السلام عليكم أنا مثل أغلب أقراني أدرس واخرج وأدخل و ليَّ أفكاري لكن لا اعلم إن كانت تصيب أم تخطأ، أعرف امي أوعى مني وأعرف مني بمصلحتي وتساعدني ومتحملتني ومتحملة تقلباتي وأفكاري المغلوطة بس لمن أحجي وياها تنقهر بسببي يعني اكوللها مستقبلاً هيج وهيج أسوي صح تصحح الخطة بس تنقهر زين أنا شلون أعرف كلامي صح وياها لو غلط انا هواي مندفعة وعصبية زيادة زين شلون اصحح هالحالة لأن أؤذي نفسي والمحيط العايشة بيه وأرجع أتندم على كل كلام تكلمته .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الأسرة
ابنتي العزيزة ان مخالفة الوالدين التي تكون سبباً في حصول الاذى لهما بسبب شفقتهما على ولدهما من تصرف ما ، حرام حتى وان لم ينهَ الوالدان عن مثل ذلك التصرف .
فحينما نعرف ان فعلنا لشيء يسبب لهما او لاحدهما اذىً بسبب شفقتهما علينا فانه لايجوز لنا فعل ذلك الشيء حتى وان لم ينهيانا عن ذلك .
وفي بيانه لمعنى الاية المباركة ( وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً ) الاسراء ٢٤ يقول امامنا الصادق عليه السلام ( لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما )
فاذا اراد احدنا ان يناقش والديه في امر ما فعليه ان يراعي الهدوء والأدب في مناقشتهما، فلا يحدّ النظر إليهما ولا يرفع صوته فوق صوتهما فضلاً عن استخدام الكلمات الخشنة معهما.
وكذلك عليه ان لا يحدثهما بما يكون سبباً لأيلامهما و حزنهما .
نحن عندما نعرف المقام الذي اعطاه الله للوالدين نعرف كيف نتعامل معهما وحينها لن نحزنهما ولن نؤذيهما لان المؤمن يتحرى رضا الله تعالى ويحذر من غضبه وسخطه ويحاول ان لا يجعل نفسه عرضة للعقوبات الالهية وكلما استشعر المؤمن في نفس خوف الله ومراقبته كانت افعاله منضبطة وسلوكه مستقيم ، وحينما يريد ان يتعامل مع الوالدين يجعل بين يديه ما اوصى به الله تعالى من رعاية لمكانة الوالدين وحفظاً لحقهما فقد قال تعالى في كتابه الكريم ( وَ قَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً ) الاسراء ٢٣–٢٤ ، وقد جاء في تفسير الاية الكريمة عن الامام الصادق عليه السلام ( إن أضجراك فلا تقل لهما: أف، ولا تنهرهما إن ضرباك ) وفي بيانه لمعنى الاية الكريمة ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) قال عليه السلام ( لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما )
وقال الإمام أبو جعفر عليه السلام ( إنّ أبي نظر الى رجل ومعه ابنه يمشي والابن متكىء على ذراع الأب ، فما كلّمه أبي مقتاً حتى فارق الدنيا )
وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام ( من نظر الى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة )
وروي عن الإمام الباقر عليه السلام ( ثلاث لم يجعل الله عز وجل لأحد فيهن رخصة : أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين )
واعلمي أنّ للمعاشرة الحسنة مع الوالدين بركات وآثاراً في الدنيا والآخرة من حيث يحتسب المرء ومن حيث لا يحتسب، كما أنّ للمعاشرة السيّئة آثاراً سلبيّة سحيقة فيهما، فعلى المرء أن يحسن إليهما ويحذر عقوقهما .
وقد علمنا امامنا زين العابدين عليه السلام كيف تكون علاقتنا بالوالدين وما هو حقهما علينا فتأملي في دعاءه عليه السلام المروي في الصحيفة السجادية و الذي جاء فيه : ( اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السُّلْطَانِ الْعَسُوفِ ، وَ أَبَرُّهُمَا بِرَّ الْأُمِّ الرَّءُوفِ ، وَ اجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ وَ بِرِّي بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ ، وَ أَثْلَجَ لِصَدْرِي مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ ، حَتَّى أُوثِرَ عَلَى هَوَايَ هَوَاهُمَا ، وَ أُقَدِّمَ عَلَى رِضَايَ رِضَاهُمَا ، وَ أَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي وَ إِنْ قَلَّ، وَ أَسْتَقِلَّ بِرِّي بِهِمَا وَ إِنْ كَثُرَ .
اللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي ، وَ أَطِبْ لَهُمَا كَلَامِي ، وَ أَلِنْ لَهُمَا عَرِيكَتِي ، وَ اعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي ، وَ صَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً ، وَ عَلَيْهِمَا شَفِيقاً .
اللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي ، وَ أَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي ، وَ احْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي .
اللَّهُمَّ وَ مَا مَسَّهُمَا مِنِّي مِنْ أَذًى ، أَوْ خَلَصَ إِلَيْهِمَا عَنِّي مِنْ مَكْرُوهٍ ، أَوْ ضَاعَ قِبَلِي لَهُمَا مِنْ حَقٍّ ، فَاجْعَلْهُ حِطَّةً لِذُنُوبِهِمَا ، وَ عُلُوّاً فِي دَرَجَاتِهِمَا ، وَ زِيَادَةً فِي حَسَنَاتِهِمَا ، يَا مُبَدِّلَ السَّيِّئَاتِ بِأَضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ .
اللَّهُمَّ وَ مَا تَعَدَّيَا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ أَسْرَفَا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ فِعْلٍ ، أَوْ ضَيَّعَاهُ لِي مِنْ حَقٍّ ، أَوْ قَصَّرَا بِي عَنْهُ مِنْ وَاجِبٍ ، فَقَدْ وَهَبْتُهُ لَهُمَا ، وَ جُدْتُ بِهِ عَلَيْهِمَا وَ رَغِبْتُ إِلَيْكَ فِي وَضْعِ تَبِعَتِهِ عَنْهُمَا . فَإِنِّي لَا أَتَّهِمُهُمَا عَلَى نَفْسِي ، وَ لَا أَسْتَبْطِئُهُمَا فِي بِرِّي ، وَ لَا أَكْرَهُ مَا تَوَلَّيَاهُ مِنْ أَمْرِي يَا رَبِّ . فَهُمَا أَوْجَبُ حَقّاً عَلَيَّ ، وَ أَقْدَمُ إِحْسَاناً إِلَيَّ ، وَ أَعْظَمُ مِنَّةً لَدَيَّ مِنْ أَنْ أُقَاصَّهُمَا بِعَدْلٍ ، أَوْ أُجَازِيَهُمَا عَلَى مِثْلٍ . أَيْنَ إِذاً- يَا إِلَهِي- طُولُ شُغْلِهِمَا بِتَرْبِيَتِي! وَ أَيْنَ شِدَّةُ تَعَبِهِمَا فِي حِرَاسَتِي! وَ أَيْنَ إِقْتَارُهُمَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا لِلتَّوْسِعَةِ عَلَيَّ! هَيْهَاتَ مَا يَسْتَوْفِيَانِ مِنِّي حَقَّهُمَا ، وَ لَا أُدْرِكُ مَا يَجِبُ عَلَيَّ لَهُمَا ، وَ لَا أَنَا بِقَاضٍ وَظِيفَةَ خِدْمَتِهِمَا . فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ أَعِنِّي يَا خَيْرَ مَنِ اسْتُعِينَ بِهِ ، وَ وَفِّقْنِي يَا أَهْدَى مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ ، وَ لَا تَجْعَلْنِي فِي أَهْلِ الْعُقُوقِ لِلْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ يَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ .
وقد جاء في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام في ذكره لحق الوالدين ( أما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك وأنه لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك، ولا قوة إلا بالله ) وقال عليه السلام ( أما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، وأعطتك من ثمرة قلبها مالا يعطي أحد أحدا، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد، لتكون لها، فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه ) .
ثم ليجعل كل واحد منا نفسه في مقام ابيه وامه فيتصور انه هو الاب الذي انهكته الدنيا من اجل ان يوفر لاولاده مايستطيع من حياة كريمة وتتصور البنت انها هي الام التي حملت وعانت ايام الحمل الطويلة وعانت آلام الولادة ثم سهرت الليالي من اجل ان ترعى اولادها وتحسن تربيتهم وتعليمهم ، اذا تصورنا اننا نعيش هذا الجزء من حياة الوالدين فياترى ماذا يمكننا ان نتصور من معاملة تصدر من ابناءنا وبناتنا بعد ان يكبروا ؟! فكما نريد ان يعاملنا اولادنا بكل احترام فعلينا ان نعامل ابائنا وامهاتنا بكل احترام وتقدير .
وكذلك ان نتعامل مع الاخرين كما نحب ان يعاملونا فنحب لهم ما نحب لانفسنا ونكره لهم ما نكره لانفسنا ، وهكذا .
والعاقل عليه ان لا يكون متسرعاً في افعاله ولا حتى في اقواله بل عليه ان يكون متأنياً فيراجع كلماته قبل ان ينطق بها و يوزن افعاله قبل ان يوزنها له الاخرون ، وبذلك يقلل من نسبة الخطأ الذي يحتمل ان يصدر منه ، وبعد ذلك يحاسب نفسه في كل يوم وليلة ! ماذا فعلت وماذا قلت ؟ فيسأل نفسه ويحسبها كما يحاسب الشريك شريكه ، وهكذا فان عمل خيراً استزاد منه ، وان عمل سوءاً انتهى عنه. وهذه هي صفة العاقل الذي لا يريد لاخطاءه ان تتكرر ، و حتى لا يؤذي نفسه بها ولا يؤذي الاخرين من حوله . عصمنا الله واياكم في القول والعمل .
دمتم في رعاية الله وحفظه