القسم الثالث الأدلة الدّالة على وجود النّقصان فقط, وهي كثيرة .
اولها: ما رواه في الكافي عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام, قال : إنّ القرآن الذي جاء به جبرئيل إلى محمّد صلّى اللّه عليه وآله سبعة عشر ألف آية, ووجه دلالته أنّ الموجود بأيدينا من القرآن لا يزيد على سبعة آلاف آية, وعلى ما ضبطه الشّيخ الطبرسي ستّة آلاف ومأتا آية وستّة وثلاثون آية . الثاني: ما رواه الطبرسي في الاحتجاج عن عليّ عليه السّلام في جواب الزّنديق الذي احتجّ عليه بتناقض ظواهر بعض الآيات أنّه عليه السّلام قال : وأمّا ظهورك على تناكر قوله :
(( وَإِن خِفتُم أَلاّ تُقسِطُوا في اليَتامى فَانكِحُوا ما طابَ لَكُم مِنَ النِّساءِ )) وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النّساء ولا كلّ النّساء أيتام, فهو ممّا قدّمت ذكره من إسقاط المنافقين في القرآن بين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن, وهذا وما أشبهه ممّا أظهرت حوادث المنافقين فيه لأهل النّظر والتّأمل ووجد المعطلون وأهل الملل المخالفة للاسلام مساغا إلى القدح في القرآن, ولو شرحت لك كلما اسقط وحرّف وبدّل ممّا يجرى هذا المجرى لطال وظهر ما يحظر التّقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء . الثالث: ما رواه في الكافي عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر, قال دفع إلىّ أبو الحسن عليه السّلام مصحفا, فقال : لا تنظر فيه, ففتحته وقرأت فيه : لم يكن الذين كفروا, فوجدت فيها اسم سبعين من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم, قال فبعث إلىّ ابعث إلىّ بالمصحف . الرابع: ما رواه أبو عبيدة بسنده عن ابن عمر قال : لا يقولنّ أحدكم قد اخذت القرآن كلّه وما يدريه ما كلّه, قد ذهب منه قرآن كثير, ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر .
و بسنده عن عايشة, قال : كانت سورة الأحزاب تقرء في زمان الرّسول صلّى اللّه عليه وآله مأتي آية, فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلاّ على ما هو الآن .
و بسنده عن زر بن حبيش, قال : قال لي أبيّ بن كعب : كم تعدّون سورة الأحزاب ؟ قلت : اثنتين وستين آية أو ثلاثا وستّين آية, قال : ان كانت لتعدل سورة البقرة .
و في الكشاف عن زرّ مثله إلاّ أنّ فيه قلت ثلاثا وسبعين آية, قال فو الذي يحلف به أبيّ ابن كعب ان كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول ولقد قرأنا منها آية الرّجم, الشّيخ والشّيخة اذا زنيا فارجموهما البتّة نكالا من اللّه واللّه عزيز حكيم . الخامس: ما رواه في كتاب تذكرة الأئمة عن تفسير الكازر, والمولى فتح اللّه عن مصحف ابن مسعود, وهو آيات كثيرة في سور متعدّدة .
ففي المائدة : (( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ في شَأنِ عَلِيٍّ وَإِن لَم تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسآلَتَهُ )) وفي الرّعد وهو قوله تعالى : (( إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَعَلِيٌّ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ )) وفي الشّعراء : (( وَسَيَعلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُم أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )) ورواه القمي أيضا عن أبي عبد اللّه عليه السّلام .
منهاج البلاغة ما تقول عن هذا
الأخ حسن المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما ذكر ليس بأدلة وإنما روايات رويت والرواية لوحدها لا تصلح دليلاً بل لابد من صحتها سنداً ولو قلنا بصحتها سنداً فلابد من فهم دلالتها وهل تأخذ بظاهرها أو تؤول وفق قواعد وأدلة أخرى ثم أنه هل الرواية معارضة بروايات أخرى أو غير معارضة كل هذا لابد من ملاحظته حتى تصير دليلاً .
وقد فصلنا الكلام حول الرواية الأولى في الموقع فارجع إلى الموقع وتحت عنوان : (الأسئلة العقائدية / تحريف القرآن / كيف نتعامل مع رواية الكليني بأن القرآن سبعة عشر ألف آية).
وأما الرواية الثانية فهي مرسلة .
وأما الرواية الثالثة فإنها تحمل على التفسر فما ذكر من أسماء ليس هو من ضمن الآيات القرآنية بل هو تفسير لبعض آياته.
وأما الروايات من الرابعة والخامسة فهي روايات سنية ولا يمكن الاحتجاج بها علينا.
ودمتم برعاية الله