logo-img
السیاسات و الشروط
عثمان - ايسلندا
منذ 5 سنوات

 موقف الشيعة من عمر بن عبد العزيز (2)

أولاً: حكمت بذلك لما رجعت الى تفسير الطبري حيث قال بعد ان ذكر ما ورد من الاخبار من كونها شجرة الزقوم او بني امية او او : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، قول من قال : عنى به رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى من الآيات والعبر في طريقه إلى بيت المقدس ،وبيت المقدس ليلة أسري به ، وقد ذكرنا بعض ذلك في أول هذه السورة . وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب ، لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن [ ص: 484 ] هذه الآية إنما نزلت في ذلك ، وإياه عنى الله عز وجل بها ، فإذا كان ذلك كذلك ، فتأويل الكلام : وما جعلنا رؤياك التي أريناك ليلة أسرينا بك من مكة إلى بيت المقدس ، إلا فتنة للناس : يقول : إلا بلاء للناس الذين ارتدوا عن الإسلام ، لما أخبروا بالرؤيا التي رآها ، عليه الصلاة والسلام وللمشركين من أهل مكة الذين ازدادوا بسماعهم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم تماديا في غيهم ، وكفرا إلى كفرهم . (هذا في معرض تفسيرة للاية وما جعلنا الرؤية .. الخ) ثم قال : وأولى القولين في ذلك بالصواب عندنا قول من قال : عنى بها شجرة الزقوم ، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك ، ونصبت " الشجرة الملعونة " عطفا بها على الرؤيا . فتأويل الكلام إذن : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك ، والشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس ، فكانت فتنتهم في الرؤيا ما ذكرت من ارتداد من ارتد ، وتمادي أهل الشرك في شركهم ، حين أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أراه الله في مسيره إلى بيت المقدس ليلة أسري به ، وكانت فتنتهم في الشجرة الملعونة ما ذكرنا من قول أبي جهل والمشركين معه : يخبرنا محمد أن في النار شجرة نابتة ، والنار تأكل الشجر فكيف تنبت فيها ؟ الخ (انتهى) فهذا ما استندت اليه بالحق وليس كما ادعيتم جزافا بلا تحقيق ... وما نقله الطبري في تاريخه يحكي حقبة تاريخية فقط وليس كل ما ورد في التاريخ صحيح من حيث المعنى . اعني بذلك وان كان قد نقل مقولة المعتضد كنص تاريخي فليس بالضرورة ان ما قاله المعتضد صحيح ... المعتضد قال ذلك ولكن هل ادعاؤه صحيح ؟ هنا السؤال ولقد اشكلنا عليكم في جوابنا السابق بعدة اشكالات حول ادعاء المعتضد الا انكم لم تردوا . فانا لا انكر وجود روياات في كون ان الشجرة بني امية ولكن السؤال الاساسي : هل هذه الروايات صحيحة ؟ هل هذه الروايات مجمع عليها ؟ هل ورد ما يضعف هذا المعنى ؟ كل هذه الاسئلة تدحض ما ادعاه كذبا هذا المعتضد . ولست بصدد الدفاع عن بني امية وقد علمت ان منهم الفاسقين ولكن انا اتحدث من موقع التفسير . ثانياً: اما ما اوردتموه من كتب علمائكم فانتم اعلم بان كتبكم وما ورد فيها ليست بحجة علينا فكيف تسوغون لانفسكم الاحتجاج علينا بما لا نقبله كدليل وبرهان ؟ ثالثاً: واضافة الى قضية الطبري اعجب حينما ذكرتم في مركزكم ان ابن كثير في تفسيره يؤيد التفسير الذي يدور نقاشنا حوله .. فبعد رجوعنا الى تفسيره تبين ان القضية ايضا بلا تحقيق وادعاءات ليس الا ... فهو اورد الروايات التي تشير الى ان الشجرة الملعونة هم بني امية ولكنه ردها كلها : وَقِيلَ المُرَاد بِالشَّجَرَةِ المَلعُونَة بَنُو أُمَيَّة وَهُوَ غَرِيب ضَعِيف وَقَالَ اِبن جَرِير حُدِّثت عَن مُحَمَّد بن الحَسَن بن زَبَالَة حَدَّثَنَا عَبد المُهَيمِن بن عَبَّاس بن سَهل بن سَعِيد حَدَّثَنِي أَبِي عَن جَدِّي قَالَ : رَأَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ بَنِي فُلَان يَنزُونَ عَلَى مِنبَره نَزو القُرُود فَسَاءَهُ ذَلِكَ فَمَا اِستَجمَعَ ضَاحِكًا حَتَّى مَاتَ قَالَ وَأَنزَلَ اللَّه فِي ذَلِكَ " وَمَا جَعَلنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَينَاك إِلَّا فِتنَة لِلنَّاسِ " الآيَة وَهَذَا السَّنَد ضَعِيف جِدًّا فَإِنَّ مُحَمَّد بن الحَسَن بن زَبَالَة مَترُوك وَشَيخه أَيضًا ضَعِيف بِالكُلِّيَّةِ وَلِهَذَا اِختَارَ اِبن جَرِير أَنَّ المُرَاد بِذَلِكَ لَيلَة الإِسرَاء وَأَنَّ الشَّجَرَة المَلعُونَة هِيَ شَجَرَة الزَّقُّوم قَالَ لِإِجمَاعِ الحُجَّة مِن أَهل التَّأوِيل عَلَى ذَلِكَ أَي فِي الرُّؤيَا وَالشَّجَرَة وَقَوله " وَنُخَوِّفهُم " أَي الكُفَّار بِالوَعِيدِ وَالعَذَاب وَالنَّكَال " فَمَا يَزِيدهُم إِلَّا طُغيَانًا كَبِيرًا " أَي تَمَادِيًا فِيمَا هُم فِيهِ مِن الكُفر وَالضَّلَال وَذَلِكَ مِن خِذلَان اللَّه لَهُم . على كل كنت اتمنى ان اجد جوابا مقنعا ولكن للاسف لم نجد بانتظار جوابكم حتى ننظر فيه


الأخ عثمان المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انما تحكم بما يميل قلبك اليه من الدفاع عن ظلمة اولاد الحكم فلذا تستند في قولك الى الذين رجحوا القول بان الشجرة الملعونة في القران هي شجرة الزقوم مع اننا ايضا نقول بان المراد منها كلاهما أي شجرة الزقوم وبنو امية حيث ورد ما يشير الى ذلك من طرقنا الى الائمة الهداة الاثني عشر(عليهم السلام) الذين قال عنهم النبي (صلى الله عليه واله) يكون بعدي اثنا عشر خليفة ،امير ، امام، على اختلاف التعابير وكلهم من قريش ويكون الاسلام عزيزا ما دام واحد منهم باق على الارض وهو اخبر عنهم واحدا واحدا عندنا وقال صريحا (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية) . ثم لماذا رجحتم قول الطبري في نقله بان الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم ولم ترجحوا قول عائشة ام المؤمنين والصديقة عندكم وهل قالت لمروان كذبا وزورا؟ اليس سعيد بن مسيب من كبار التابعين عندكم فلماذا لم ترجحوا قوله ونقله؟ والطبري لم يكن تابعيا وقد اودع في كتابيه التفسير والتاريخ كل غث وسمين . ثم ما هي الغرائب والعجائب التي رأها النبي (صلى الله عليه واله) في مسيره الى بيت المقدس غير رهط من كفار قريش الذين كانوا يرجعون من الشام ؟ بل المعجزات والكرامات التي رأها النبي (صلى الله عليه واله) عندما كان في السماء حيث رأى الانبياء كلهم وشاهد ملكوت السموات وسدرة المنتهى وغيرها من المشاهد نعم ان النبي (صلى الله عليه واله) قد بين ما رأى في سفره الى البيت المقدس وهذه الرؤية البصرية العادية قد تحققت عند الكفار صدقها وان لم يقبلوها عنادا وهذا امر عادي وكان النبي (صلى الله عليه واله) اخبر عن القربة التي شرب منها الماء وقلبها على وجهها وهل كانت هذه الرؤية العادية من الفتنة التي اختبر بها الناس ام الفتن التي قد اثارها حكام وطغاة بني امية في ازمانهم وعهد حكومتهم كما ذكر كل هذا الالوسي في تفسيره . انت تنقل عن الطبري وابن كثير فلماذا لا تنقل عن الذين ذكروا بكونهم الشجرة الملعونة وهذا امامكم الامام الشوكاني يذكر روايات عديدة بان الشجرة الملعونة هم بنو امية وان كان يفند ما ذكره من الارسال في بعض اسانيد هذه الروايات ويظهر ولائه من بني امية ويحذو حذو ابن كثير الدمشقي يقول (وقد تعارضت هذه الاسباب ولم يمكن الجمع بينها فالواجب المصير الى الترجيح والراجح كثرة وصحة هو كون سبب هذه الاية قصة الاسراء فيتعين ذلك) . نحن نسأل الشوكاني انت ذكرت عدة روايات تعبر وتبين بان الشجرة الملعونة هم بنو امية ثم تحميهم بقولك هذا وهل هذا الا تحيزا لبني امية مع انك قد ذكرت (واخرج ابن مردويه عن عائشة انها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لابيك وجدك انكم الشجرة الملعونة في القران) . ثم يقول الشوكاني (وفي هذا نكارة لقولها : يقول لابيك وجدك ولعل جد مروان لم يدرك زمن النبوة) يا شوكاني هل يمكن الرد بلعل اليست الرواية صريحة بقول ام المؤمنين بان النبي (صلى الله عليه واله) قال ذلك. وان كان القول يثبت بلعل فلماذا لا تقول ولعل احد من الرواة اضاف في الرواية (وجدك) ونحن حققنا بان النبي (صلى الله عليه واله) قال للحكم ومروان في بطن امه ما قال وانتم كل ما ورد من مثالب بني امية تنكرونها بهذه التاويلات الباردة كما فعل الشوكاني في بعض الروايات بانها مرسلة وفي بعضها بقوله لعل ... المزید.. ثم رجح ما يميل اليه بقوله (وقد حكى ابن الكثير عن الطبري اجماع الحجة من اهل التاويل على ذلك في الرؤيا وفي تفسير الشجرة وانها شجرة الزقوم فلا اعتبار بغيرهم معهم) ونحن نقول للشوكاني اين الاجماع مع مخالفة كثير من العلماء والرواة وام المؤمنين وسعيد بن مسيب وسهل بن سعد وابن عمر والحسين بن علي (عليه السلام) وغيرهم من الرواة لهذه الروايات البيانية ومضافا الى ذلك : يا ابن كثير ويا طبري من هم اهل التاويل لماذا لم تذكر اسماءهم حتى نتعرف على دينهم وديدنهم في اقوالهم وتاويلاتهم في هذه الاية ؟ ثم لماذا لا يستند الى كلام الالوسي في تفسيره روح المعاني حيث يقول بعد نقل الروايات العديدة (وبذلك فسره ابن المسيب وكان هذا بالنسبة الى خلفائهم الذين فعلوا ما فعلوا وعدلوا عن سنن الحق وما عدلوا وما بعده بالنسبة الى ما عدا خلفائهم منهم ممن كان عندهم عاملا والخبائث عاملا اوممن كان من اعوانهم كيفما كان ويحتمل ان يكون المراد ما جعلنا خلافتهم وما جعلناهم هم انفسهم الا فتنة وفيه من المبالغة في ذمهم ما فيه وجعل ضمير تخوفهم على هذا لما كان له اولا او للشجرة باعتبار ان المراد بها بنو امية ولعنهم لما صدر منهم من استباحة الدماء المعصومة والفروج المحصنة واخذ الاموال من غير حلها ومنع الحقوق عن اهلها وتبديل الاحكام والحكم بغير ما انزل الله على نبيه الى غير ذلك من القبائح العظام والمخازي الجسام التي لا تكاد تنسى ما دامت الليالي والايام وجاء لعنهم في القران اما على الخصوص كما زعمته الشيعة او على العموم كما نقول) . فهذا الالوسي يصرح باننا نحن الشيعة نلعن بني امية على الخصوص وانتم تلعنونهم على العموم وهل يلعن الا من هو مستحق اللعنة وفضائح وقبائح بني امية لا تكاد تنسى ما دامت الايام والليالي كما قال الالوسي . مع ذلك لا يطيب قلب الالوسي ولا يرضى بلعن بني امية فيظهر ذبه ودفاعه عن الظلمة والطغاة من ال الحكم بقوله (لا يخفى ان تفسر الاية بما ذكر غير ظاهر الملائمة للسياق والله تعالى اعلم بصحة الاحاديث) ونحن نعرف مشكلة الالوسي وغيره من ابناء العامة كيف يحكمون عندما يصلون الى الروايات المادحة لاهل البيت (عليهم السلام) والروايات الذامة لاعدائهم راجع في هذا الامر الى كتاب العتب الجميل على اهل الجرح والتعديل للسيد محمد بن عقيل الحضرمي الشافعي . وكذا لماذا لا تستند الى تفسير ابن الجوزي زاد المسير الذي يقول فيه (في هذه الرؤيا قولان .. والثاني انه رأى بني امية على المنابر فسائه ذلك فقيل له انها الدنيا يعطونها فسرى عنه فالفتنة هاهنا البلاء رواه علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب) ولكن قلب ابن الجوزي ايضا يزعزعه من النقل لمثل هكذا روايات في بني امية ولم يتحمل ما ذكره سعيد وغيره فلذا يقول اعتباطا (وان كان مثل هذا لا يصح ولكن قد ذكره عامة المفسرين) نحن نسأله يا ابن الجوزي لماذا لا يصح مثل هذا مع ذكر عامة المفسرين وهل يمكن الحكم بعدم صحة شيء اعتباطا لماذا لا تذكر وجه حكمك بعدم الصحة ؟ ونحن ندري لماذا تحكم بعدم الصحة لان قلبك لا يرضى بلعن من لعنه القران والرسول الاعظم واهل البيت واحباء اهل البيت من الشيعة والسنة فنقول لك يا ابن الجوزي : مشكلتك انك من الذين تحمون وتذبون عن الطغام من اهل الشام وبني امية وال الحكم اولاد الوزغ كما عبر عنه النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) . لم ندع أي شيء بلا تحقيق وقد قلنا ان هذه النظرية لم تأت من الشيعة بل قبل الف سنة او اكثر كان الناس يعترفون ويذعنون بان الشجرة الملعونة هم بنو امية ولكن علماءكم المتاخرون والمتعصبون ينكرون هذه الحقيقة والعوام تبعا لهم مع ان هذا القول جاء وورد في العديد من الكتب التفسيرية والتاريخية عندنا وعندكم . والمعتضد العباسي من حكام اهل السنة وليس هو اول من لعن بني امية بل قبله بكثير قد لعن بني امية على لسان كثير من الصحابة والتابعين وها نحن الامامية نلعنهم قاطبة وهم كلهم فساق وظلمة وليس بعضهم كما اعترفت انت ولا تستطيع الدفاع عنهم الا ان تخرج من زمرة الصالحين فان بني امية كما جاء في زيارة عاشوراء الثابتة عندنا سندها قد لعنوا على لسان الامام المعصوم والعبد الصالح ولا يجوز اللعن عندنا وعندكم غير المستحق من الفساق والظلمة فعلى هذا يثبت فسقهم جميعا وعلى اقل التقدير حكامهم الذين كانوا ينزون على منبر رسول الله (صلى الله عليه واله) وفعلوا ما فعلوا كما ذكرنا عن الالوسي في تفسيره . وهذا امامكم الذي تفتخرون به الامام الكبير الفخر الرازي يقول في تفسير هذه الاية (القول الثاني قال ابن عباس الشجرة بنو امية) ثم يذكر القصة ويحاول ان لا يكون هذا القول من الصحة في شيء ذابا عن بني امية يقول (قال الواحدي : هذه القصة كانت بالمدينة والسورة مكية فيبعد هذا التفسير الا ان يقال هذه الاية مدنية ولم يقل به احد) ونحن نقول لماذا يحاول الفخر الرازي بتكذيب القصة مع ان ابن الجوزي وغيره قال : هي مكية في قول الجماعة الا ان بعضهم يقول : فيها مدني ومضافا الى ذلك نقول ان الفخر الرازي نفسه اول في القول الثالث من تفسيره الرؤيا وقال(القول الثالث: قال سعيد بن المسيب رأى رسول الله بني امية ينزون على منبره نزو القردة فسائه ذلك وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء والاشكال المذكور (في القول الاول والثاني) عائدة فيه لان هذه الاية مكية وما كان لرسول الله بمكة منبر ، ويمكن ان يجاب عنه بانه لا يبعد ان يرى بمكة ان له بالمدينة منبرا يتداوله بنو امية). ولكن مع كل ذلك يقول الفخر الرازي في القول الثاني في تفسير الشجرة الملعونة (ومما يؤكد هذا التاويل قول عائشة لمروان: لعن الله اباك وانت في صلبه فانت بعض من لعنه الله) . هذا مجمل التفسير عندكم ولماذا تصر على مناقشة ما فعله المعتضد العباسي وقد ذكر هذا الامر في التفسير والتاريخ قبل انعقاد نطفة المعتضد في قرار امه وقد ذكرنا واشرنا الى الذين ذكروا هذا القول وهذا التفسير حتى قبل وجود الطبري ايضا . وانت تسئل هل هناك اجماع على هذا القول وهل الروايات الواردة من هذا القول صحيحة ومجمع عليها ؟ فنقول : اما عندنا فالرواية معتبرة فقد ذكر علماءنا باسانيدهم عن الائمة الطاهرين (عليهم السلام) الذين هم حجج الله على الناس اجمعين سواء امنوا بهم او لم يؤمنوا اولهم سيد العترة الطاهرة الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) واخرهم قائمهم امام هذا الزمان وحجة الارض اليوم ولولاه لساخت الارض باهلها . وهو الامام الثاني عشر الحجة ابن الحسن العسكري (عليه السلام) وعجل الله فرجه الشريف . واما عندكم فقد ضعف اهل الجرح والتعديل من علمائكم رجال سند هذا الحديث ومع ذلك اخرج هذا القول اكثر المفسرين عندكم وقالوا بان الشجرة الملعونة هي بنو امية . وما ذكرنا من كتبنا وعن علماءنا في هذا الباب فليس هو من باب الالزام عليكم بل ما ذكرناه تأييدا او تذكيرا لما ورد عندكم في لعن بني امية واشرنا فيها بان هذه اللعنة عليهم ليست ما جاء بها الشيعة بعد اربعة عشرقرنا بل هذه الامور كانت موجودة ومفروغ عنها عن القيل والقال فيها ولكن لم يسمح قلوب احباء بني امية الا الذب عنهم والنكاية في القصة حتى لا يبقى مجال للعن على بني امية حيث يقولون ان هذه القصة والشجرة والرؤيا كلها تتعلق بليلة الاسراء مع ان الطبري وكذا غيره قالوا الاسراء كان من مكة الى بيت المقدس ثم منه الى السماء ويقولون في كتبهم بان النكارة والسخرية كانت من ابي جهل والمشركين ولم يكن هذا الاسراء في المدينة راجع تفسير الطبري . ومع كل ذلك نقول : ان الشجرة الملعونة في القرآن هم بنو امية بحيث لا يتردد ذو مسكة فيه الا الشواذ الذين يميلون مع ريح بني امية ولا تطيب انفسهم بلعنهم سرا وعلانية مع انهم كانوا يلعنون على منابرهم قرابة ثمانين سنة الامام عليا (عليه السلام) واولاده الطاهرين مع انهم كانوا يعرفون ويعترفون ان الامام عليا (عليه السلام) من الصحابة الاجلاء بل من العترة الهادية وخليفة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) واول من اسس هذا الاساس هو رئيس بني امية الطاغية معاوية بن ابي سفيان الصحابي الكاتب للوحي عندكم . يااخي انتم تروون : اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم . فها نحن نقتدي بامير المؤمنين علي بن ابي طالب ونلعن بني امية وانت حر في الاقتداء بمعاوية وفي اللعن على سيد المسلمين امير المؤمنين علي (عليه السلام) (معاذ الله من ذلك) فهذا نجم وذاك نجم وكلاهما امام ومقتدى قائد فاقتد بمن شئت منهما . ودمتم في رعاية الله

2