احمد جواد ( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

تفسير القرآن

السلام عليكم قرأت في تفسير قوله تعالى (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا )) يونس 5 ف إنما وصف الله عز وجل الشمس بالضياء والقمر بالنور لان الذاتي ضياء والعرضي نور فالشمس تضيء من ذاتها بينما القمر يأخذ نوره من الشمس وانا أرى كثيراً من العلماء يستعملون هذه الآية كدلالة على ربوبية الله جل وعلا ومن دلائل خلقه للكون فسؤالي هو اذا كان هذا التفسير صحيح فلماذا قال عز وجل ((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ ))النور ٣٥ فهنا استعمل عز وجل لفظة النور بدل من الضياء فكيف يكون نور الله عز وجل مستعار عرضي وليس ذاتي أصلي ؟ ام ان تفسير الآية الاولى خاطئ؟


عليكم السلام ورحمة الله الكلام في نقطتين: النقطة الاولى: قوله تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) هناك نقاش طويل بين المفسرين في الفرق بين كلمتي الضياء والنور، فالبعض منهم اعتبرهما مترادفتين وأن معناهما واحدا، كما سيأتي عن صاحب الفروق اللغوية والبعض الأخر قالوا: إن الضياء استعمل في ضوء الشمس فالمراد به النور القوي، أما كلمة النور التي استعملت في ضوء القمر فإنها تدل على النور الأضعف. الرأي الثالث في هذا الموضوع هو أن الضياء بمعنى النور الذاتي، أما النور فإنه أعم من الضياء ويشمل الذاتي والعرضي، الرأي الرابع: قيل - مصدر ضاء يضوء ضوء وضياء كعاذ يعوذ عوذا وعواذا، وربما كان جمع ضوء كسياط جمع سوط، واللفظ - على ما قيل - على تقدير مضاف والأصل جعل الشمس ذات ضياء والقمر ذا نور.… وعلى هذا فإن اختلاف تعبير الآية يشير إلى هذه النقطة: وهي أن الله سبحانه قد جعل الشمس منبعا فوارا للنور، في الوقت الذي جعل للقمر صفة الإكتساب، فهو يكتسب نوره من الشمس. والذي يبدو أن هذا التفاوت مع ملاحظة آيات القرآن، هو الأصح، لأنا نقرا في الآية (16) من سورة نوح: وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا وفي الآية (61) من سورة الفرقان، وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا فإذا لاحظنا أن نور السراج ينبع من ذاته، وهو منبع وعين للنور، وأن الشمس قد شبهت في الآيتين بالسراج، الفرق بين الضياء والنور: أن الضياء ما يتخلل الهواء من أجزاء النور فيبيض بذلك، والشاهد أنهم يقولون ضياء النهار ولا يقولون نور النهار إلا أن يعنوا الشمس فالنور الجملة التي يتشعب منها، والضوء مصدر ضاء يضوء ضوء يقال ضاء وأضاء أي ضاء هو وأضاء غيره. هما مترادفان لغة. وقد يفرق بينهما بأن الضوء: ما كان من ذات الشئ المضئ، والنور: ما كان مستفادا من غيره. وعليه جرى قوله تعالى: " هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا " وقال الراغب: النور الضوء المنتشر الذي يعين على الابصار. وهو ضربان: دنيوي وأخروي. والدنيوي ضربان: معقول بعين البصيرة، وهو ما انتشر من الأنوار الآلهية كنور العقل ونور القرآن. ومنه: " قد جاءكم من الله نور " ومحسوس بعين التبصر وهو ما انتشر من الأجسام النيرة، كالقمرين والنجوم النيرات، ومنه: " هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا " ومن النور الأخروي قوله تعالى: " يسعى نورهم بين أيديهم "… النقطة الثانية: المراد من (الله نور ) ويرى بعض المفسرين أن كلمة " النور " تعني هنا " الهادي "، وذهب البعض الآخر أن المراد هو " المنير ". وفسرها آخرون ب‍ " زينة السماوات والأرض ". وكل هذه المعاني صحيحة، سوى أن مفهوم هذه الآية أوسع بكثير مما ذكر، فالقرآن المجيد والأحاديث الإسلامية فسرت النور بأشياء عدة منها: 1 - " القرآن المجيد ": - ذكرت الآية (15) من سورة المائدة: قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين وجاء في الآية (157) من سورة الأعراف واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون. 2 - " الإيمان " ذكرت الآية (257) من سورة البقرة. والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور. 3 - " الهداية الإلهية " مثلما جاء في الآية (122) من سورة الأنعام أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها؟! 4 - " الدين الإسلامي " كما نقرأ في الآية (32) من سورة التوبة: ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. 5 - النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) - نقرأ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الآية (46) من سورة الأحزاب: وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. 6 - الأئمة الأطهار: كما جاء في الزيارة الجامعة لهم: " خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين ". وكذلك في نفس هذه الزيارة " وأنتم نور الأخيار وهداة الأبرار ". 7 - " العلم والمعرفة " حيث عرف بالنور كما جاء في الحديث المشهور " العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء ". ليس كما ذهبتم اليه في سؤالكم …