محمد الونداوي ( 23 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

لا غاية للكون وانما يتحرك بالضرورة فقط

السلام عليكم ، هناك نص للفيلسوف سبينوزا سوف انقلها لكم واريد تبيان ما مدى توافقها مع الدين الأسلامي ودمتم في رعاية الله . ("لو كان الله يتصرف من أجل غاية أو هدف، لكان يرغب بالضرورة في شيء يفتقر إليه..." —باروخ سبينوزا _ من تذييل الباب الأول من كتاب"علم الأخلاق" يري سبينوزا أن مبدأ الغائية أو المبدأ القائل أن الله خلق الكون لهدف أو من أجل الإنسان، يعتبر بمثابة حكم على الله بالحرمان من أشياء يرغب في تحقيقها ، فإن كان للإله غاية فهو إذن غير كامل. وبالتالي يري سبينوزا أن الكون يرتبط ببعضه بمبدأ الضرورة والحتمية وليس مبدأ الغائية، ومن العبث أن ينظر الإنسان للكون وكأنه يسير لغاية ولا يسير بالضرورة.)


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في برنامجكم المجيب يبدو ان هناك خلطا بين ان تكون الغاية للفاعل وان تكون الغاية لغير الفاعل فنحن نسلم ان كانت الغاية لنفس الفاعل فهذا يعني انه مفتقر لما يريد تحقيقه فينتهي انه ليس بكامل اما اذا كانت الغاية لغيره فكيف يمكن ان ندعي انه ليس بكامل فلو كان عندنا بروفسور في أي مجال من المجالات وبدا يدرس نظريته في تخصصه لطلبته كي يفهوا النظرية جيدا فهل هذا يعني ان فيه نقصا يريد ان يكمله ام انه كامل من جهة فهم نظريته وهظمها ولو ان طباخا عالميا يطبخ الطعام للناس فهل يعقل ان هذا يعني انه جائع ام انه يريد ان يطعم الجائعين فالخالق تعالى ليس فيه ادنى نقص او حاجة فـ ((يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)) (فاطر:15). ثم دعنا ننطلق من مقولته بان العالم يرتبط بعضه ببعص بمبدا الضرورة والحتمية ماهو مقصوده من الضرورة والحتمية هل يقصد يسير بلا مدبر له اصلا فكيف كانت هذه الضرورة والحتمية ان لم يكن هناك من نظمها بهذا النظام الذي لا ينفك ولا يتخلف الا باذنه وان كان يقصد ان له مدبر ولكن لا تفترض ان يكون له غاية في شيء كي لا نقع بانه غير كامل فهي محاولة تنزيه الباري فقلنا له ان هذا ليس فيه نقص عليه مادامت الحاجة مرتبطة بخلقه بل هذا هو اعلى مراتب الكمال اذ يفيض على عباده ما يرتقون به اليه. وكلمة اخيرة لا تنافي بين الضرورة والغاية فالضرورة هي طريقة الادارة للكون والغاية لنفي العبثية من هذه الضرورة الحتمية في خلق الكون والا فان مجرد نفي الغاية فهذا ينتهي بنا الى العبثية والعشوائية التي لا يمكن ان نقبها في ابسط صور الحياة فلو ان شركة تعمل بدقة متناهية ولكن لا لغاية ما فهل يمكن لعاقل ان يعترف بهذه الدقة وعظمتها بل ان الدقة والضرورة في ادارة الشركة انما تكون بلحاظ ما يروم تحقيقه لا الدقة بحد نفسها هي منظار الناظر . ومن هنا فان الله تعالى العظيم في ادارة هذا الكون بهذه الدقة والمنضبطة بكل معنى الكلمة لا يمكن ان يكون عابثا ((أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)) (المؤمنون:115- 116) ((وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاَتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)) (الانبياء:16- 18) تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله تعالى

2