( 20 سنة ) - السعودية
منذ 4 سنوات

مراتب الطاعات

ما الفرق بين طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وطاعة الحاكم ؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب دلت الايات الشريفة على لزوم طاعة الله تعالى وطاعة النبي وطاعة أولي الامر منها قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... المزید..﴾(النساء:59) فطاعة الله تعالى واجبة بمقتضى كونه الخالق لكل هذه المعمورة فمقتضى مولوية الله تعالى فالعقل يلزم اطاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه واله متفرعة من طاعة المولى الخالق فان النبي صلى الله عليه واله مرسل من قبل الله تعالى والباري هو امرنا باطاعته فيلزم ان نطيعه وكذا اطاعة اولي الامر فانها متفرعة من اطاعة الله واطاعة الرسول صلى الله عليه واله فالطاعة هنا طولية فان الولي اخذ لزوم الطاعة لكونه منصب من قبل النبي الذي نصبه بامر من الله تعالى والنبي يلزم طاعته لانه مبعوث من قبل الله تعالى وهو الذي امرنا بطاعته والله تعالى هو الخالق العظيم الذي امرنا بالطاعة والعقل يحكم بلزوم طاعته ويبقى شيء احب ان ابينه لكم ان المراد من اولي الامر في الاية الشريفة لس الحكام كما فهمته من سؤالكم فان الحكام لا يجب طاعتهم طاعة مولوية وانما يطاع الحاكم العادل لاجل تمشية أمور الناس والحفاظ على المعاش الناس وان لا تكون هناك فوضى اما اذا كان الحاكم فاسقا فلا يجب طاعته بل يجب على من يقدر على تغيير الحال ان يتحرك بما يقدر عليه بمقتضى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمراد من اولي الامر هم اشخاص لهم ميزات خاصة ولهم مقام خاص فالله تعالى عندما يامر بطاعتهم فهذا يعني انهم لا يمكن ان يصدر منهم الخطأ والا فكيف يامر الله تعالى ان نطيعهم وهم يتصفون بالخطاء فهذا شيء لا يمكن ان يصدر من الله الحكيم فالنتيجة ان كل من امر الله ان نطيعهم لا بد ان لا تصدر منهم المعصية وبالتاكيد ان الحكام لا يتصفون بالعصمة ولا هم يدعون العصمة فبالتاكيد لايمكن ان يكون الحاكم هو المقصود بالاية الشريفة ولا يمكن ان نقبل هذا المعنى لما بيناه لجنابكم من لزوم القبح على الله تعالى. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته