( 14 سنة ) - السعودية
منذ 3 سنوات

الصبر

لا ينال الصابر اجر الصبر والرضا الا اذا ابتغى بذلك وجه الله؟؟


بسم الله الرحمن الرحيم أمر الله تعالى المؤمنين بالصبر كما جاء في القرآن الكريم في الكثير من الآيات التي تحث عليه منها قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾سورة آل عمران، الآية: 200 فكل عمل يقوم به المؤمن اذا لم يكن قربة الى الله تعالى لم يكن له المبتغى من ذلك العمل . واساس الدين الصبر .لان الصبر صبران صبرٌ على طاعة الله واوامره وصبر عن المعصية التي نهى الله عنها .وهذا هو حقيقة الايمان. وكما ورد عن امير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: "أيها الناس عليكم بالصبر فإنه لا دين لمن لا صبر له" اما كيف يكون الصبر؟ سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جبرائيل عليه السلام: "يا جبرائيل فما تفسير الصبر؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء، وفي الفاقة كما تصبر في الغناء، وفي البلاء كما تصبر في العافية فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء" للصبر آثار جليلة وبركات عظيمة منها ما في هذه الحياة عاجلاً، ومنها ما يظهر في العالم الآخر آجلاً، وهي كثيرة، منها: معونة الله عز وجل للصابر قال الله تعالى في محكم كتابه: "إن اللَّه مع الصابرين"20، حيث أن الله عز وجل يكون مع الصابر يساعده ويمدّه بالعون، فتكون القدرة الإلهية معه. استحقاق الرحمة الإلاهية قال الله سبحانه وتعالى الذكر الحكيم: "﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَة قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَات مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَة وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾21، فالصابرون الذين يعيشون حالة ذكر الله عز وجل والاتكال عليه عز شأنه والرجوع إليه، يبّشرهم الله سبحانه وتعالى بالرحمة الإلهية لهم وأنهم على طريق الهداية الدائم. النصر والغلبة قال الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَة يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْم لاَّ يَفْقَهُونَ﴾22، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "إن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا". فالمجاهد لشهوات نفسه التي يبغضها الله عز وجل أو لعدوه الخارجي متسلحاً بسلاح الصبر والعزم والإرادة ففي نهاية المواجهة سيكون منتصراً حتماً. والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين