Ahmed Salman ( 22 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

احاديث وروايات

ما معنى كلمة. (مولى) الواردة في حديث الولاية. الجماعة من السنة ينكرونها ويقولون ان معنى كلمة مولى هية المحل والناصر والصديق الحميم. ارجو التوضيح لطفا


نذكر لكم الشبهة التي اوردها الدهلوي ثم شبهة الرازي و شبهة التفتازاني و بعدها الإجابة عنهم: مسألة مجئ “المولي” بمعني “الأولي” مثلا قال الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الإثنا عشريّة: إنّ لفظة مولي لا تجئ بمعني الأولي بإجماع أهل اللغة.… كلام الرازي في مفاد الحديث: قال الرازي: وفي لفظ (المولي) هاهنا أقوال: أحدها: قال ابن عباس: مولاكم، اي مصيركم، وتحقيقه : ان المولي موضع الولي وهو القرب، فالمعني: ان النار هي موضعكم الذي تقربون منه وتصلون اليه. والثاني: قال الكلبي: يعني اولي بكم، وهو قول الزجاج والفراء وابي عبيدة. واعلم أنّ هذا الذي قالوه معني، وليس بتفسير اللفظ، لأنّه لو كان (مولي) و(اولي) بمعني واحد في اللغة لصح استعمال كلّ واحد منهما في مكان الاخر، فكان يجب أن يصح أن يقال: هذا مولي من فلان كما يقال هذا أولي من فلان، ويصح أن يقال هذا أولي فلان كما يقال هذا مولي فلان ولمّا بطل ذلك علمنا ان الذي قالوه معني، وليس بتفسير. وانما نبهنا علي هذه الدقيقة، لان الشريف المرتضي لما تمسك في امامة علي بقوله (ع): “من كنت مولاه فعلي مولاه” قال: احد معاني (مولي) انه (اولي)، واحتج في ذلك باقوال ائمة اللغة في تفسير هذه الاية بان (مولي) معناه (اولي) واذا ثبت ان اللفظ محتمل له وجب حمله عليه، لان ما عداه اما بين الثبوت ككونه ابن العم والناصر، اوبين الانتفاء كالمعتق والمعتق، فيكون علي التقدير الاول عبثا، وعلي التقدير الثاني كذبا. وأمّا نحن فقد بينا بالدليل ان قول هؤلاء في هذا الموضع معني لا تفسير، وحينئذ يسقط الاستدلال به. التفسير الكبير: 227/29. جواب الأميني عن الرازي: وان تعجب فعجب ان يعزب عن الرازي اختلاف الاحوال في المشتقات لزوما وتعدية بحسب صيغها المختلفة. انّ اتّحاد المعني او الترادف بين الالفاظ انما يقع في جوهريات المعاني، لا عوارضها الحادثة من أنحاء التركيب وتصاريف الألفاظ وصيغها، فالاختلاف الحاصل بين (المولي) و(الاولي) بلزوم مصاحبة الثاني للباء وتجرّد الأوّل منه إنّما حصل من ناحية صيغة (أفعل) من هذه المادّة، كما أنّ مصاحبة (من) هي مقتضي تلك الصيغة مطلقاً. اذن فمفاد (فلان أولي بفلان) و(فلان مولي فلان) واحد، حيث يراد به الاولي به من غيره، كما ان (افعل) بنفسه يستعمل مضافا إلي المثني والجمع أو ضميرهما بغير أداة فيقال: زيد أفضل الرجلين أو أفضلهما، وأفضل القوم او أفضلهم، ولا يستعمل كذلك اذا كان ما بعده مفرداً، فلا يقال: زيد أفضل عمرو، وإنّما هو أفضل منه، ولا يرتاب عاقل في اتحاد المعني في الجميع، وهكذا الحال في بقية صيغ (افعل) كأعلم وأشجع وأحسن وأسمح وأجمل إلي نظائرها. قال خالد بن عبداللّه الازهري في باب التفضيل من كتابه التصريح: إنّ صحّة وقوع المرادف موقع مرادفه انما يكون اذالم يمنع من ذلك مانع، وهاهنا منع مانع، وهو الاستعمال، فان اسم التفضيل لا يصاحب من حروف الجر إلّا (من) خاصّة، وقد تحذف مع مجرورها للعلم بها نحو (والاخرة خير وابقي). علي ان ما تشبث به الرازي يطرد في غير واحد من معاني المولي التي ذكرها هو وغيره، منها ما اختاره معني للحديث وهو (الناصر)، فلم يستعمل هو مولي دين اللّه مكان ناصره، ولا قال عيسي علي نبينا واله وعليه السلام : من موالي الي اللّه؟ مكان قوله: (من انصاري الي اللّه) ، ولا قال الحواريون: نحن موالي اللّه؟ بدل قولهم: (نحن انصار اللّه). ومنها الولي فيقال للمؤمن: هو ولي اللّه، ولم يرد من اللغة مولاه، ويقال: اللّه ولي المؤمنين ومولاهم، كما نص به الراغب في مفرداته الغدير 351/1، ط.الحديثة: 626/1. إشكال الجرجاني علي الحديث: قال القاضي الشريف الجرجاني المتوفي 816 في شرح المواقف لعضد الدين الايجي المتوفي 756: فلا يمكن أن يتمسّك بها في أنّ المولي بمعني الأولي ( والمراد بالمولي ) هو (الناصر بدليل آخر الحديث) وهو قوله وال من والاه الخ. (ولأن مفعل بمعني أفعل لم يذكره أحد) من أئمّة العربيّة. وقوله تعالي (ومأواكم النار هي مولاكم) أي مقرّكم وما إليه مآلكم وعاقبتكم، ولهذا قال اللّه تعالي (وبئس المصير) وقد قيل المراد ههنا أيضا الناصر فيكون مبالغة في نفي النصرة علي طريقة قولهم الجوع زاد من لا زاد له. (و) الاستعمال أيضا يدل علي أن المولي ليس بمعني الأولي ( لجواز ) أن يقال (هو أولي من كذا دون مولي من كذا و ) أن يقال ( أولي الرجلين أو الرجال دون مولي) الرجلين أو الرجال ( وإن سلم ) أن المولي بمعني الأولي ( فأين الدليل علي أنّ المراد الأولي بالتصرف والتدبير بل ) يجوز أن يراد الأولي ( في أمر من الأمور كما قال اللّه تعالي إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ) وأراد الأولوية في الاتّباع والاختصاص به