الرياء لغة كلفظة مُتَأتِيَة من لفظة رأى ، والرِّئْي: ما رأت العين من حالٍ حسنٍ، وفعل ذلك رئاء النّاس، أي يفعل شيئاً ليراه الناس،ورآءيت الرجل مُرآة ورِياء: أي أريته أنّي على خلاف ما أنا عليه.
والرياء أصطلاحا هو طلب االمنزلة في قلوب الناس بإراءتهم خصال الخير.
أو هو فعل الخير أمام مرآى ومسمع من النّاس , لكسب الوجاهة لديهم وليشار إليه بالبنان من موقع المدح والثناء.
و جاء ذمُّ الرياء في القرآن الكريم في مواضع مختلفة وجميعها يدلل على قبح هذا الخلق وأنّه ممحق للأعمال وأنّه من صفات المنافقين منها قوله تعالى:
﴿إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾(142)فهذه الآية تبيّن أنّ الرياء هو من أفعال المنافقين.
تطرّقت الروايات للرياء وأولته أهمية كبيرة وعرّفته بأنّه من أخطر الذنوب منها:
عن رسول الله (ص): «إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يارسول الله؟ قال: الرياء».
وعن أمير المؤمنين(ع) : «إنّ أدنى الرياء شرك»
وعن النبي الأكرم (ص): «إنّ اللّه تعالى حرّم الجنة على كل مراءٍ»
كذلك بيّنت الروايات علامات المرائي :
عن الرسول الأكرم (ص): «أمّا علامات المرائي فأربعة:
يحرص على العمل لله إذا كان عنده أحد ويكسل إذا كان وحده،ويحرص في كل أمره على المحمدة،ويُحسِّن سِمَته بجُهدِه».
وينقسم الرياء إلى الأمور التالية:
الرياء في العقيدة: بإظهار الإيمان وإسرار الكفر، وهذا هو النفاق .
الرياء بالعبادة مع صحة العقيدة: وذلك بممارسة العبادات أمام ملأ الناس، مراءاة لهم، كالتظاهر بالصلاة، والصيام، والمرائي هنا أشد إثما من تارك العبادة، لاستخفافه بالله عزّ وجل، وتلبيسه على الناس.
الرياء بالأفعال : كالتظاهر بالخشوع، وتطويل اللحية، ووسم الجبهة بأثر السجود ... المزیدإلخ.
الرياء بالأقوال: كالمراء بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتذكير بالثواب والعقاب خداعا ومدجاة.
والشرك له معانٍ وأشكال عديدة نذكر منها:
الشرك في الذّات و الشركُ في الربوبية،والشركُ في العبادة والشرك الخفيّ الرياء، عن أبي عبد الله عليه السلام: "كلّ رياء شرك، إنّه من عمل للنّاس كان ثوابه على النّاس، ومن عمل لله، كان ثوابه على الله".
وعن الإمام الباقر عليه السلام: كان فيما وعظ به لقمان ابنه أنْ قال: "يا بُنيّ، لا تُرِ الناس أنّك تخشى الله وقلبك فاجر".
فكلُّ عملٍ صالح لا يُراد فيه الله تعالى فهو رياء، فالصلاة والصوم والزّكاة والحجّ والجهاد والأخلاق الحسنة والعقائد الحقّة والمواقف السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة العادلة ، ينبغي أنْ تكون لله ربِّ العالمين الكامل المطلق، لا للناس الضعفاء الّذين لا يملكون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً ولا حياة ولا موتاً ولا نشوراً.