الحوراء - الإمارات
منذ 4 سنوات

البداء أو النسخ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته مولاي الكريم جزاكم الله تعالى عن كل ما تبذلون من اجل الرقي الفكري للدين والمذهب. انا لست اهلا للتعليق ولكن إذا أذنتم لي باستفسار حول ما تفضلتم بايضاحه على ما فهم إدراكي الضعيف انكم ذكرتم المثال للبداء بذبح اسماعيل وكيف تبدل... تجد السائلة الضعيفة بان هذا اللون من الاستدلال يدخل في التشريع والتكليف ومن ثم سيقع مثالا للنسخ لا للبداء لان فيه تكليف لابراهيم عليه السلام بالذبح! هذا ولكم خالص التقدير


الأخت حوراء المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك جنبتان في قصّة الذبيح (عليه السلام): 1- جنبة تشريعية: كما ذكرتم متفضلين متعلقها الأمر بالذبح فإمتثاله طاعة لله تعالى وتسليماً لحكمه وهذه فعلاً أليق بالنسخ بعد تبدل الحكم وتغير الأمر وإيقاف الذبح. 2- وجنبة تكوينية: تتمثل في انتهاء حياة إسماعيل (عليه السلام) أو بقائها واستمرارها. فلو نظرنا لهذه القصة وهذا التبدل في القدر من جهة كون القدر الأول كان ذبح إسماعيل (عليه السلام) ثم تبديل الله تعالى لذلك القدر إلى قدر جديد هو عدم ذبحه وبالتالي بقائه حياً فيكون ذلك خير مثال على تبدل القدر واختلاف المقادير وتغييرها بحسب الطاعة أو المعصية وهو البداء دون أي إشكال. فيصدق البداء حينئذٍ على هذه القصة لأن الله عز وجل قادر على تغيير عمر إسماعيل وقادر أيضاً على مدّه خصوصاً بعد تسليمه المطلق لهذا الأمر على صعوبته ومرارته وتسليم أبيه إبراهيم (عليه السلام) أيضاً مع كون ابنه عزيز عليه جداً وقد ولد بمعجزة إلهية. فحينما نفسر البداء من منطق شيعي بأنه إظهار فإن هذه القصة تنطبق عليه وتكون من أفراده فيصح التمثيل والاستدلال بها وجعلها كشاهد على البداء حيث يكون قد ظهر لنا ولإبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) بحسب ظواهر النصوص وإطلاقاتها وبعض القرائن بأنه سيتحقق الذبح وينتهي عمر إسماعيل(عليه السلام) وحياته ولم نكن نعلم بأن ذلك ليس من المحتوم بل من القدر المقيّد والموقوف والمشروط والمعلّق على التسليم والطاعة مثلاً،وأن ظاهره غير مراد,والواقع بأن ذلك سوف لن يقع ويبدو لنا ويظهر في الواقع المتحقق غيره وخلافه،وكل ذلك إنما كان محض اختبار وابتلاء وامتحان ليس إلا والله العالم. وبذلك يتبين صلاحية هذا المثال على البداء شاكرين لكم هذه الالتفاتة والمشاركة والتواصل مع المركز. ودمتم في رعاية الله