في حديث عن عبيد بن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : يفقد النّاس إمامهم فيشهدهم الموسم فيراهم ولا يرونه (۱).
وعن الرضا عليه السلام قال : إنّ الخضر شرب من ماء الحياة فهو حيّ لا يموت حتّى ينفخ في الصور ، وإنّه ليأتينا فيسلّم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه ، وإنّه ليحضر حيث ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه ، وإنّه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمّن على دعاء المؤمنين ، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته (۲).
أقول : وإذا كان الخضر يحضر حيث ذكر ويحضر المواسم ، فالإمام الحجّة عليه السلام الذي هو أفضل وأعظم وأجلّ وأكرم عند الله من الخضر يحضر في مجالس المؤمنين وفي المواسم ، بطريق أولى.
عن محمّد بن عثمان العمري ـ وهو وكيل الناحية المقدّسة ـ قال : والله إنّ صاحب هذا الأَمر يحضر الموسم كلّ سنة فيرى الناس ويعرفهم ، ويرونه ولا يعرفونه (۳).
عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنَّ للقائم غيبتين يرجع في إحداهما والاُخرى لا يدرى أين هو ؟ يشهد المواسم ، يرى الناس ولا يرونه (٤).
وفي التوقيع الشريف : إنّا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء (٥).
قال الله تعالى : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) (٦) ، والمراد من المؤمنين الذين يرون أعمالنا هم الأئمّة الأطهار عليهم السلام.
وفي الأحاديث الكثيرة انّ أعمالنا تعرض على الإمام عليه السلام.
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحابِنا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيّدٍ ، عَنْ يَحْيى الْحَلَبيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَميدِ الطّائيّ ، عَنْ يَعْقُوبِ بْنِ شُعَيْبٍ قالَ : سَأَلْتُ أبا عَبْدِاللهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عزَّ وَجَلَّ : « اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ » قالَ : هُمُ الأئِمَّةُ. (۷)
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الزَّيّاتِ ، عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ أبَانَ الزَّيّاتِ وَكانَ مَكيناً عِنْد الرّضا عليه السلام قالَ : قُلْتُ لِلرِّضا عليه السلام : ادْعُ اللهَ لي وَلِأهْلِ بَيْتي قال : أَوَ لَسْتُ أَفْعَلُ وَاللهِ إِنَّ أَعْمَالَكُمْ لَتُعْرَضُ عَلَيَّ في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ قال : فَاسْتَعْظَمْتُ ذلِكَ ، فَقالَ لي : أَمَا تَقْرَءُ كِتابَ اللهَ عَزَّ وَجَل : « وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ » ؟ قالَ : هُوَ وَاللهِ عَلِيُّ بْنِ أَبي طالِبٍ عليه السلام. (۸)
أقول : وانّما خصّه بعلي عليه السلام ، لأنّه كان هو الإمام حين نزول الآية ، وإلّا فهي جارية في جميع الأئمّة عليهم السلام ، ولذا استشهد الإمام الرضا عليه السلام بهذه الآية.
الهوامش
۱. بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : ٥۲ / الصفحة : ۱٥۱ / الناشر : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت / الطبعة : ۳.
۲. بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : ۱۳ / الصفحة : ۲۹۹ / الناشر : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت / الطبعة : ۳.
۳. وسائل الشيعة « للحر العاملي » / المجلّد : ۱۱ / الصفحة : ۱۳٥ / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام / قم / الطبعة : ۳.
٤. بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : ٥۲ / الصفحة : ۱٥٦ / الناشر : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت / الطبعة : ۳.
٥. بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : ٥۳ / الصفحة : ۱۷٥ / الناشر : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت / الطبعة : ۳.
٦. التوبة : ۱۰٥.
۷. الأصول من الكافي « للكليني » / المجلّد : ۱ / الصفحة : ۱۷۱ / الناشر : المكتبة الإسلاميّة ـ طهران
راجع : التفسير العياشي / المجلّد : ۲ / الصفحة : ۲٥۹ / الناشر : مؤسسة البعثة ـ قم.
۸. الكافي « للكليني » / المجلّد : ۱ / الصفحة : ۱۷۱ / الناشر : المكتبة الإسلامية ـ طهران.
راجع : الوافي « للكاشاني » / المجلّد : ۳ / الصفحة : ٥٤٥ / الناشر : مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام العامة ـ اصفهان.
راجع : بحار الأنوار : « للمجلسي » / المجلّد : ۲۳ / الصفحة : ۳٤۷ / الناشر : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت / الطبعة : ۳.
راجع : التفسير العياشي / المجلّد : ۲ / الصفحة : ۲٥۸ ـ ۲٥۹ / الناشر : مؤسسة البعثة ـ قم.