السیاسات و الشروط
ماعرف ( 22 سنة ) - أوكرانيا
منذ 3 سنوات

اشكاليات فكرية

السلام عليكم سؤالي هل الله كتب كل شيء قبل الخليقة كيف الله يحاسبنا على شيء هو كتبه لنا وقدر الاقدار علينا وخلق الشيطان وكتب عليه ان يضلنا ويضل آدم وكيف يقتل الطفل في قصة الخضر عليه


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام رحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب اسئلتكم كثيرة وطويلة فارجو ان يسع صدركم للقراءة السؤال الأول: ان الله عز وجل يعلم بكل ما كان ويكون الى ما شاء ربنا وقد دلت الايات على علم الباري الغيبي وانه لا يغيب عنه شيء كقوله تعالى : ((عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ)) (سبأ:3) وقوله تعالى: ((وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ)) (المائدة:59) وقوله تعالى: ((يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)) (الرعد:39) فهذه الايات وغيرها تبين ان الله تعالى عالم يعلم بكل ما كان ويكون وهو موجود في ام الكتاب. السؤال الثاني كيف يحاسبنا الله على شيء هو كتبه لنا وقدر الاقدار علينا؟ ان علم الله تعالى بما كان ويكون لا يعني اننا مجبرون على عملنا فان العلم لا يتنافى مع الاختيار ونذكر لكم ذلك مثالا يقرب الفكرة هناك مدرسة وفيها أستاذ مقتدر وخبير بطلبته وقد خبر حال الطلبة وسالناه عن الطلبة فقال لنا ان عليا سوف يجتاز الامتحان بدرجة امتياز وان زيدا سوف يجتاز الامتحان بدرجة جيد جدا وان خالدا سوف يجتاز الامتحان بدرجة جيد وان بكرا لن يجتاز الاختبار أصلا وفعلا جاء يوم الاختبار وما قاله الأستاذ كان مطابقا للنتائج التي تحققت من الطلبة وسؤالنا هنا ان الطلبة عندما دخلوا الاختبار هل كانوا مجبرين على الإجابة بحيث كان علي مجبرا ان يختار الأجوبة النموذجية وبكر كان مجبرا على اختيار الأجوبة الضعيفة ام ان كل الطلبة اجتازوا الامتحان بمحض اختيارهم وبمقدار مستوياتهم ومن هنا نعلم ان علم الأستاذ المحنك بطلبته ومستوياتهم وما سوف يختارون بالامتحان لا يعني ان الطلبة مجبورون على اختيارهم وهكذا الحال مع الفارق الكبير بين الحالين فان علم الله تعالى بعباده وما سوف يختارونه تبعا لقدراتهم وطاقاتهم لا يعني ان العباد مجبورون على افعالهم بل الاختيار باق على حاله بل اكثر من ذلك الله عز وجل اعطى وسائل مساعدة للناس كي يجتازوا الاختبار بان بعث لهم الأنبياء والرسل وجعل الائمة حتى ياخذوا بيدهم الى بر الأمان واكثر من هذا قال لهم ان الحسنة باضعاف مضاعفة والسيئة بمثلها حتى يقوى عامل النجاح عندهم واكثر من ذلك قال من يذنب ويتوب فاني اتجاوز عن اخطائه واغفر له بل اكثر من ذلك قال لهم حتى من يذنب ولا يتوب فان رحمتي وسعت كل شيء واكثر من ذلك قال من يذنب ولا يتوب وياتي يوم القيامة قد سود صحيفة اعماله فان شفع له شافع فاني اتجاوز عن ذنبه فهذه الأمور كلها لاجل ان يساعد العباد على تجاوز الاختبارات وما هي الا رحمة بنا وهو ارحم الراحمين. السؤال الثالث: خلق الشيطان وكتب عليه ان يضلنا ويضل ادم؟ الجواب ان الله تعالى خلق الخلق جميعا رحمة بهم ونعمة منه عليهم ومن هذا الخلق هو ابليس وقد عبد الله عبادة حتى ظنته الملائكة انه من الملائكة مما يعني انه كان يعبد الله عبادة بمستوى عال ورفيع وهذا شيء بحد نفسه إيجابي وليس فيه شيء ولكن عندما اختبره في حب الانا ما قدر ان يتجاوز الانانية المقيتة وتكبر على امر الله وعلى خليفته فعندما اخفق في الامتحان والاختبار كان جزاؤه ان يخرج من المقام الذي كان فيه فاخرجه من الجنة وطلب من الله ان يمهله الى يوم يبعثون والله عز وجل امهله الى يوم الوقت المعلوم فان الله عز وجل لا يضيع اجر عامل وهو كان يطيع الله فاخره تعالى وطلب منه ان يمكنه من الوسوسة في قلوب الناس وما اعطى لابليس شيئا الا اعطى لادم ما يتغلب به عليه فقد ورد في الروايات هذا المعنى فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (لما اعطى الله تبارك وتعالى إبليس ما أعطاه من القوة قال آدم يا رب سلطته على ولدي وأجريته مجرى الدم في العروق وأعطيته ما أعطيته فما لي ولولدي ؟ فقال لك ولولدك السيئة بواحدة والحسنة بعشرة أمثالها قال يا رب زدني قال التوبة مبسوطة إلى حين يبلغ النفس الحلقوم فقال يا رب زدني قال اغفر ولا أبالي قال حسبي) (تفسير القمي، علي بن ابراهي القمي، ج2/ص42) فالله تعالى لا يمكن ان يظلم أحدا فالانسان له القدرة على التغلب على الشيطان ووساوسه ونزغه وليس للشيطان سلطان على الناس الا انه دعاهم فاستجابوا له وحال الشيطان حال الصاحب السيء الذي يجر صاحبه الى الهاوية او النفس الامارة بالسوء فعلى الانسان ان يكون متمسكا بدينه ويقظا في محاربة اعدائه والعقل الذي أعطاه الله للإنسان يقدر به ان حكمه في حياته ان يتغلب على كل اعدائه وان اخفق لا يسقط وانما يقوم ويواصل وهكذا هي الدنيا مصاعب لاجل الرقي والارتقاء الى اعلى المراتب وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا السؤال الرابع: كيف يقتل الطفل في قصة الخضر عليه السلام؟ قبل الجواب اريد ان اذكر لكم قضية نجعلها منهجا في حياتنا وهي ان الله تعالى حكيم الى ابعد ما يمكن ان نتصوره من الحكمة وانه عالم بكل دقائق الأمور فلا تخفى عليه خافية وانه تعالى غني ولا يحتاج الى شيء من خلقه فالله تعالى الحكيم والعليم والغني اذا امر بشيء فلا يمكن ان يكون فيه ظلم لان الظلم يأتي من عدم الحكمة او من الجهل او من الحاجة فاي شيء يرد في القران الكريم او الروايات الصحيحة لا نفقهه ولا نعلم وجهه فاننا بالتسليم لله تعالى نقول اننا لم نقدر ان نعي وجه الحكمة في هذا الامر الثابت في القران مثلا. اما الجواب فانقل لكم ما أجاب به مركز الأبحاث العقائدية وفيه الكفاية ان شاء الله. (ليس من قبيل القصاص قبل الجناية أو العقوبة قبل صدور الذنب، ولكنه من قبيل سبق العناية الإلهية مكافئة على استقامة الانسان فيبعد عنه السوء بنتيجة اعماله الطيبة. أما مصير هذا المقتول فلم تتعرض له الآية حتى يقال هذا خلاف العدل. والملاحظ هو أن الآية ناظرة لحال والديه وليست ناظره لكفره لوحده حتى يقال لماذا لم يمهل، فمن سأل عن مهلته يجب من باب الانصاف أن يسأل عن كرامة والديه عند الخالق سبحانه. وإذا كان الخالق سيأخذه بحادث مروري مثلا، فقد استوى الأمر، انما لم يظهر لك، فهل اذا ظهر لك فعل الهي اعترضت عليه لمحض الجهل؟ لماذا لا يستفيد المعترض أنه من بيان قبح الظلم وقباحة مقابلة الاحسان بالإساءة بحيث يكون قتل غلام على نفور الطباع منه أهون بشاعة من نشر الظلم والطغيان على الوالدين. فمن العجيب أن ينفر من الأول ويجهل قباحة ما حذر منه القرآن في الثاني فلا يرى فيه شيئا يهز كيانه وهذا يذكرنا بقوله تعالى: (( وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسطَ )) (الأنبياء:47) فنحن لا نعلم حقيقة الأشياء بل الخالق يدلنا عليها. والمعيب هو الظلم أما إذا صدر الفعل بغير ظلم فليس بمعيب وان غاب عنا حقيقته او غاب عنا فهم حقيقته، إذ العقل لا يقول بإستحالة أن يكون هناك شيء يجعل ما ظاهره قبيح حسن في الواقع وجميل، فكيف إذا علم الإنسان أنه أمر من أعطانا الفطرة ووهبنا العقل سبحانه وتعالى (( وَلَا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )) (الكهف:49)، فالشيء إذا لم يكن مستحيلا وثبتت نسبته اليه سبحانه علمنا انه الحق ولو كرهته انفسنا) انتهى. ويمكن ان نضيف ان لله تعالى الحاكمية على العباد والحياة التي أعطاها لعباده هي نعمة منه وهو صاحب الفضل فيها علينا فاذا رأى الباري عز وجل ان المصلحة لعباده تقتضي ان يعدم الحياة عند بعض فان الامر له والنعمة منه يفعل مايشاء وليس في هذا ظلم لاحد فان هذا الغلام استشعرتم صعوبة الامر عندما قتله الخضر ولكن لو قلنا لكم انه مات غريقا او سقط عليه الحائط فمات فان الكلمة التي تذكر في هكذا حالات قضاء الله وقدره ذهب لدار حقه وانتهى اجله فهذا هو عينه لابد ان نقوله عندما نسمع ان الخضر احد العباد الصالحين الذي علمه الله تعالى علما استطاع ان تنكشف له به حال الصبي وان ما سوف يوصل له في حال نفسه وحال ابويه موته اصلح من بقائه فشاء الله عز وجل وهو الحاكم فوق عباده ان يسلب نعمته من هذا الطفل والامر ليس من قبيل العقوبة قبل الجناية حتى يقال بقبحه بل الامر يرجع الى حاكيمة الباري وهو يحكم مايشاء ويقدر. اعتذر من الاطالة لكن اسئلتكم كانت كثير وذات شعب طويلة ولعلي اختصرت في بعض الزوايا ومع ذلك وقعت فيما لم ارده من الاطالة عليكم اسال الله ان يكون فيما ذكرته لكم نفع. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

4