logo-img
السیاسات و الشروط
Mustafa Dhare ( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تعامل النبي محمد ص مع الخطأ

السلام عليكم كيف يتعامل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما يره خطأ من أحد الاشخاص وكيف كان يمنعه او ينصحه؟


نذكر لكم بعض الايات الكريمة مع الأحاديث الشريفة عن النبي محمد صلى الله عليه واله وعن أهل البيت عليهم السلام في كيفية التعامل مع الناس … قال الله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ لمعرفة الشخصيّة الأخلاقيّة المطلوبة في التعامل مع الآخرين نعرض عناوين خمسة تتوزَّع بين الناس أثناء تعاملهم مع الآخرين، وهي: ١-الفظاظة إنّ بعض الناس يتّصفون بالغلاظة والشدّة والفظاظة والخشونة في تعاملهم، بما يُسبِّب نفور الناس منهم، والآية السابقة توضِّح ذلك بشكل جليّ. فلو كان النبيّ فظًّا غليظ القلب، لانفضَّ المسلمون من حوله، وَلَمَا تمكَّن من نشر دعوة الإسلام فيهم. ٢-المداهنة وفي مقابل الفظاظة، نلاحظ أنّ بعض الناس يتصرّفون مع الآخرين بمسايرة تصل إلى حدّ المداهنة التي أكَّدت بعض النصوص سلبيَّتها، وسوء فاعلها، فعن الإمام عليّ عليه السلام: "شرُّ اخوانك من داهنك في نفسك، وساترك عيبك" وعن الإمام الباقر عليه السلام: "أوحى الله عزّ وجلّ إلى شعيب عليه السلام: إنّي معذّب من قومك مائة ألف، أربعين ألفًا من شرارهم، وستّين ألفاً من خيارهم، فقال عليه السلام: يا ربّ، هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: داهَنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي" ٣-التملّق وما يشترك مع المداهنة في سوء التعامل السيِّىء، هو التملّق الذي عرّفه الإمام عليّ عليه السلام بقوله: "الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق"4. وقد وردت أحاديث عديدة في النهي عنه، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّما يحبّك من لا يتملّقك"5، وعنه عليه السلام: "ليس من أخلاق المؤمن التملّق" وقد أوضح الإمام عليّ عليه السلام الأثر السلبيّ الذي يُحدِثه التملّق في الشخص المتملَّق له، فعنه عليه السلام: "كثرة الثناء ملق، يحدث الزهوّ ويدني من الغرّة" ٤-الفطنة المقصود من الفطنة الذكاء الحادّ والنباهة الشديدة مقابل الغفلة، فالمغفَّل في اللغة مَنْ لا فطنة له ومن الواضح أنّ اتّصاف الإنسان بالفطنة أمر جيّد ومستحسن، إنّما الكلام في حسن الفطنة في كلّ الأمور، فهل من الأفضل للإنسان أن يكون ذا فطنة ودقّة ونباهة في جميع أنحاء علاقاته مع الآخرين؟ من الواضح أنّ التعامل مع الآخرين بحدَّة ودقَّة في جميع المجالات هو أمر متعب لكلا الطرفين، لذا وردت عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام النصيحة بإعطاء هامش للتغافل، والتسامح في العلاقة بالناس، فعن الإمام الباقر عليه السلام في وصيَّته: "واعلم، يا بنيّ، أنَّ صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين: إصلاح شأن المعاش ملء مكيال ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل" وقد أظهر الإمام الصادق عليه السلام المضمون نفسه في قوله عليه السلام: "صلاح حال التعايش والتعاشر ملء مكيال، ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل" وبما أنّ العلاقة الزوجيّة هي من أكثر العلاقات التصاقًا مثلا ، فقد وردت حكمةٌ، لعلّها مستقاة من الحديث المتقدّم تقول: "الزواج مكيالُ ثلثه فطنة، وثلثاه تغافل". إذًا الفطنة وإن كانت قد تحصل من دون فظاظة، وأيضًا هي مقابل التملّق والمداهنة، إلاّ أنّ الإسلام وضع العناوين الأربعة في خانة السلب المطلق أو النسبيّ، كما نلاحظ ممّا سبق، ودعا إلى عنوان خامس هو المداراة. ٥-المداراة إنّ المداراة المطلوبة في الإسلام، والمدعوّ إليها هي المسايرة التي لا تتجاوز الحقّ، وإلاّ فإنّها تتحوّل إلى المداهنة المبغوضة، وهذا ما أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وآله : "رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حقّ" فإنْ وقفت عند حدود الحقّ كانت رأس العقل، وعنوانه، كما في الحديث الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "عنوان العقل مدارة الناس" وكانت زميلة الفرائض في الأمر الإلهيّ، فعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله : "أمرني ربّي بمداراة الناس، كما أمرني بأداء الفرائض"

2