السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
فدك، هي قرية في الحجاز فيها مزارع وبساتين من نخيل، وأصبحت للمسلمين بعد غزوة خيبر، وتذكر المصادر التأريخيّةِ أنّ النبي محمد (صلى اللّٰه عليه وآله) وهب السيدة الزهراء (عليها السلام) فدكاً، لكن سلبها أبو بكر من يدها في حادثة فدك.
وتقع فدك في منطقة الحجاز على بعد 160 كيلومتراً من المدينة، وكانت في صدر الإسلام تضم المزارع والبساتين وعيون المياه[١] وهي لا زالت كذلك.
ونظراً لموقعها الاستراتيجي كانت منطقة عسكرية هامة بالنسبة إلى يهود الحجاز[٢]. وكانت تقع في القرب منها تحصينات عسكرية كحصن "شمروخ"[٣].
وفدك اليوم مدينة عامرة تسمى"الحائط" وهي تتكون من 21 قرية حتى سنة 1975 م وكان عدد سكانها 14000 نسمة حسب إحصائية أجريت سنة 2010م.
وفدك مع أنها مجاورة لأراضي الحرة القاحلة إلا أنها ذات أراضي زراعية خصبة ومليئة بالمزارع والنخيل[٤].
وتشير المصادر إلى أن اليهود سكنت فدكاً حتى أيّام حكم عمر بن الخطاب حيث أجلاهم عنها[٥].
وننقل لكم جواب مركز الأبحاث العقائدية عن ماذا تعني فدك في قول الامام الكاظم (عليه السلام) لما سئل عن حدودها، فقال: "أما الحد الأول فعدن، والحد الثاني سمرقند، والحد الثالث أفريقيا، والحد الرابع سيف البحر مما يلي الجزر وأرمينية".
يقول المجلسي في (البحار ج 29 ص 721) عن هذا الحديث: هذان التحديدان خلاف المشهور بين اللغويين ولعل مراده (عليه السلام) أن تلك كلها في حكم فدك، وكأن الدعوى على جميعها وإنما ذكروا فدك على المثال أو تغليباً.
وقال التبريزي الأنصاري في (اللمعة البيضاء ص 294) : وحاصل كلام المجلسي أن فدك عنوان للأراضي التي تجري عليها يد الخلافة الإسلامية، فيكون مصداقه بهذا الاعتبار جميع بلاد الإسلام، فمن أراد فدك فلابد أن يرد أمر الخلافة برمته إلى محله ومنزلته ومن إلا فلا.
ودمتم موفقين
المصادر/
١-الحموي، معجم البلدان، ج 4، ص 238؛ البغدادي، مراصد الإطلاع، ج 3، ص 1020؛ ابن منظور، لسان العرب، ج 10، ص 473.
٢-البلادي، معجم معالم الحجاز(الحائط)، ج 2 ، ص 205 ــ 206؛ الجوهري البغدادي، السقيفة وفدك، ج 7، ص 23.
٣-السبحاني، فرازهايي حساس از زندگاني أميرمؤمنانعليه السلام، ص 14.
٤-محافظة الحائط
٥-البلادي، معجم معالم الحجاز، ج 7، ص 27.