والقرب منه لا في التصرف فيه (وتقول التلامذة نحن أولي بأستاذنا ويقول الأتباع نحن أولي بسلطاننا) ولا يريدون الأولويّة في التصرف والتدبير بل في أمر ما والصحّة والاستفسار) إذ يجوز أن يقال في أي شئ هو أولي في نصرته أو محبته أو التصرف فيه ( و ) لصحّة (التقسيم) بأن يقال كون فلان أولي بزيد أمّا في نصرته وأمّا في ضبط أمواله وأمّا في تدبيره والتصرف فيه وحينئذ لا يدلّ الحديث علي إمامته. شرح المواقف: 361/8. كلام التفتازاني سعد الدين والقوشجي: قال التفتازاني المتوفي 793، في شرح المقاصد، والقوشجي علي بن محمد المتوفي 879، في مؤلّف كتاب شرح التصريف، المقاصد وشرحه. شرح المقاصد: 273/5. شرح التجريد ولفظهما واحد: شوارق الإلهام في شرح التجريد: 477. إنّ المولي قد يراد به المعتق والحليف والجار وابن العم والناصر والأولي بالتصرف، قال اللّه تعالي: (ماواكم النار هي مولاكم)،اي اولي بكم، ذكره ابوعبيدة، وقال النبي (ص) : “ايما امراة نكحت بغير اذن مولاها…” ، اي الاولي بها والمالك لتدبيرامرها، ومثله في الشعر كثير. وبالجملة: استعمال (المولي) بمعني المتولي والمالك للامر والاولي بالتصرف شائع في كلام العرب، منقول عن كثير من ائمة اللغة، والمراد انه اسم لهذا المعني، لا انه صفة بمنزلة الاولي، ليعترض بانه ليس من صيغة افعل التفضيل وانه لايستعمل استعماله. انتهي. الجواب عن شبهة التفتازاني: أوّلاً: يمكن لنا أن لا نستدلّ بالحديث المشتمل علي لفظ المولي، بل نستدلّ بالأحاديث الأخري التي جاءت بلفظ “الولي” و “الأمير” ونحو ذلك من الألفاظ. كما في: الغدير: 18/1 : عن براء بن عازب الأنصاري المتوفي 72، في مسند أحمد ج 4 ص 281 ، وسنن ابن ماجة ج 1 ص 28 و 29 عن ابن جدعان عن عدي عنه قال : أقبلنا مع رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم في حجته التي حج فنزل في بعض الطريق فأمر بالصلاة جامعة فأخذ بيد علي فقال : ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلي ، قال : ألست أولي بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلي . قال : فهذا ولي من أنا مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . وعن خصايص النسائي ص 16 عن أبي إسحاق عنه ، وتاريخ الخطيب البغدادي ج 14 ص 236 ، وتفسير الطبري ج 3 ص 428 ، وتهذيب الكمال في أسماء الرجال الغدير: 23/1: أبو جنيدة جندع بن عمرو بن مازن الأنصاري روي ابن الأثير في أسد الغابة ج 1 ص 308، قال : سمعت النبي صلي اللّه عليه وسلم يقول :… وقد انصرف من حجة الوداع فلما نزل غدير خم قام في الناس خطيبا وأخذ بيد علي وقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. الغدير: 30/1: وفي الخصايص للنسائي ص 15، عن زيد بن أرقم قال : لما رجع النبي صلي اللّه عليه وسلم من حجة الوداع… ثم قال : إن اللّه مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم إنه أخذ بيد علي رضي اللّه عنه فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، فقلت لزيد : سمعته من رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم ؟ الغدير: 33/1: ورواه ابن طلحة الشافعي في مطالب السئول ص 16 نقلا عن الترمذي عن زيد ، و الحافظ أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 104 من طريق أحمد والطبراني والبزار بإسنادهم عن زيد وفي ص 163 ولفظه في الثانية ، فقال : من كنت أولي به من نفسه فعلي وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. الغدير: 36/1: قال محمد بن إسماعيل اليمني في الروضة الندية شرح التحفة العلوية بعد ذكر حديث الغدير بشتي طرقه : وذكر الخطبة بطولها الفقيه العلامة الحميد المحلي في محاسن الأزهار بسنده إلي زيد بن أرقم ، قال : أقبل النبي صلي اللّه عليه وسلم في حجة الوداع حتي نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ورفعها ، فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قالها ثلاثا. ورواه بهذا اللفظ والتفصيل حرفيا الحافظ المغازلي الواسطي الشافعي في المناقب الغدير: 38/1: وفي الخصايص ص 4 بإسناده عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد قال : كنت جالسا فتنقصوا ثم قال : من كان اللّه ورسوله وليه فهذا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. ورواه في ص 18 عن عامر بن سعد عنه ، وعن ابن عيينة عن عايشة بنت سعد عنه ، ورواه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل كما في العمدة ص 48 بالإسناد عن عبد اللّه بن الصقر سنة 299 قال حدثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه ، وربيعة الجرشي عن سعد . وأخرج الحافظ الكبير محمد بن ماجة في السنن ج 1 ص 30. الغدير: 41/1:وروي الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج 9 ص 107 من طريق البزار عن سعد أن رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم أخذ بيد علي فقال : ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم ؟ من كنت وليه فعلي وليه ثم قال الهيثمي : رواه البزار ورجاله ثقات . الغدير: 51/1، 58/1، 92/1، 214/1. الغدير: 215/1: لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره . ثم رفعه إلي السماء حتي صارت رجله مع ركبة النبي صلي اللّه عليه وسلم وقال: معاشر الناس ؟ هذا أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي علي من آمن بي وعليّ. شهادة علماء اللغة بمجئ مولي بمعني أولي وثانياً: قد شهد عدّة من كبار علماء اللغة والتفسير والأدب من أهل السنة علي مجئ “المولي” بمعني “الأولي” قد ذكر منهم العلّامة الأميني والمحقق المتتبّع السيّد الميلاني إثنان وأربعون رجلاً. من أراد فليرجعنفحات الأزهار: 13/8. ونحن هنا أقوال عدّة كانوا أئمّة الناس في اللغة والشعر والأدب، فمنهم: 1 – الكلبي محمد بن السائب المفسّر النسّابة، المتوفي 146: 2 – الزجاج، أبو إسحاق المتوفي، 311. 3 – الفراء، يحيي بن زياد المتوفي، 207. 4 – وأبي عبيدة، معمر بن المثني اللغوي، المتوفي 210. 5 – الأخفش أبو الحسن سعيد بن مسعدة النحوي المتوفي 215. 6 – المبرد أبو العباس المتوفي 285. أمّا قول الكلبي، والزجاج والفرّاء وأبي عبيدة فهو ورد في تفسير الكبير للفخر الرازي بتفسير قوله تعالي : (هي مولاكم وبئس المصير) مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير . وفي لفظ المولي ههنا أقوال : الحديد: 15. أحدها: قال ابن عباس : مولاكم أي مصيركم . وتحقيقه : أن المولي موضع الولي وهو القرب ، فالمعني : إن النار هي موضعكم الذي تقربون منه وتصلون إليه . والثاني قال الكلبي : يعني أولي بكم . وهو قول الزجاج والفرّاء وأبي عبيدة . . . التفسير الكبير 227/29. وعن الكلبي في تفسير أبو حيّان، بتفسير قوله تعالي (قل لن يصيبنا إلا ما كتب اللّه لنا هو مولانا وعلي اللّه فليتوكل المؤمنون) التوبة : 51 . قال ما نصّه: هو مولانا . أي ناصرنا وحافظنا، قاله الجمهور . وقال الكلبي: أولي بنا من أنفسنا في الموت والحياة، وقيل : مالكنا وسيّدنا، فلهذا يتصرّف كيف شاء فيجب الرضا بما يصدر من جهته . وقال: (ذلك بأن اللّه مولي الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولي لهم) فهو مولانا الذيمحمد: 11. يتولّانا ويتولّاهم. البحر المحيط 52/5، لمحمد بن يوسف أبو حيان المتوفي 654. ترجمة الكلبي محمد بن السائب: أثني عليه الحافظ ابن عدي بقوله : هو معروف بالتفسير وليس لأحد تفسير أطول ولا أشبع منه، وبعده مقاتل، إلا أن الكلبي يفضل علي مقاتل، لما قيل في مقاتل من المذاهب الرديّة، وحدّث عن الكلبي : شعبة والثوري وهشيم، والثقات، ورضوه في التفسير . . . . تذهيب التهذيب للذهبي : ترجمة الكلبي . ترجمة الفراء: قال ابن خلكان: أبو زكريّا يحيي بن زياد بن عبد اللّه بن منظور الأسلمي، المعروف بالفراء ، الديلمي الكوفي، كان أبرع الكوفيّين ، وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب. حكي عن أبي العباس ثعلب، أنّه قال : لولا الفراء لما كانت العربيّة ، لأنّه خلّصها وضبطها ، ولو لا الفراء لسقطت العربيّة ، لأنها كانت تتنازع ، ويدعيها كل من أراد ، ويتكلم الناس فيها علي مقادير عقولهم وقرائحهم . فتذهب. وفيات الأعيان: 225/5. قال اليافعي : الإمام البارع النحوي ، يحيي بن زياد الفراء الكوفي ، أجل أصحاب الكسائي ، كان رأساً في النحو واللغة ، أبرع الكوفيين وأعلمهم بفنون الأدب … مرآة الجنان حوادث 207. ترجمة الزجاج : قال السمعاني: والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل النحوي الزجاج ، صاحب كتاب معاني القرآن . كان من أهل الفضل والدين ، حسن الاعتقاد ، حميد المذهب ، وله مصنّفات حسان في الأدب … الأنساب: 156/3، الزجاج . ترجمة أبي عبيدة: قال الذهبي: أبو عبيدة معمر بن المثني البصري ، اللغوي الحافظ ، صاحب التصانيف … قال الحافظ : لم يكن في الأرض خارجيّ ولا جماعي، عالم بجميع العلوم من أبي عبيدة . وذكره ابن المبارك فصحّح رواياته. مات أبو عبيدة سنة عشر ومائتين، وقيل سنة تسع. تذكرة الحفاظ: 371/1. وقال السيوطي نقلا عن أبي الطيب اللغوي بعد ذكر الخليل: وكان في هذا العصر ثلاثة هم أئمة الناس في اللغة والشعر وعلوم العرب ، لم ير قبلهم ولا بعدهم مثلهم ، عنهم أخذ جل ما في أيدي الناس من هذا العلم بل كله ، وهم أبو زيد، وأبو عبيدة، والأصمعي ، وكلهم أخذوا عن أبي عمرو اللغة والنحو والشعر. خلاصة عبقات الأنوار33/8، نفحات الأزهار 30/8. نقلاً عن المزهر في اللغة: 249/2. قول الأخفش في معني المولي: وممّن نص علي مجئ ( المولي ) بمعني ( الأولي ) : أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي المعروف بالأخفش . . . قال الفخر الرازي: إنّ أبا عبيدة، وإن قال في قوله تعالي (مأواكم النار هي مولاكم) معناه : هي أولي الحديد: 15. بكم . وذكر هذا أيضا الأخفش والزجاج وعلي بن عيسي واستشهدوا ببيت لبيد . … الغدير: 345/1 عن نهاية العقول في الكلام ودراية الأصول – مخطوط . ترجمة الأخفش قال ابن خلكان : أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء النحوي البلخي المعروف بالأخفش الأوسط . أحد نحاة البصرة . . . من أئمة العربية ، وأخذ النحو عن سيبويه وكان أكبر منه ، وكان يقول : ما وضع سيبويه في كتابه شيئا إلا وعرضه علي وكان يري أنه أعلم به مني وأنا اليوم أعلم به منه . . . وكانت وفاته سنة خمس عشرة ومائتين ، وقيل سنة إحدي وعشرين ومائتين رحمه اللّه تعالي . .. وفيات الأعيان: 122/2. 2 – اليافعي : وفيها الأخفش الأوسط إمام العربية … مرآة الجنان حوادث 215. قول المبرد في معني المولي: أبو العباس المبرد وأما حكم أبي العباس محمد بن يزيد المبرد المتوفي 285 بمجئ (المولي) بمعني ( الأولي ) فقد ذكره علم الهدي السيد المرتضي رضي اللّه عنه حيث قال : قال أبو العباس بالمبرد في كتابه المترجم عن صفات اللّه تعالي : أصل يا ولي أولي الذي هو أولي وأحق ، ومثله المولي. الشافي في الإمامة: 123. ترجمة المبرد: أبو العباس محمد بن يزيد الأزدي البصري المعروف بالمبرد. وقد نصّ جلال الدين السيوطي علي وثاقته حيث قال : وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً ثقة أخباريّاً علّامة صاحب نوادر وظرافة. بغية الوعاة: 269/1، وللمبرد ترجمة في كثير من كتب التاريخ والأدب مع المدح العظيم والثناء الجميل : 1 – وفيات الأعيان: 314/4 . 2 – العبر في خبر من غبر حوادث : 285 . 3 – تاريخ بغداد: 380/3 – 387 . 4 – مرآة الجنان حوادث : 285 . 5 – بغية الوعاة 1 / 269 . 6 – المنتظم في تاريخ الأمم 7 / 9 – 11 . القرائن التي تعيّن كون المولي بمعني أولي الأمر وثالثاً: نقول بأنّ للحديث قرائن متّصلة ومنفصلة تنفي ارادة غير أولي الأمر من لفظ المولي فترفع الإبهام. فإليك البيان: القرينة الأولي: قوله قبل حديث الغدير: “ألست أولي بكم من أنفسكم” قول رسول اللّه(ص) في مقدمة الحديث وهي : “ألست أولي بكم من أنفسكم quot. ذكر العلّامة الأميني 63 مصدراً لهذا الحديث من طريق العامّة واليك بعضها: في طريق الحافظ عبد الرزاق عن معمر عن ابن جدعان عن عدي عن البراء، قال : خرجنا مع رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم حتي نزلنا غدير خم بعث منادياً ينادي فلمّا اجتمعنا قال : “ألست أولي بكم من أنفسكم ؟ قلنا : بلي يا رسول اللّه، قال : ألست أولي بكم من أمّهاتكم ؟ قلنا : بلي يا رسول اللّه، قال : ألست أولي بكم من آبائكم ؟ قلنا : بلي يا رسول اللّه، قال : ألست ؟ ألست ؟ ألست ؟ قلنا : بلي يا رسول اللّه، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فقال عمر بن الخطاب : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت اليوم وليّ كلّ مؤمن quot. السنن الكبري للنسائي: 5/132 ح 8473، مسند أحمد: 281/4 ح 11، حديث البراء عنه(ص) تاريخ الخطيب البغدادي ج 14 ص 236، وتفسير الطبري ج 3 ص 428، تهذيب الكمال في أسماء الرجال: 20/484 رقم 4089، الكشف والبيان للثعلبي: الورقة 181 سورة المائدة: الآية 67، الاستيعاب: القسم الثالث 1099 رقم 1855،الرياض النضرة: 3/113، التفسير الكبير: 49/12، مصنّف ابن أبي شيبة: 78/12 ح 12167، البداية والنهاية: 229/5 حوادث سنة 10ه، و 386/7 حوادث سنة 40ه. وفي سنن ابن ماجة: فهذا ولي من أنا مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. سنن ابن ماجة ج 1 ص 43. قال الأميني: فلو كان صلي اللّه عليه وآله يريد في كلامه غير المعني الذي صرّح به في المقدمّة لعاد لفظه محلول العُري، مختزلاً بعضه عن بعض، وكان في معزل عن البلاغة وهو أفصح البلغاء، وأبلغ من نطق بالضاد. فلا مساغ في الاذعان بارتباط أجزاء كلامه، وهو الحق في كل قول يلفظه عن وحي يوحي، إلا أن نقول باتحاد المعني في المقدمة وذيها. ويزيدك وضوحا وبيانا قال سبط ابن الجوزي الحنفي بعد عدّ معان عشرة للمولي: عاشرها الأولي، والمراد من الحديث : الطاعة المخصوصة، فتعين الوجه العاشر وهو الأولي ومعناه : من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به. ثمّ قال: قد صرّح بهذا المعني الحافظ أبو الفرج يحيي بن سعيد الثقفي الاصبهاني في كتابه المسمي بمرج البحرين فإنه روي هذا الحديث بإسناده إلي مشايخه وقال فيه : فأخذ رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم بيد علي فقال : من كنت وليه وأولي به من نفسه فعلي وليه . فعلم أن جميع المعاني راجعة إلي الوجه العاشر، ودل عليه أيضا قوله عليه السلام : ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم، وهذا نص صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته . وكذا قوله صلي اللّه عليه وسلم : وأدر الحق معه حيثما دار وكيف ما دار ، فيه دليل علي أنه ما جري خلاف بين علي عليه السلام وبين أحد من الصحابة إلّا والحق مع علي عليه السلام ، وهذا بإجماع الأمّة. ألا تري أنّ العلماء إنّما استنبطوا أحكام البغاة من وقعة الجمل وصفّين . وقد أكثرت الشعراء في يوم غدير خم ، فقال حسان بن ثابت: يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم فأسمع بالرسول مناديا وقال : فمن مولاكم ووليكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعامياً إلهك مولانا وأنت وليّنا ومالك منّا في الولاية عاصياً فقال له قم يا علي فإنّني رضيتك من بعدي إماماً وهادياً فمن كنت مولاه فهذا وليّه فكونوا له أنصار صدق موالياً هناك دعا اللهم وال وليّه وكن للذي عادي عليّاً معادياً ويروي أن النبي صلي اللّه عليه وسلم لما سمعه ينشد هذه الأبيات قال له : يا حسان، لا تزال مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا أو نافحت عنّا بلسانك . وقال قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ، وأنشدها بين يدي علي عليه السلام بصفّين : قلت لما بغي العدو علينا حسبنا ربنا ونعم الوكيل وعلي إمامنا وإمام لسوانا به أتي التنزيل يوم قال النبي من كنت مولاه فهذا مولاه خطب جليل إنّ ما قاله النبي علي الأمّة حتم ما فيه قال وقيل وقال الكميت : نفي عن عينك الأرق الهجوعا وهما يمتري عنه الدموعا لدي الرحمن يشفع بالمثاني فكان له أبو حسن شفيعا ويوم الدوح دوح غدير خم أبان له الولاية لوأطيعا ولكن الرجال تبايعوها فلم أر مثلها خطراً منيعا ولهذه الأبيات قصة عجيبة ، حدثنا بها شيخنا عمرو بن الصافي الموصلي رحمه اللّه تعالي قال : أنشد بعضهم هذه الأبيات وبات مفكّراً ، فرأي عليّاً عليه السلام في المنام فقال له : أعد عليّ أبيات الكميت ، فأنشده إيّاها حتي بلغ إلي قوله (خطراً منيعاً) فأنشده علي عليه السلام بيتاً آخر من قوله زيادة فيها: فلم أر مثل ذاك اليوم يوماً ولم أر مثله حقّاً أضيعا فانتبه الرجل مذعوراً. وقال السيد الحميري: يا بائع الدين بدنياه ليس بهذا أمر اللّه من أين أبغضت عليّا الرضا وأحمد قد كان يرضاه من الذي أحمد من بينهم يوم غدير الخم ناداه أقامه من بين أصحابه وهم حواليه فسمّاه هذا علي بن أبي طالب مولي لمن قد كنت مولاه فوال من والاه يا ذا العلا وعاد من قد كان عاداه تذكرة الخواص: 20 وط. الحديثة: 28 – 34. راجع: الغدير: 372/1 (653)، شرح إحقاق الحق: 12/21. في نفحات الأزهار: هذا كلام سبط ابن الجوزي ، وقد وفي الحق حقه وأيده بأشعار الكميت وقيس بن سعد والحميري وغيرهم ، فما ذا بعد الحق إلا الضلال. نفحات الأزهار: 196/9. قال الأميني: ونصّ ابن طلحة الشافعي في مطالب السئول ص 16 علي ذهاب طايفة إلي حمل اللفظ في الحديث علي الأولي. الغدير: 372/1 (653). القرينة الثانية: قوله(ص) “اللهمّ وال من والاه” وحديث “لو تؤمّروا علياً” ذيل الحديث وهو قوله صلي اللّه عليه وآله : أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. في جملة من طرقه بزيادة قوله : وانصر من نصره، واخذل من خذله. أو ما يؤدي مؤداه. وهذه العبارة لا تلتأم إلا مع معني الأولويّة الملازمة للإمامة بوجوه: أحدها: أنه صلي اللّه عليه وآله كان يعلم بطبع الحال أن تماميّة أمر الخلافة والإمامة بتوفّر الأعوان وطاعة العمّال مع علمه بأنّ في الملأ من يحسده ويحقده، وفي زمر المنافقين من يضمر له العداء لأوتار جاهليّة، وقد كما ورد في الكتاب العزيز قوله : أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللّه من فضله. أخرج ابن المغازلي في المناقب: 267 ح 314، وابن أبي الحديد في شرحه: 220/7 خطبة 208، والحضرمي الشافعي في الرشفة ص 27 : إنّها نزلت في علي وما خص به من العلم. أخبر صلي اللّه عليه وآله مجمل الحال بقوله: “إن تؤمّروا عليّاً ولا أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهديّاً quot. كما أخرج أحمد في مسنده عن جعفر يعني الفراء عن اسرائيل عن ابي اسحق عن زيد بن يثيع عن علي رضي اللّه عنه قال قيل يارسول اللّه من يؤمّر بعدك قال ان تؤمروا أبا بكر رضي اللّه عنه تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وان تؤمروا عمر رضي اللّه عنه تجدوه قويا أمينا لا يخاف في اللّه لومة لائم وإن تؤمروا عليا رضي اللّه عنه ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم. مسند أحمد بن حنبل: 109/1، (175/1 ح 861) تاريخ مدينة دمشق: 421/42، وأسد الغابة: 31/4، والإصابة: 468/4، والبداية والنهاية لابن كثير: 397/7، كنز العمال: 799/5، و630/11، عن حم ، حل – عن علي، وحلية الأولياء: 64/1 رقم 4، وفي رواية ابن حبان: “وإن تؤمّروا عليّاً ولا أظنّكم فاعلين تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق quot. كتاب المجروحين: 210/2. وهكذا نقله الذهبي والحاكم الحسكاني ميزان الاعتدال: 363/3. شواهد التنزيل: 82/1. وفي كنز العمال عن فضايل الصحابة لأبي نعيم: “إن تستخلفوا عليّا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم علي المحجّة البيضاء quot. كنز العمال: 160/6 (630/11 ح 33072) حلية الألياء: 64/1 رقم 4، وفي فرائد السمطين: 266/1 ح 207، الكفاية ص 67 (163). وفي حديث أبي نعيم في الحلية: عن حذيفة قال : قالوا : يا رسول اللّه ألا تستخلف عليا ؟ قال : “إن تولّوا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم quot. نقله في كفاية الطالب وقال: هذا حديث حسن عال. حلية الأولياء: 64/1 رقم 4، ومناقب أمير المؤمنين (ع) لمحمد بن سليمان الكوفي: 448/1. كفاية الطالب ص 163. وفي رواية الحاكم النيسابوري: “وان وليتموها عليا فهاد مهتد يقيمكم علي صراط مستقيم quot. هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه. المستدرك: 142/3. ولهذا يدعو(ص) لمن والاه ونصره، وعلي من عاداه وخذله، ليعلم الناس أن موالاته مجلبة لموالاة اللّه سبحانه، وأن عداؤه مدعاة لغضب اللّه، ومثل هذا الدعاء بلفظ العامّ لا يكون إلّا فيما كان المدعو له دعامة الدين، وإمام الأمّة. ثانيها: إن هذا الدعاء بعمومه الأفرادي بالموصول، والأزماني، والأحوالي بحذف المتعلق وعدم الاستثناء، تدل علي عصمة الإمام عليه السلام لإفادته وجوب موالاته ونصرته والانحياز عن العداء له وخذلانه علي كل أحد في كلّ حين وعلي كلّ حال. لأنّه لا تصدر منه معصية، ولا يقول إلا الحق، ولا يعمل إلا به لأنه لو صدر منه شئ من المعصية لوجب الانكار عليه، لعمله المنكر، وصاحب هذه الصفة يجب أن يكون إماما لقبح أن يأمه من هو دونه، وإذا كان إماما فهو أولي الناس منهم بأنفسهم. القرينة الثالثة: وقوع الولاية في سياق الشهادة بالتوحيد والرسالة قوله صلي اللّه عليه وآله، يا أيها الناس ؟ بم تشهدون ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا اللّه، قال : ثم مه ؟ قالوا : وأن محمدا عبده ورسوله، قال : فمن وليكم ؟ قالوا : اللّه ورسوله مولانا . ثم ضرب بيده إلي عضد علي فأقامه فقال : من يكن اللّه ورسوله مولاه فإن هذا مولا. فوقوع الولاية في سياق الشهادة بالتوحيد والرسالة وسردها وعقيب المولوية المطلقة للّه سبحانه ولرسوله من بعده لا يمكن إلا أن يراد بها معني الإمامة الملازمة للأولوية علي الناس منهم بأنفسهم. القرينة الرابعة: قوله(ص) عقيب الحديث: “اللّه أكبر علي إكمال الدين” قوله صلي اللّه عليه وآله بعد بيان الولاية في لفظ أبي سعيد وجابر “اللّه أكبر علي إكمال الدين، وإتمام النعمة، الغدير: 1/ 43 (104) و 232 (450)، و 233 (452)، و234 (453)، و237 (457). ورضي الرب برسالتي، والولاية لعلي بن بعدي. كما أخرجه الترمذي، وأحمد، والحاكم، والنسائي، وابن أبي شيبة والطبري، وكثيرون آخرون من الحفاظ بطرق صحيحة: قوله صلي اللّه عليه وآله “إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كل مؤمن بعدي، وفي آخر : هو وليكم سنن الترمذي: 590/5 ح 3712،مسند احمد: 6/489 ح 22503،المستدرك علي الصحيحين:3/144 ح 4652،السنن الكبري:5/45 ح 8146 كتاب المناقب، وفي خصائص امير المؤمنين(ع): ص 109 ح 89، مصنف ابن ابي شيبة: 12/79 ح 12170.بعدي. وما أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1 ص 86 وآخرون بإسناد صحيح من قوله صلي اللّه عليه وآله : من المستدرك علي الصحيحين: 3/139 ح 4642. سره أن يحيي حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي. فأيّ معني يكمل به الدين، ويتم النعمة، ويرضي الرب في عداد الرسالة غير الإمامة التي بها تمام أمرها وكمال نشرها. القرينة الخامسة: الإخبار بقرب موته بقوله: “كأنّي دعيت فأجبت” قوله صلي اللّه عليه وآله قبل بيان الولاية : “كأنّي دعيت فأجبت quot. أو : “أنه يوشك أن أدعي فأجيب quot. وهو يعطينا علما بأنه صلي اللّه عليه وآله كان قد بقي من تبليغه مهمة يحاذر أن يدركه الأجل قبل الإشادة بها، ولم يذكر صلي اللّه عليه وآله بعد هذا الاهتمام إلا ولاية أمير المؤمنين،وليست تلك المهمة المنطبقة علي هذه الولاية إلا معني الإمامة المصرح بها في غير واحد من الصحاح ؟ و ليس صاحبها إلا أولي الناس بأنفسهم ؟ القرينة السادسة: أمره بالتهنئة للرسالة والولاية قوله صلي اللّه عليه وآله بعد بيان الولاية لعلي عليه السلام : “هنئوني هنئوني” كما في رواية أبي سعيد الخركوشي النيسابوري المتوفي 407 في شرف المصطفي بإسناده عن أبي سعيد الخدري ثم قال النبي صلي اللّه عليه وسلم هنئوني هنئوني إن اللّه تعالي خصني بالنبوة وخص أهل بيتي بالإمامة فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال : طوبي لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة . وفي رواية مردويه الاصبهاني المتوفي 416 في تفسيره عن أبي سعيد الخدري وفيه : فلقي عليا عليه السلام عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟ أصبحت وأمسيت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة. وفي رواية الثعلبي المتوفي 427 في تفسيره: … فلقيه عمر فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولي كل مؤمن ومؤمنة. الغدير: 274/1 (513). قد ذكر العلّامة الأميني قضيّة تهنئة الشيخين عن 60 مصدراً من مصادر أهل السنّة بمسانيد صحاح الغدير: 283-272/1، (527-510). برجال ثقات تنتهي إلي غير واحد من الصحابة. كما روي الطبري محمد بن جرير في كتاب ( الولاية ) بإسناده عن زيد ابن أرقم عن