ورد عن امير الموحدين امير المؤمنين عليه السلام انه قال: (الهي ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك) وهذا القسم من الناس لا كلام لنا معه فهو موافق لما تفضل به جنابكم الكريم وهو ان يعبد الله تعالى لاجل ايمانه بالله لا لاجل الخوف او الطمع.
اما من كان دون هؤلاء فانه يخاف عليهم ان لا يصلوا الى المراتب العالية ويخاف عليهم ان يسقطوا في المفاسد الكبيرة
فالله تعالى لرحمته الواسعة لا يتركهم ويريد ان يساعدهم في الوصول فيبين لهم ان هناك جنة لكل من كان مطيعا وعمل بالطاعات سواء تلك الملزمة الواجبة او ما هو ادون منها كالمستحبات
ويحذرهم من ارتكاب المعصية بان فيها عذاب اليم كي لا يرتكبوها وما هذا كله الا حبا بعباده كي يحافظ عليهم وان يوصلهم الى المصالح والمراتب والعالية وان يبعدهم عن المفاسد والمزالق العظيمة التي تؤدي الى هلاكهم.
وهذا شيء يفعله الجميع
فاذا رجعنا الى مثال الطالب الذي له مستوى ضعيف فانه الاب لا يتركه لوحده بل يساعده بان يقول له ياولدي ان نجحت فاني اعطيك مالا وان كنت متفوقا بحيث وصلت الى الطبية اجلب لك سيارة
ومن جهة اخرى يقول له ياولدي ان لم تات بدرجة عالية فاني لن اتكلم معك لشهر واقاطعك وان لم تنجح فاني سوف اقطع عنك كل مال واخرجك للعمل في اعمال شاقة
فتجد هذا الترغيب والترهيب لا لشيء ينتفع منه الاب بل لاجل ان يوصل ولده الى مصلحته والمراتب العالية في التعليم.
واصناف الناس في الخارج قضية واقعية لا مناص منها وختاما نذكر رواية عن الامام الصادق عليه السلام قال: « العباد ثلاثة:
قوم عبدوا اللَّه عز وجل خوفا فتلك عبادة العبيد
وقوم عبدوا اللَّه تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الأجراء
وقوم عبدوا اللَّه تعالى حبا له فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة».
وكل هذه الاقسام مرضية عند الله تعالى وان كان اخرها افضلها الا ان الله تعالى يريد من عباده الوصول الى المراتب العالية وان لا يهلكوا انفسهم باتباع الاهواء والشهوات والمفاسد العظيمة.
نساله تعالى ان ياخذ بايدينا الى طاعته ورضاه وان يرزقنا عبادة الاحرار.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته