علي الجابري - ايسلندا
منذ 4 سنوات

موقف ابراهيم الامام من أهل البيت ع

أرجو اعطائي فكرة موسّعة عن إبراهيم الإمام، ودوره في قيام الثورة العبّاسية، وما هو موقفه من أهل البيت(عليهم الصلاة والسلام)؟ هل كان محبّاً لهم، أم ماذا؟


الأخ علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): ((إبراهيم الإمام: هو السيّد أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن علي بن حبر الأمّة عبد الله بن العبّاس الهاشمي، كان بالحميمة من البلقاء. عهد إليه أبوه بالأمر، وعلم به مروان الحمار، فقتله. روى عن جدّه، وعن عبد الله بن محمّد بن الحنفية، وعنهُ مالك بن الهيثم، وأخوه السفّاح، والمنصور، وأبو مسلم. قال ابن سعد: توفي في السجن سنة إحدى وثلاثين ومئة عن ثمان وأربعين سنة، وكانت شيعتهم يختلفون إليه ويكاتبونه من خراسان، فأخذه لذلك مروان. قال الخطبي: أوصى محمّد بن علي إلى ابنه إبراهيم، فسمّي بالإمام بعد أبيه، وانتشرت دعوته بخراسان، ووجه إليها بأبي مسلم والياً على دعاته، فظهر هناك، فكان يدعو إلى طاعة الإمام من غير تصريح باسمه إلى أن ظهر أمره، ووقف مروان على أمره، فأخذ إبراهيم وقتله. قال صالح بن سليمان: كان أبو مسلم: يكاتبه، فقدم رسوله، فرآه عربياً فصيحاً فغمّه ذلك، فكتب إلى أبي مسلم: ألم أنهك عن أن يكون رسولك عربياً، يطلع على أمرك، فإذا أتاك فاقتله، فأحس الرسول، ثمّ قرأ الكتاب، فذهب به إلى مروان، فأخذ إبراهيم، فغمّه بحران في مِرفَقَة. ويقال: إنّ إبراهيم حضر الموسم في حشمه، فشهر نفسه، فكان سبباً لأخذه، ويقال: أتته عجوز هاشمية تسترفده، فوصلها بمال جزيل، واعتذر. ويذكر أنّ أبا مسلم صبغ خرقاً سوداً وشدّها في رمح، وكانوا يسمعون بحديث رايات سود من قبل المشرق، فتاقت أنفسهم إلى ذلك، وتبعه عبيد، فقال: من يتبعني فهو حرٌ، ثمّ خرج بهم، فوقعوا بعامل في تلك الكورة فقتلوه، ثمّ كثروا ولمّا قتل إبراهيم، قال: الأمر بعدي لابن الحارثية يعني: السفّاح))(سير أعلام النبلاء 5: 379 ــ 380 رقم (173) من الطبقة الثالثة من التابعين ). وقريب من في (الأعلام) لخير الدين الزركَلي( الأعلام 1: 59)، وكذلك في مصادر أخرى كثيرة. وكان دور إبراهيم الإمام هامّاً، فهو الذي أرسل الدعاة وأثار العواطف ورسخ الثورة ضدّ الحكم الأموي، وكان من دهاة بني العبّاس، وتمكّن من تحريك القواعد وتأسيسها له في خراسان، ولمّا عرض للقتل أدام حركة الثورة والثوار إذ أوصى لأخيه أبو العبّاس السفاح من بعده، ولم يترك الأمر سدى. أمّا موقفه من أهل البيت(عليهم السلام)، فهو على الظاهر لا يختلف عن موقف بقية العبّاسيين في كونهم لا يرجعون إلى بني عليّ في أمورهم، وإن رجعوا وبايعوا فلا يريدون إلاّ الغدر والغيلة، ويرون لأنفسهم الحقّ والخلافة دونهم، وإن لم يظهر لنا من هذا الرجل العداء الصريح لآل النبيّ(صلّى الله عليهم وآله وسلّم)، إلاّ أنّه رأى لنفسه الحقّ والبيعة دونهم، وهذا يكفينا في تحقّق المخالفة منه معهم صلوات الله عليهم الخلاف. ودمتم في رعاية الله

1