السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ما معنى تغير خلق الله في الآية (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا ).كيف يتم تغير خلق الله؟
والشكر الجزيل
إنّ تغيّر خلق الله من الخطط التي أقسم الشيطان أن ينفذها ضد الإنسان، وهي ما ورد على لسانه في الآية إذ تقول: وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ... المزید و هذه الجملة تشير إلى أنّ اللّه قد أوجد في فطرة الإنسان منذ خلقة إياه- النزعة إلى التوحيد و عبادة الواحد الأحد، بالإضافة إلى بقية الصفات و الخصال الحميدة الأخرى، و لكن وساوس الشيطان و الانجراف وراء الأهواء و النزوات تبعد الإنسان عن الطريق المستقيم الصحيح، و تحرفه إلى الطرق المعوجة الشاذة.
و الشاهد على و القول أيضا الآية (30) من سورة الرّوم، إذ تقول: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ.
و نقل عن الإمام الصّادق عليه السّلام أنّه فسّره بأنّ القصد من التغيير المذكور في هذه الآية من سورة النساء هو تغيير فطرة الإنسان و حرفها عن التوحيد و عن أمر اللّه .
و هذا الضرر الذي لا يمكن التعويض عنه، يلحقه الشيطان بأساس سعادة الإنسان، لأنّه يعكس له الحقائق و الوقائع و يستبدلها بمجموعة من الأوهام و الخرافات و الوساوس التي تؤدي إلى تغيير السعادة بالشقاء للناس، و قد أكّدت الآية في آخرها مبدأ كليا، و هو أنّ أي إنسان يعبد الشيطان و يجعله لنفسه وليا من دون اللّه، فقد ارتكب إثما و ذنبا واضحا إذ تقول الآية: وَ مَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً.
و الآية التي تلت هذه الآية جاءت ببعض النقاط بمثابة الدليل على ما جاءت به الآية السابقة حيث ذكرت أنّ الشيطان يستمر في إعطائه الوعود الكاذبة.
ولي مجمع البيان: عن الصادق (عليه السلام) يريد دين الله وأمره.
ويؤيده قوله سبحانه: " فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " ويندرج فيه كل تغيير بخلق الله عن وجهه صورة أو صفة من دون إذن من الله كفقئهم عين الفحل الذي طال مكثه عندهم وإعفائه عن الركوب، وخصاء العبيد، وكل مثلة. ولا ينافيه التفسير بالدين والامر، بأن ذلك كله داخل فيهما.