أيلاف ( 25 سنة ) - العراق
منذ سنة

شعيب

السلام عليكم كيف مات النبي شعيب (عليه السلام)؟ وهل كان نبياً؟ وهل يظهر في زمن الإمام المهدي (عليه السلام)؟ وهل النبي شعيب هوه نفسه شعيب بن صالح؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب أولاً: نبي الله شعيب بن ميكل (عليه السلام)، غير شعيب بن صالح. ثانياً: عاش شعيب (عليه السلام) قرابة (١٤٢) عاماً، وتوفّي عليه السلام في القرن (١٥) قبل الميلاد في مدين، وقد دُفن في منطقة تُدعى وادي شعيب وسمّيت باسمه لوجود المقام فيه. (انظر، عبد المؤمن عبد الحق (1412)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع (الطبعة 1)، بيروت: دار الجيل، صفحة 411، جزء 1). ثالثاً: شعيب بن صالح . شعيب بن صالح، هو قائد عسكري يرجع نسبه إلى قبيلة بني تميم، وعلی أساس ماجاء فی بعض الروايات أنه ینهض قبل ظهور الإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه، كما اعتبرت نهضته من علامات الظهور غیر الحتمیة، فله الدور الفعال في التمهيد لظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه، ويكون على رأس قيادة جيشه المکون من أربعة آلاف نفر، ويمتاز بالشجاعة الفائقة والصبر والاستقامة في الحروب. قد تعرضت مصادر الشيعة الإمامية وكذلك عند أهل السنة لذكر الأخبار الواردة بشأن شعيب بن صالح، لكن اختلفت الروايات في تعيين محل خروجه، فبعضها عيّنت خروجه بسمرقند، وبعضها دلت على أن خروجه من الري، وبعضها من وراء النهر، وبعضها من بلاد خراسان. يبدأ دور شعيب بن صالح بعد أن يصل السفياني إلى الكوفة، بحيث يقود جيش الخراساني من خراسان راياتهم سود وثيابهم بيض، فتلتقي الرايات السود بالسفياني بباب إصطخر. هويته اسمه ونسبه هو شعيب بن صالح، وهو شخصية عربية ترجع أصولها إلى قبيلة بني تميم[١]. صفاته إنّ شعيب بن صالح بحسب ما ورد في الروايات، رجل ربعة أسمر الوجه أصفر كوسج (الذي لا ينبت له شعر في لحيته إلا تحت الذقن) خفيف اللحية[٢]. ويمتاز بالشجاعة والصبر في الحروب بحيث لو قاتل الجبال لهدّها واتخذ فيها سبلاً[٣]. ولادته لم يرد في الأخبار تفاصيل عن ولادته سوى أنه يولد في الطالقان، كما في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام التطنجية: "وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء، واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضاً، وصبا كل قوم إلى قوم، وتحركت عساكر خراسان، وتبع شعيب بن صالح التميمي من بطن الطالقان، وبويع لسعيد السوسي بخوزستان، وعقدت الراية لعماليق كردان، وتغلبت العرب على بلاد الأرمن والسقلاب ... المزید"[٤]. زمان ومكان ظهوره اختلفت الروايات في تعيين محل خروجه، فبعضها تعيّن خروجه بسمرقند، كرواية الشيخ الطوسي التي جاء فيها: "ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند"[٥]، وأخرى تدل على خروجه من وراء النهر[٦]. وهناك رواية ثالثة تدل على خروجه بالري، رواها ابن حماد عن الحسن قال: "يخرج بالري رجل ربعة أسمر مولى لبني تميم كوسج يقال له شعيب بن صالح في أربعة آلاف ثيابهم بيض وراياتهم سود, يكون على مقدمته المهدي لا يلقاه أحد إلا فلّه"[٧]. وتوجد رواية رابعة تدلّ على خروجه من قبل المشرق، من بلاد خراسان بلاد الثلج، مع الخراساني. إنّه بخروجه يوطئ للمهدي عجل الله تعالى فرجه سلطانه، بين خروجه وبين أن يُسّلم للمهدي سلطانه اثنان وسبعون شهراً[٨]. شعيب بن صالح في الروايات عند الشيعة قد تعرضت مصادر الشيعة الإمامية لذكر الأخبار الواردة بشأن شعيب بن صالح وهي كثيرة نُورِد أهمّها: عن عمّار بن ياسر أنه قال: إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمّد خرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح[٩]. عن سفيان الكلبي، قال: يخرج على لواء المهدي غلام حديث السنّ، خفيف اللحية أصفر ، لو قاتل الجبال لهزّها -او لهدّها- حتّى ينزل إيليا[١٠]. عن معاذ قال: بينما أنا وابو عبيدة الجراح، و سلمان جلوس، ننتظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم إذ خرج علينا في الهجير مرعوباً متغير اللون فذكر فتنة السفياني، ثم قال: «... و انما ذلك حمل إمرأة ثم يقبل الرجل التميمي شعيب بن صالح، سقى اللّه بلاد شعيب بالراية السوداء المهدية بنصر اللّه وكلمته، حتى يبايع المهدي بين الركن والمقام»[١١]. عن أبي جعفر، قال: تنزل الرايات السود الّتي تقبل من خراسان الكوفة، فإذا ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلى المهدي[١٢]. عند السنة لقد أكثرت مصادر أهل السنة في التعرض لذكر شعيب بن صالح ونسبه وصفاته وحركته وظهوره وتفاصيل كثيره نذكر أهمّها: عن شريح بن عبيد وراشد بن سعد، وضمرة بن حبيب ومشايخهم قالوا: «يبعث السفياني خيله و جنوده، فيبلغ عامة المشرق، من أرض خراسان، وأرض فارس فيثور بهم، أهل المشرق فيقاتلونهم ويكون بينهم وقعات في غير موضع‌ ... ويخرج شعيب بن صالح متخفّياً الى بيت المقدس، يوطئ للمهدي منزله، إذا بلغه خروجه الى الشام»[١٣]. عن عبد اللّه بن الحارث … قال: قال رسول اللّه ص: «يخرج قوم من المشرق يوطئون للمهدي سلطانه»[١٤]. عن محمد بن الحنفية قال: «تخرج راية سوداء لبني العباس، ثم تخرج من خراسان أخرى سوداء قلانسهم سود وثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يقال له: شعيب بن صالح - أو صالح بن شعيب - من تميم، يهزمون أصحاب السفياني، حتى تنزل بيت المقدس، توطئ للمهدي سلطانه، يمدّ اليه ثلثمائة من الشام»[١٥]. عن ثوبان قال: قال رسول اللّه ص: (تجي‌ء الرايات السود من قبل المشرق، كأن قلوبهم زبر الحديد، فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم ولو حبوا على الثلج)[١٦]. دور شعيب بن صالح في الحركة المهدوية إنّ دور شعيب بن صالح بحسب ما جاء في الروايات يبدأ بعد أن يصل السفياني الكوفة، بحيث يخرج كقائد من قادة جيش الخراساني من خراسان على رأس خمسة آلاف راياتهم سود وثيابهم بيض، فتلتقي الرايات السود بالسفياني بباب إصطخر، [١٧] فيكون بينهم ملحمة عظيمة، ويهرب حينها خيل السفياني، ثمّ يكمل شعيب بن صالح حركته متّجهاً نحو بيت المقدس، بحيث يوطّئ للمهدي عجل الله تعالى فرجه، سلطانه ويمدّ إليه ثلثمائة من الشام بحيث يكون بين خروجه وبين أن يسلّم الأمر للمهدي عجل الله تعالى فرجه اثنان وسبعون شهراً.[١٨] (منقول بتصرف) الهوامش —————————————————————- (١) ابن طاووس، الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر، ب 96، ص 53، و ب 103، ص 55. (٢) ابن طاووس، الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر، ج 1، ص 54. (٣) ابن طاووس، التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، ص 121. (٤) اليزدي الحائري، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب، ج 2، ص 216. (٥) الشيخ الطوسي، الغيبة، ج 1، ص 464. (٦) الإيماني، الإمام المهدي (عج) عند أهل السنة، ج 1، 488. (٧) نعيم بن حماد المروزي، كتاب الفتن ج 1، ص 189. (٨) علي الكوراني، معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام، ج 1، ص 399. (٩) ابن طاووس، الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر، ب 96 ،ص 53 و ب 103، ص 55. (١٠) ابن طاووس، الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر، ب 98 ،ص 53 و 54 (١١) ابن طاووس، الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر، ص 137. (١٢) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، ص 217، ح 77. (١٣) ابن حماد المروزي، الفتن، ص 88؛ السيوطي، الحاوي للفتاوي، ج 2، ص 70. (١٤) لمتقي الهندي، كنز العمال، ج 14، ح 38657. (١٥) ابن حماد المروزي، الفتن، ص 88؛ السيوطي، الحاوي للفتاوي، ج 2، ص 67. (١٦) السيوطي، الحاوي للفتاوي، ج 2، ص 64.. (١٧) علي الكوراني، عصر الظهور، ص 138. (١٨) علي الكوراني، معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام، ج 1، ص 399.

1