رسول اللّه(ص) أنّه قال: وسلّموا علي عليّ بإمرة المؤمنين، وقولوا : الحمد للّه الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه، فإن اللّه يعلم كل صوت وخائنة كل نفس فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه ومن أوفي بما عاهد عليه اللّه فسيؤتيه أجرا عظيما، قولوا ما يرضي اللّه عنكم فإن تكفروا فإن اللّه غني عنكم . قال زيد بن أرقم : فعند ذلك بادر الناس بقولهم : نعم سمعنا وأطعنا علي أمر اللّه و رسوله بقلوبنا، وكان أوّل من صافق النبي صلي اللّه عليه وآله وعليا : أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس إلي أن صلي الظهرين في وقت واحد وامتد ذلك إلي أن صلي العشائين في وقت واحد وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا. ورواه أحمد بن محمد الطبري الشهير بالخليلي في كتاب (مناقب علي بن أبي طالب ) المؤلّف سنة 411 بالقاهرة، وقال المولوي ولي اللّه اللكهنوي في مرآت المؤمنين:41… و كان يهنأ أمير المؤمنين كل صحابي لاقاه . وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفي 903 في “روضة الصفا:541/2” ثم جلس رسول اللّه في خيمة تخص به وأمر أمير المؤمنين عليا عليه السلام أن يجلس في خيمة أخري وأمر إطباق الناس بأن يهنئوا عليا في خيمته، ولما فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول اللّه أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن. راجع الغدير: 270/1 (508). فصريح العبارة هو الإمامة المخصوصة بأهل بيته الذين سيدهم والمقدم فيهم هو أمير المؤمنين عليه السلام وكان هو المراد في الوقت الحاضر . القرينة السابعة: قوله(ص) “فليبلّغ الشاهد الغايب quot. قوله صلي اللّه عليه وآله بعد بيان الولاية : فليبلّغ الشاهد الغايب. راجع: الغدير: 33/1 (83) عن مطالب السئول: 16 نقلا عن الترمذي مجمع الزوائد ج 9 ص 104 وص 163 مسند أحمد: 501/5 ح 18838، المعجم الكبير للطبراني: 166/5 ح 4971. والغدير: 160/1 (327) في قضيّة مناشدة أمير المؤمنين(ع) يوم الشوري عن المناقب ص 217 (313 ح 314 فرائد السمطين: 319/1 ح 251، الدرّ النظيم: 116/1 لابن حاتم الشامي والغدير: 199/1 (400) في قضيّة مناشدة الإمام الحسن 7 عن كتاب سليم بن قيس: 788/2 ح 26. وتلك المهمة التي تؤكد في تبليغ الغائبين لا تساوق إلا معني الأولي من معاني المولي دون المحبة والنصرة. القرينة الثامنة نزول العذاب علي الحارث بن النعمان أخرج الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان) بسندين معتبرين انّ رسول اللّه(ص) لما كان بغدير خم نادي الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه . فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري فأتي رسول اللّه(ص) ناقرة له، حتّي أتي الأبطح، فنزل عن ناقته فأناخها . فقال: يا محمد ؟ أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لااله الّا اللّه وأنّك رسول اللّه فقبلناه، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا وامرتنا ان نصوم شهرا فقبلنا، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا ثمّ لم ترض بهذا حتّي رفعت بضبعي ابن عمّك ففضّلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه. فهذا شي منك أم من اللّه عز وجل؟ فقال: والّذي لا اله الّا هو، انّ هذا من اللّه . فولّي الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: الّلهم ؟ ان كان ما يقول محمد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو اتنا بعذاب أليم . فما وصل اليها حتّي رماه اللّه تعالي بحجر فسقط علي هامّته وخرج من دُبُره وقتله، وأنزل اللّه عزوجل: (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع). السيرة الحلبيّة لعليّ بن برهان الدين الحلبي الشافعي ج 275/3 ط البهية بمصر سنة 1320 ه، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 25، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص 30، تفسير أبي السعود بهامش تفسير الرازي ج/8 292 ط دار الطباعة العامرة بمصر، تفسير القرطبي ج 278/18، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج 286/2 حديث: 10311030 و1033 و1034، فرائد السمطين للحمويني ج 82/1 . نظم درر السمظين للزرندي الحنفي ص 93، نور الابصار للشبلنجي ص 71 ط السعيدية وص 71 ط العثمانية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 328 ط الحيدرية وص 274 ط اسلامبول، وراجع: الغدير ج 239/1 – 267 تعليقات المراجعات 209. القرينة التاسعة: اصابة دعوة أمير المؤمنين(ع) لمن كتم حديث الغدير ثبت أنّ عدّة من الذين سمعوا الحديث عن النبي(ص) قد كتموا حين ناشدهم علي بن أبي طالب(ع) ودعا عليهم وأصاب ذلك الدعوة. 