احمد محمد - الكويت
منذ 4 سنوات

حول البداء

بسم الله الرحمن الرحيم ورد في الكافي الجزء الاول باب مولد النبي صلى الله عليه وآله  صفحة  447 : بعض أصحابنا, عن ابن جمهور, عن أبيه, عن ابن محبوب, عن ابن رئاب عن عبدالرحمن بن الحجاج, [و] عن محمد بن سنان, عن المفضل بن عمر جميعا, عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: يبعث عبدالمطلب امة وحده, عليه بهاء الملوك وسيماء الانبياء وذلك أنه أول من قال بالبداء, قال: وكان عبدالمطلب أرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى رعاته في إبل قد ندت له, فجمعها فأبطأ عليه فأخذ بحلقة باب الكعبة وجعل يقول: " يا رب أتهلك آلك إن تفعل فأمر ما بدا لك " فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالابل وقد وجه عبدالمطلب في كل طريق وفي كل شعب في طلبه وجعل يصيح: " يا رب أتهلك آلك إن تفعل فأمر ما بدا لك " ولما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذه فقبله وقال: يا بني لا وجهتك بعد هذا في شئ فإني أخاف أن تغتال فتقتل . كيف يمكن التوفيق بين هذه الرواية مع ما ورد عن الأئمة عليهم السلام ((مهما بدا لله في شيء فلا يبدو له في نقل نبي عن نبوته ولا إمام عن إمامته)). و لهذا قال المحقق الخبير آية الله الشيخ السبحاني في رسالة له في البداء ما هذا نصه : تقتضي المصلحة تنبّؤ النبي بنبيّ لاحق بعده كما تنبّأ عيسى (عليه السَّلام) بظهور نبيّ بعده اسمه أحمد, يقول سبحانه حاكياً عن المسيح: (( وإذ قالَ عِيسى ابنُ مَريمَ يا بَنِي إِسرائيلَ إنّي رَسُولُ اللّهِ إِليكُم مُصَدِّقاً لِما بَين يَدَيَّ مِنَ التَّوراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُول يَأتِي مِن بَعدِي اسمُهُ أَحمَد فَلَمّا جاءَهُم بِالبَيِّنات قالُوا هذا سِحرٌ مُبين )) (الرحمن:29). فهذا النوع من التنبّؤ لا يخضع للبداء, لأنّه على طرف النقيض من مصالح النبوّة, إذ معنى ذلك إيجاد الفوضى عند ظهور النبيّ اللاحق. وقس على هذين المورد, ما ورد عنه (صلَّى الله عليه وآله) حول المهدي وظهوره وبسطه العدل وبذلك يعلم أنّ ما يخضع للبداء في مقام الإثبات أُمور نادرة تتعلّق بأُمور خارجة عن النظام التشريعي والعقائدي ونسبتها إلى غيرها كنسبة الواحد إلى الأُلوف, فلا يُورِث البداء في مثل تلك الأُمور أيّ شك وترديد في تنبّؤات الأنبياء.أضف إلى ذلك انّه يشترط في صحّة البداء وقوعه في حياة المخبر, كما هو الحال في قصة الخليل ويونس والمسيح والنبي (صلَّى الله عليه وآله), وعلى ذلك فما أخبر به النبي والوصي يحدد احتمال ظهور الخلاف بحياتهم, فإذا انقضت آجالهم فلا يبقى أيّ موضوع للبداء.فنخرج بالحصيلة التالية: انّ كلّ ما ورد في القرآن والسنّة والآثار بعد رحيل النبيّ من الأخبار أُمور محتومة لا يتطرّق إليها البداء. فيكف يمكن  الجمع بين الرواية - بغض النظر عن السند - الواردة في  الكافي  حيث تصرح بأن هناك مجال للبداء الألهي في نقل نبي عن نبوته   و بين  الحديث الذي يفيد بان  الله لا يبدو في نقل نبي عن و خصوصا أن الله عز و جل بشرَ به - أي الخاتم صلى الله عليه و آله-  في الكتب السماوية السابقة ؟


الأخ أحمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1- الرواية من حيث السند ضعيفة بالإرسال وتضعيف بعض رجالها كابن جمهور. 2- وأما من حيث الدلالة فلا يمكن قبولها أيضاً لأنها تقول أن أول من قال بالبداء هو عبد المطلب فهو معارض بروايات تقول أنه ما تنبأ نبي قط حتى يقر بالبداء. 3- الاستفهام في (أتهلك) يمكن أن يكون استفهاماً استنكارياً بمعنى أنك لا تهلك آلك ولو حصل ذلك فالبداء هنا بمعنى أن لله المشيئة في فعل ما يشاء فعبد المطلب يسلم لله بمشيئته التي هي أعلى من البداء فلا يكون, كلامه معارضاً لكلام الإمام الصادق (عليه السلام) من عدم نقل نبي عن نبوته بل موافقاً له فهو يريد القول أن النبي لا يمكن أن ينقل عن نبوته, لذا جاء بالاستفهام الاستنكاري وإذا نقل فذلك أمر أعلى من البداء وهو المشيئة لله في فعل ما يشاء. ودمتم في رعاية الله

1