ياسر - مصر
منذ 4 سنوات

البداء في كتب العامة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسولنا الكريم, وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين . أما بعد, فقد قرأت كثيراً عن مذهب الإمامية, وتعرفت على المذهب من كتبه ومن كتب الصحاح عند أهل السنة, فانجلى لي الحق, ولكني توقفت عند مبدأ البداء ، فرغم فهمي لهذا البمدأ واستيعابي له, تبادر إلى ذهني سؤال أريد الإجابة عنه : عرفنا أن البداء يكون من الله تعالى ، فمن يعلمنا بالأشياء التي يكون فيها بداء ؟ وهل يكون البداء في العبادات ، أم أن البداء يكون في أشياء العمر والرزق وما إلى ذلك مما أخبر عنه الرسول الكريم ؟ فهناك من يدّعي أن هذا المبدأ يخول إلى أي إمام من الأئمة أن يغير في التشريع الإلهي بحجة أن هذا مما بدا من الله سبحانه وتعالى وهو - أي الإمام - الوحيد الذي يعلم ذلك بحكم إمامته . أي هل من حق أي إمام من الأئمة التغيير في التشريع الإلهي المنزل على رسولنا الكريم عليه وعلى آل بيته الصلاة والسلام من منطلق البداء ؟ أفيدونا جزاكم الله.


الأخ ياسر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان معنى البداء ـ على التحقيق ـ هو إظهار شيء في عالم التكوين, من جانب الله عزّ وجل, كان مكتوماً على الناس, فهم كانوا لا يرونه, أو يرون خلافه, فبإظهاره ـ تبارك وتعالى ـ يظهر عندهم . فالبداء إظهار من قبل الله تعالى على لسان المعصومين ( عليهم السلام ) . والبداء يقع في التكوينيّات, أي في الحوادث والوقائع الملموسة, والخارجية التي وقعت أو سوف تقع, ولا دخل له بالجانب التشريعي, أي لا يرتبط بوظائف المكلّفين . نعم، النسخ له دخل بالجانب التشريعي, فالمولى عزّ وجل لمصلحة يراها يحكم بحذف وظيفة من وظائف المكلّفين, أو تبديلها بوظيفة أخرى, ولا صلة له بالحوادث والوقائع . فالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو الذي نزل عليه القرآن, وبواسطته بلغ الينا,كما ان بواسطته تصل الينا سائر أنباء الغيب من غير القرآن, ومنها النسخ والبداء . وبما أن أهل بيت النبي هم الائمة من قبل الله على هذة الامة, وهم الامتداد لحفظ الشريعة, وذلك بآية : (( انما وليكم الله ورسوله واللذين امنوا اللذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) , فتكون نفس المهمه في البداء عليهم . فالامام لا يغير في التشريع الالهي بحجة أن هذا مما بدا من الله !! كما ذكرتم. وهذا التعبير في غير محله, لان البداء لا يقع في التشريع أولا, وثانيا فان الامام عند الشيعة هو الذي نال منصب الامامة الالهيه, واعماله تكون الهية, يختلف عن مفهوم الامامه لدى المذاهب الاربعة . لذا نقترح عليكم ان تقرأوا عن الامامة وحدودها أولا, لتتضح المسألة أكثر . ودمتم في رعاية الله

2