1 – كأنس بن مالك. كان بوجهه برص ذكر قوم أنّ علياً رضي اللّه عنه سأله عن قول رسول اللّه(ص) أللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه. فقال: كبرت سنّي ونسيت. فقال علي: ان كنت كاذباً فضربك اللّه بيضاء لا تواريها العمامة. المعارف لابن قتيبة ص 194 و391، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 362/1 وج 388/4 بمصر قديم وج 74/4 وج 217/19 ط مصر بتحقيق محمد ابوالفضل برقم 317 فيه: روي عثمان بن مطرف انّ رجلاً سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب؟ فقال انّي آليت أن لا أكتم حديثاً سألت عنه في عليّ بعد يوم الرحبة ذاك رأس المتّقين يوم القيامة سمعته واللّه من نبيّكم، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) ج 309/2. 2 – البراء بن عازب. فقد عمي لمّا كتم حديث الغدير. احقاق الحق ج 6 عن: أرجح المطالب لعبيد اللّه الامر تسري الشافعي ص 580 ط لاهور، الأربعين حديثاً للهروي مخطوط، أنساب الاشراف للبلاذري ج 1 كما في البحار ج 37 ص 197 ط جديد، عبقات الانوار (حديث الثقلين) ج 312/2 والغدير: 193/1، الطبعة الحديثة: 389/1. 3 – زيدن بن أرقم: كتم الحديث فأصابه العمي. مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 23 ح 33 ط 1 طهران، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 362 ط 1 بمصر وج 4 ص 74 ط مصر بتحقيق محمد ابوالفضل، السيرة الحلبية ج 337/3، عبقات الانوار (حديث الثقلين) ج 312/2. 4 – جرير بن عبد اللّه البجلي: رجع اعرابيّاً بعد أن دعي عليه أميرالمؤمنين عليه السلام. انساب الاشراف للبلاذري ج 156/2، عبقات الانوار (حديث الثقلين) ج 313/2. وذكر الاميني ممّن كتم الحديث فأصابه دعوة أمير المؤمنين(ع): عبد الرحمن بن مدلج ويزيد بن وديعة. القرينة العاشرة: المناشدة بحديث الغدير مناشدة أميرالمؤمنين(ع) في الرُحْبَة برواية عبد الرحمن بن أبي ليلي: قال: “شهدت عليّاً في الرحبة ينشد الناس، فيقول: انشد اللّه من سمع رسول اللّه(ص) يقول: يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، لمّا قام فشهد، (و لا يقم الّا من قدر رآه). قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريّاً كأنّي أنظر إلي أحدهم فقالوا: نشهد انّا سمعنا رسول اللّه(ص)، يقول يوم غدير خم: ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي امّهاتم؟ فقلنا: بلي يا رسول اللّه. قال: فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، الّلهم وال من والاه وعاد من عاداه quot. إلي أن قال فقام الّا ثلاثة لم يقوموا فدعا علي فأصابتهم دعوته. مسند احمد بن حنبل ج 1 ص 119 ط الميمنية بمصر وج 199/2 ح 961 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 11/2 ح 506، كنز العمال ج 151/15 ح 430 ط 2، وقريب منه في: فرائد السمطين ج 69/1. وهذه المناشدة برواية أبي الطفيل. راجع: مسند احمد بن حنبل، ج 4 ص 370، بسند صحيح ط الميمنية بمصر، تاريخ دمشق ترجمة الإمام عليّ بن ابيطالب(ع) لابن عساكر الشافعي ج 2، ص 7، ح 503، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي ج 9، ص 104، وصحّحه، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 56 ط الحيدرية وص 14 ط الغري، خصائص النسائي الشافعي ص 100 ط الحيدرية وص 40 ط بيروت، الغدير عن الرياض النضرة ج 2 ص 169، والبدخشي في نزل الابرار ص 20، البداية والنهاية لابن كثير الشافعي ج 5 ص 211. راجع: تعليقة المراجعات: 185. فقد روي الاميني هذه المناشدة عن أربع أصحاب وأربعة عشراً تابعيّاً. الغديرج 1، 166. احتجاج فاطمة الزهراء (س) بنت رسول اللّه(ص)بحديث الغدير: قالت: أنسيتم قول رسول اللّه(ص) يوم غدير خمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه وقوله(ص) أنت منّي بمنزلة هارون من موسي 8. الضوء اللامع للسخاوي ج 9 ص 256 والبدر الطالع للشوكاني ج 2 ص 297 أسني المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب كما في الغدير: 197/1. فقد ذكر العلامة الاميني مناشدة أمير المومنين(ع) بحديث الغدير: 1 – يوم الشوري. 2 – مناشدته ايّام عثمان. 3 – مناشدته يوم الرحبة في الكوفة. 4 – مناشدته يوم الجمل. 5 – حديث الركبان في الكوفة. 6- مناشدته يوم صفّين . 7 – احتجاج فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه(ص) بحديث الغدير. 8 – احتجاج الإمام الحسن (ع). 9 – مناشدة الإمام الحسين عليه السلام. 10 – احتجاج عبداللّه بن جعفر، بحديث الغدير علي معاوية. 11 – احتجاج برد، علي عمرو بن العاص بحديث الغدير. 12 – احتجاج عمرو بن العاص، بحديث الغدير علي معاوية.13 – احتجاج عمّار بن ياسر، يوم صفّين.14 – احتجاج الاصبغ بن نباتة، في مجلس معاوية. 15 – مناشدة شابّ، أبا هريرة بحديث الغدير في الكوفة. 16 – مناشدة رجل، زيد بن أرقم بحديث الغدير. 17 – مناشدة رجل عراقي، جابر بن عبداللّه الأنصاري . 18 – احتجاج قيس بن عبادة بحديث الغدير علي معاوية. 19 – احتجاج دارمية الحجونيّة، علي معاوية. 20 – احتجاج عمرو الاودي، علي مناوئي أمير المومنين عليه السلام.21 – احتجاج عمر بن عبدالعزيز. 22- احتجاج المأمون علي الفقهاء بحديث الغدير. راجع الغدير، ج 1 ص 159 و212 .

2