الاستعانه بالنبي (ص)
تعريف الاستعانه؟
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب الاستعانة هي طلب المساعة والعون ورد في الحديث الشريف عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله انه قال في بيان فضل سورة الفاتحة والرواية طويلة محل الكلام في قوله تعالى (وأياك نستعين) قال: (فإذا قال : ( وإياك نستعين ) قال الله عز وجل : بي استعان وإلي التجأ ، أشهدكم لأعيننه على أمره ، ولأغيثنه في شدائده ، ولآخذن بيده يوم نوائبه). وهنا سؤال هل يجوز الاستعانة بغير الله تعالى وهل يعد هذا من الشرك في العبادة او الشرك في الربوبية. فان الاستعانة بغير الله في حياتنا اليومية كثيرة جدا فان اكثر حوائجنا نقضيها بطلب الاعانة من الاخرين فان اردنا الشفاء من المرض نذهب الى الطبيب ونطلب منه الشفاء والعلاج وان اردنا الطعام نذهب للمطعم ونطلب ان يطعمنا الطعام او اردنا ان نستلم معاشنا الشهري نذهب الى مدير الشركة او البنك الحكومي ونطلب منه ان يرزقنا ويعطينا معاشانا فهل هذا من الشرك لأننا طلبنا استعانة بغير الله فاذا كان شركا فهذا يعني انه لا يمكن ان نصل الى التوحيد واننا جميعا مشركون؟ الجواب: هنا يوجد خلط بالاوراق فان المراد من الاستعانة بالله وان لا نستعين بغير الله تعالى هو اننا نستعين به تعالى على انه هو الخالق وهو الإله وهو الرب فطلب العون منه تعالى طلب عبد ضعيف من ربه وخالقه فنطلب منه الشفاء لأننا نعلم انه هو المشافي وهو المعافي وهو السبب الحقيقي للشفاء وهذا هو التوحيد وهذا المعنى غير المعنى في طلب الشفاء من الطبيب فان من يستعين بالطبيب لا يستعين به على انه هو الخالق وهو المشافي وهو سبب الشفاء الحقيقي وانما يطلب منه بما اودعه الله تعالى من العلم والمعرفة في تشخيص المرض وتشخيص الدواء المناسب فلا نطلب منه على انه الإله ولا انه الرب فالطبيب هو بشر مثلنا وليس هو الخالق نعم هو اخذ العلم من الله فاذا شفيت من علاج الطبيب فالذي اشفاني هو الله تعالى بما جعل من العلم في هذا الطبيب وكذا كل الأمثلة الأخرى فلسنا نعتقد عندما نستعين باي مخلوق انه هو خالق الخلق وانه الرب الذي ترجع اليه الأمور ابدا فمن يستعين بكل هذه الأمور ويعتقد ان الله تعالى هو من وراء كل هذه الأمور وهو المطعم وهو الرازق وهو المشافي فاننا بهذا نكون قد اصبنا التوحيد ولا شرك في عملنا ولا نعيش السطحية في فهم الأمور خاصة العقدية فانه الخلط في الفهم يجرنا الى الخطاء في فهم التوحيد اذا اتضح كل هذا فمن يقول لنا انا استعين بالنبي صلى الله عليه واله كي يشفيني او يرزقني فهل هذا شرك ام لا ؟ الجواب اتضح مما سبق ان هذا يرجع الى قصد الشخص فان كان يعتقد ان النبي يشفي ويرزق بحد نفسه حاله حال الله تعالى فهذا شرك واضح اما اذا كان يعتقد ان النبي صلى الله عليه واله لا ينفع ولا يضر الا باذن الله تعالى فالاستعانة به حاله كحال الاستعانة بالطبيب ولا شيء في طلب العون منه وليس من الشرك بل هو في اعلى مراتب التوحيد ولكن يحتاج الى بيان لعل محله وقت اخر ان شاء الله نكون بخدمتكم تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته