أعاني من عدم التوفيق في حياتي، رغم كوني ملتزماً دينيَّاً، فأيّ عملٍ أُقْدِم عليه تتعثَّر أموري فيه، وتحصل عندي مشاكل عائليَّة أيضاً، فما هي نصيحتكم لي؟
١- لا بُدَّ من أنْ تعلم أنَّ الله قد يصرف عنك شيئاً عاجلاً، أنت ترى لك فيه مصلحة، والله يعلم أنْ لا مصلحة لك فيه، فهو سبحانه أعلم بالمصالح، قال تعالى: ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ))، سورة البقرة: الآية 216.
٢- إنَّ البلاء للإنسان المؤمن امتحان، بخلافه للظالم، فقد رُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنَّه قال: ((إنَّ البلاء للظالم أدب، و للمؤمن امتحان، وللأنبياء درجة، وللأولياء كرامة))، بحار الأنوار للعلامة المجلسيّ: ج ٧٨، ص ١٩٨.
والبلاء فيه جزاء وليس انتقاماً من المؤمن، فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:(( إنَّ الله تبارك وتعالى لَيَتَعاهد المؤمن بالبلاء، إمَّا بمرض في جسده أو بمصيبة في أهل أو مال، أو مصيبة من مصائب الدنيا، لِيَأجرَه عليها))، بحار الأنوار للعلامة المجلسيّ: ج ٧٨، ص ١٩٨.
٣- إنَّ واحدة من أسباب البلاء هي الذنوب، فعلى الإنسان أنْ يتأكَّد من نفسه فلعلَّ لديه ذنباً، فقد ورد في الدعاء: ((…واغفِرْ لِيَ الّذُنُوبَ الّتي تُنْزِلُ البَلاءَ…))، الكافي، للشيخ الكلينيّ: ج ٢، ص ٥٩٠، وهذا العامل من عوامل البلاء الناتج عن الذنوب، ليس كالبلاء الذي يكون للمؤمن حيث إنَّ الغاية منه تمحيص المؤمن به واختباره.
٤- ورُوي عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنَّه قال: ((لا يستغني المؤمن عن خصلة وبه الحاجة إلى ثلاث خصال: توفيق من الله (عز ّوجلّ) ، وواعظ من نفسه، وقبول مَن ينصحه))، وسائل الشيعة للحُرّ العامليّ: ج ١٢، ص٢٥.
٥- ومن المهمّ أنْ يعالج الإنسان أسباب المشاكل العائليَّة، وأنْ يتعامل الإنسان مع أسرته بالإحسان والمعروف، ويزرع روح المودَّة في نفوسهم، خصوصاً الزوجة فعن النبيّ (صلى الله عليه وآله): ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي))، وسائل الشيعة، للحُرّ العامليّ، ج ٢٠، ص ١٧١.