logo-img
السیاسات و الشروط
( 18 سنة ) - الكويت
منذ سنة

صحة الدعاء

(وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني)، من دعاء الإمام الكاظم (عليه السلام) أثناء السجود ذات مرة. ما صحة هذا الكلام؟ وفي أي مصدر ورد؟ وكيف للإمام إن يقول ذلك؟


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب نُجيب عن سؤالكم بعدة نقاط: النقطة الاولى: إنّ الدعاء المذكور قد جاء في كتاب الكافي، الشيخ الكليني، ج٣، الصفحة ٣٢٦ 19 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن محمد بن سليمان، عن أبيه قال: خرجت مع أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) إلى بعض أمواله فقام إلى صلاة الظهر فلما فرغ خر لله ساجداً فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه "رب عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لأخرستني وعصيتك ببصري ولو شئت وعزتك لأكمهتني وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لأصممتني وعصيتك بيدي ولو شئت وعزتك لكنعتني وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني وعصيتك بفرجي ... المزید". النقطة الثانية : إنّ المعصوم (عليه السلام) كان يَعتبر نفسه مُقصراً أمام الله (عزَّ وجلَّ)، مهما فعل من الطاعات والعبادات ومهما طبق مصاديقها فإنه يعتبر نفسه مُقصراً ولذلك فهو حينما يقف بين يدي الله تبارك وتعالى، فإنه يقوم مقام العبد المسيئ الذي لم يفعل من الطاعات سوى القليل. كذلك النبي )صلى الله عليه وآله) فهو سيد الخلق وهو سيد الجنة وهو صاحب ذلك المقام "قاب قوسين أو أدنى" ،فإنه مع وصوله لتلك الدرجة التي لم يصلها مخلوق غيره، يعتبر نفسه مُقصراً أمام الذات الالهية، فهو يستغفر ربه ليلاً ونهاراً، هذا وقد بيّن الامام المعصوم (عليه السلام) بسندٍ معتبر رواه الكليني أنّ النبي كان يستغفر الله من غير ذنب ج 2 - ص 449ح1 :((محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير قال: سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله (عزَّ وجلَّ): " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " فقال هو: "ويعفو عن كثير" قال: قلت: ليس هذا أردت أرأيت ما أصاب علياً وأشباهه من أهل بيته (عليهم السلام) من ذلك؟ فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب)). النقطة الثالثة : إنّ قول الامام المعصوم (عليه السلام): "رب عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لاخرستني وعصيتك ببصري ولو شئت وعزتك لاكمهتني وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لاصممتني وعصيتك بيدي ولو شئت وعزتك لكنعتني وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها عليَّ وليس هذا جزاؤك مني" يُعتبر من مصاديق الاستغفار وقد بيّن الإمام (عليه السلام) أنّ المعصوم إذا استغفر الله لا يعني أنه أرتكب الذنب والعياذ بالله. فلا تلازم بين الاستغفار وبين وقوع الذنب في حال المعصوم لانه معصوم (عليه السلام). وقد ثبت بسندٍ صحيح رواه الكليني في الكافي أنّ الامام لا تقع منه مثل هذه الذنوب والعياذ بالله، والتي لا تليق الا بالشيطان وهي الفواحش ج 1 - ص 203 – 205ح2 : "محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة (عليهم السلام) وصفاتهم: ........ (( مصروفاً عنه قوارف السوء، مبرءاً من العاهات، محجوباً عن الآفات، معصوماً من الزلات، مصوناً عن الفواحش كلها، معروفاً بالحلم والبر في يفاعه، منسوباً إلى العفاف والعلم .......الخ. (منقول بتصرف) ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه

2