السلام عليكم
(يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم)) اريد شرح من رخصتكم، يعني بس القلبه سليم راح ينجو بيوم القيامه؟ هو منو صاحب القلب السليم؟ زين بيوم القيامه كلنه قلوبنه سليمه مو؟ لان حته الكافر راح يتندم عله كلشي وراح يغلبه الخوف ف برأيي انو الكل قلوبهم سليمه! ارجوا التوضيح وشكراً لجانبكم
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
ذكر الشيخ الطوسي (رحمه الله) بيان القلب السليم ما نصه: ((" إلا من أتى " أي وإنما ينفع من يأتي " الله بقلب سليم " أي سليم من الفساد والمعاصي ، إنما خص القلب بالسلامة ، لأنه إذا سلم القلب سلم سائر الجوارح من الفساد ، من حيث أن الفساد بالجارحة لا يكون إلا عن قصد بالقلب الفاسد فان اجتمع مع ذلك جهل ، فقد عدم السلامة من جهتين ، وقيل : سلامة القلب سلامة الجوارح ، لأنه يكون خاليا من الاصرار على الذنب)) .
اما ما تفضلتم به ان الناس جميعا يوم القيامة سالمة قلوبهم وانها جميعا سوف تتغير فان انكشاف الحقائق تغير الناس يوم القيامة صحيح في الجملة وتبين الايات الشريفة هذا المعنى كقوله تعالى ((هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)) (الانعام:158) ولكن هذا لا ينفع بنص هذه الاية فان اية (من اتى الله بقلب سليم) ناظرة الى من يأتي من الدنيا الى ربه بهذه الحال لا انه يكون على هذه الحال بعد ان شاهد اهوال القيامة فان هذا لا يقبل منه هذا التحول بل ابعد من ذلك فان القران الكريم يصف لنا حالة الذين ظلموا قبل الموت ويتوب مما كان منه فيقول جل وعلا ((وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً)) (النساء:18) فان الله تعالى لا يقبل التوبة في الدنيا قبل الموت لاجل انه لم يتب ندما على ما بدر منه وانما تاب لانه وصل الى نهاية المطاف وانكشف له الحق عيانا فهذا لا فضل له في توبته.
وشيء أخير نبينه لكم ان سلامة القلب ليست درجة واحدة بل درجات ولذا نجد بعض الايات الشريفة تقول : ((وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهارُ))(الأعراف:43) فان الاية تبين ان هناك شيء من الغل ينزعه الله تعالى من قلوب المؤمنين فالسلامة على ما بينها الشيخ الطوسي السلامة من الفساد والمعاصي فان السلامة من الفساد والمعاصي ليست درجة واحدة فان القلب السليم من كل فساد ومن كل معصية انما هو قلب المعصوم عليه السلام ومن دون المعصوم له شيء من الفساد وله شيء من المعاصي الله الا ان يكون السلامة اعم من وجودها ومن التوبة عليها فتريد انه حتى لو كانت له معاصي الا انه لم يصر عليها وتاب منها فانه بالنتيجة يكون سالما بعد التوبة وهو شيء جميل وهذه هي الرحمة اللالهية في عباده ان ينزل التائب منزلة من لا ذنب له ويكون قلبه سليما من المعصية نكتفي بهذا المقدار اسال الله ان يرزقنا قلبا سليما من المفاسد والمعاصي وان نكون بجوار نبيه المصطفى واله الطاهرين يوم القيامة.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته