حسين مهنا - أوكرانيا
منذ 4 سنوات

كتب و علماء الشيعة في تحريف القرآن

وصلتني هذه الرسالة من أحد السنة يستدل فيها بدلائل على قول الشيعة بتحريف القرآن. مع علمي ويقيني طبعاً بخطأ ادعائه. ولكن لا يسعني التأكد من هذه المصادر التي أوردها، وهي وإن كان بعضها سهل الرد عليه ... إلا أن البعض الآخر من الأدلة إن صحت يبدو ظاهرها القول التحريف. سأورد الرسالة كما وصلتني وأرجو منكم الرد. وفقكم الله. نص الرسالة:   *************************  أما في مسألة تحريف القرآن فهناك أدلة كثيرة من كتب علمائكم في قولهم بتحريف القرآن الكريم: قول الشيخ المفيد: ( إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الضالمين فيه من الحذف والنقصان ، فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه). كتاب أوائل المقالات: باب في تأليف القرآن وما ذكر قوم من الزيادة فيه والنقصان. وقول المجلسي في الحديث الثامن والعشرون: (علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: أن الحديث الثامن والعشرون: موثق وفي بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن مسلم ، فالخبر صحيح ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره ، وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواتره معنى ، وطرح جميعها يوجب رفع الإعتماد عن الأخبار راساً بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف بثبوتها بالخبر). كتاب مرآة العقول: باب النوادر ج 12 ص 525. وفي كتاب مفاتيح الجنان لعباس القمي في صفحة 72 اعمال نهار الجمعة في الحاشية السفلية تحريف واضح لآية الكرسي مكتوب ولا حول ولا قوة إلا بالله (( اللَّه لا إلَهَ إلَّا هوَ الحَيّ القَيّوم لا تَأخذه سنَةٌ وَلا نَومٌ لَه مَا في السَّمَاوَات وَمَا في الأَرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم مَن ذَا الَّذي ... إلى .... هم فيها خالدون )). وفي تفسير الصافي لمحمد الفيض الكاشاني في المقدمة السادسة ( في نبذ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك ) ص 75 . وكتاب (إلزام الناصب في إثبات حجة الغائب) لعلي الحائري وكتاب (نور الأنوار في الصحيفة السجادية ) و ( نور البراهين ) لنعمة الله الجزائري وكتاب ( البيان في تفسير القرآن ) لأبو القاسم الخوئي وكتاب ( مصابيح الأنوار ) للسيد عبد الله شبر وكتاب ( الأنوار الوضية في العقائد الرضوية ) لحسين البحراني *************************


الأخ حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد كتب علمائنا في هذا الموضوع واشبعوه بحثاً وتحقيقاً وردّاً لكل ما يمكن ان يتناوله الخصم من شبهات ، ونحن على صفحتنا يوجد قسم خاص بالتحريف والرد على شبهاته في موضوع الاسئلة العقائدية . وبالنسبة للأقوال التي وردت عن العلماء ـ أعلى الله شأنهم ـ أولاً: أما قول الشيخ المفيد (ره) فيمكنكم معرفة رأية الصريح بقراءة الاسطر القليلة التي تأتي بعد الكلمات التي ذكرتموها عنه(قدس سره) فهو يقول: وقد يسمى تأويل القرآن قرآناً قال الله تعالى: (( وَلا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضَى إِلَيكَ وَحيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدنِي عِلمًا )) (طـه:114), فسمى تأويل القرآن قرآناً، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف. ثم قال: وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل. وإليه أميل والله أساله توفيقه للصواب (اوائل المقالات: 81). فراجع كلماته(قدس) لترى نفيه للزيادة أيضاً. ثانياً: وأما ما ذكرتموه عن العلاّمة المجلسي في كتابه (مرآة العقول)، فإنه ينبغي الالتفات الى ان العلاّمة المجلسي نفسه في كتابه الموسوم (بحار الأنوار) ج89 ص75 قد أقر كلام الشيخ المفيد في كتابه (المسائل السروية) في معرض اجابته عن سؤال في دعوى النقصان والزيادة في القرآن، حيث قال المفيد ما نصه: (فإن قال قائل: كيف يصح القول بأنَّ الذي بين الدفتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان وأنتم ترون عن الأئمة (عليهم السلام) أنهم قرأوا: كنتم خير أئمة أخرجت للناس، وكذلك جعلناكم ائمة وسطاً، وقرأوا ويسئلونك الأنفال، وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس؟ قيل له: قد مضى الجواب عن هذا، وهو إن الأخبار التي جاءت بذلك اخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها، فلذلك وقفنا فيها ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر على ما أمرنا به حسب ما بيّناه. مع أنه لا ينكر أن تأتي القراءة على وجهين منزلين، أحدهما: ما تضمنه المصحف، والثاني: ما جاء به الخبر، كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على وجوه شتى (انتهى). فهذا الكلام الذي أورده العلامة المجلسي عن الشيخ المفيد وهو عالم الطائفة ومتكلمها ولم يعقّب عليه بشيء إنما جاء بعد ذكره لجملة من الأحاديث التي قد يستفاد من ظاهرها الزيادة أو النقيصة .. فهو اقرار منه بما ذكره الشيخ المفيد هنا.. وعليه فلا يمكن أن يكون ما ورد في (مرآة العقول) عقيدة صريحة للشيخ المجلسي في التحريف, بل يمكن التأمل كثيرا في هذه الدعوى. ثالثاً: وبالنسبة لما ورد في مفاتيح الجنان عن آية الكرسي فيمكنكم مراجعة موقعنا/ الاسئلة العقائدية/ حرف التاء/ تحريف القرآن/ السؤال الخاص بالزيادة في آية الكرسي. رابعاً: وأما ما ذكرتموه عن الفيض الكاشاني نقول قد فاتكم أن تلاحظوا كلامه في كتاب (علم اليقين) الذي اشار إليه في (الوافي) (2: 478). فقد ذكر في هذا الكتاب ان المستفاد من كثير من الروايات ان القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما انزل ثم ذكر كلام الشيخ علي بن ابراهيم، وروايتي الكليني عن ابن أبي نصر وسالم بن سلمه، ثم قال: ((أقول: يرد على هذا كله إشكال وهو أنه على ذلك التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن ، إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن تكون محرّفة ومغيرّة، ويكون على خلاف ما أنزله الله ، فلم يبق في القرآن لنا حجة أصلا، فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتّباعه والوصية به، وايضاً قال الله عز وجل: (( وَإنَّه لَكتَابٌ عَزيزٌ )) (فصلت:41) ، وأيضاً قال الله عز وجل: (( إنَّا نَحن نَزَّلنَا الذّكرَ )) (الحجر:9) وأيضاً .قد استفاض عن النبي والأئمة حديث عرض الخبر المروي عنهم على كتاب الله)). ثم قال: ((ويخطر بالبال في دفع هذا الإشكال ـ والعلم عند الله ـ أن مرادهم بالتحريف والتغيير والحذف إنما هو من حيث المعنى دون اللفظ، أي: حرّفوه وغيّروه في تفسيره وتأويله، أي: حملوه على خلاف ما هو عليه في نفس الأمر، فمعنى قولهم، كذا انزلت، ان المراد به ذلك لا ما يفهمه الناس من ظاهره ، وليس مرادهم أنها نزلت كذلك في اللفظ، فحذف ذلك اخفاء للحق، وإطفاء لنور الله. ومما يدل على هذا ما رواه في الكافي بإسناده عن أبي جعفر أنه كتب في رسالته الى سعد الخير: وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده)) (انتهى). (انظر: علم اليقين 1: 562 ـ 569). ودمتم في رعاية الله