logo-img
السیاسات و الشروط
( 35 سنة ) - العراق
منذ سنة

صحة رواية ضرار بن ضمرة

عن أبي صالح قال: دخل ضرار بن ضمرة على معاوية، فقال له: يا ضرار صف لي عليَّاً، فقال: أوتعفني، قال: لا أعفيك قالَها مراراً. فقال ضرار: أما إذ لابُد، فكان والله بعيد المدَى، شديد القوى، يقول فَصلاً، ويَحكم عَدلاً، يتفَجّرُ العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يَستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستَأنس باللّيل وظلمته. كان والله غزير الدمعة كثير الفكرة، يُقَلِّب كَفّهُ ويُخاطِبُ نفسه، يُعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جَشُب. كان والله كأحدنا، يُجي.....الخ ما مدى صحة هذه الرواية؟


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب هذه من الأخبار التأريخية المشهورة، وقد وردت في عدة كتب من الفريقين، منها كنز الفوائد، ص ٢٧٠: عن أبي صالح مولى أم هاني قال دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية بن أبي سفيان يوماً فقال له يا ضرار صف لي علياً (عليه السلام) قال أوتعفيني من ذلك قال لا أعفيك قال إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلاً ويحكم عدلاً يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة عن لسانه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل وظلمته كان والله غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما جشب كان والله معنا كأحدنا يدنينا إذا اتيناه ويجيبنا إذا سألناه وكان مع دنوه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة له فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ النظيم يعظم أهل الدين ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله أشهد بالله لرأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه متماثلاً في محرابه قابضاً بلحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين وكأني أسمعه وهو يقول يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت أم إليَّ تشوقتِ هيهات هيهات غري غيري لا حان حينك قد ابنتك قدسك ثلاثاً عمرك قصير وخيرك حقير وخطرك كبير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فوكفت دموع معاوية على لحيته وجعل يستقبلها بكمه واختنق القوم جميعاً بالبكاء وقال هكذا كان أبو الحسن يرحمه الله فكيف وجدك عليه يا ضرار فقال وجد أم واحد ذبح واحدها في حجرها فهي لا يرقى دمعها ولا يسكن حزنها فقال معاوية لكن هؤلاء لو فقدوني لما قالوا ولا جدوا بي شيئاً من هذا ثم التفت إلى أصحابه فقال بالله لو اجتمعتم بأسركم هل كنتم تؤدون عني ما أداه هذا الغلام عن صاحبه فيقال أنه قال عمرو بن العاص الصحابة على قدر الصاحب. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه

1