سبب تعدد روايات شهادة الزهراء عليها السلام

وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب هناك أسباب كثيرة أدت لتعدد الروايات، منها: ١- التواريخ كلها كانت من المسموعات في تلك الأزمنة ولم تكن تدون أولاً بأول، إلا نادراً ومن الطبيعي أن هذه المسموعات تتعرض للنسيان مع مرور الأزمنة. ٢- إن التدوين جاء متأخر في التاريخ الإسلامي، وشهادة مولاتنا فاطمة (عليها السلام) في صدر الإسلام الأول. ٣- إن منشأ الإختلاف هو بسبب الأحداث التي رافقت رحيل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وما جرى من أحداث كبيرة وخطيرة، فكانت المدة مبهمة في مرضها حتى شهادتها، وهناك تعتيم إعلامي من قبل السلطات حتى زمن الأئمة (عليهم السلام). ٤- الإختلاف في التواريخ غير محصور في شهادة السيدة الزهراء (عليها السلام)، بل نجد إن تاريخ ميلاد أو شهادة معظم أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم) فيه اختلاف بالأيام، ولكن عادة يقوم اتباع أهل البيت بإحياء المناسبات وفقاً للمشهور. ٥- كان هناك صعوبة على القاعدة الشعبية من التواصل مع أهل البيت (عليهم السلام) نتيجة العزلة التي فرضتها السلطات الظالمة على الأئمة (عليهم السلام)، فلم يكن من السهل تدوين الحديث أو نقله نتيجة عامل التقية الذي كان في أعلى الدرجات في ذلك العصر وبسبب ذلك نجد الإختلاف في التواريخ بشكل عام وحتى في بعض الروايات المتعلقة بالجانب الفقهي. وهذا لا يعني أن التضارب واقع في كلام أهل البيت (عليهم السلام) بل الاختلاف من الرواة والنساخ. ٦- كثرة الأقوال في شهادة الصديقة الكبرى (عليها السلام) مع وحدة السبب دليل على مظلوميتها بوجه المشككين، فلو كانت المسألة غير ثابتة لما ذكرت بهذا العدد الكبير وعلى لسان كبار الطائفة. ٧- وقد يقال إن الأئمة (عليهم السلام) وإن كانوا يعرفون تاريخ وفاتها ولكنهم لم ينصوا عليه بالقطع وتركوا هامش الاختلاف بين الرواة على حاله لغاية أخرى مساوقة لخفاء قبرها كي يبقى ذكرها يتكرر في السنة عدة مرات. ودمتم موفقين.