logo-img
السیاسات و الشروط
ياسر نعيم ( 21 سنة ) - العراق
منذ سنة

تهاجر المؤمنين

ما معنى تهاجر المؤمنين؟ وكيف يحدث؟ وهل هو يشمل الخصام بينهم أم غير ذلك؟


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ١) ولدي العزيز، معنى التهاجر المؤمنين أي: أن يفترقوا ويتقاطعوا فيما بينهم بسبب التخاصم والعداوة التي يزرعها الشيطان فيما بينهم. وقد بيّن تعالى بعض أهداف الشيطان حيث قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء﴾ (المائدة: ٩١). - فمن كان ينتمي إلى الله ويتّبع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويصدّق بكتاب الله تعالى فعليه أن يضادّ إرادة الشيطان فلا يسمح للخصومة والعداوة والتشاحن والتباغض أن تحلّ محلّ الأخوة والمحبّة والصداقة والوئام. - ولهذا جاء عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): "لا يزال إبليس فرحاً ما اهتجر المسلمان، فإذا التقيا اصطكّت ركبتاه وتخلّعت أوصاله ونادى يا ويله ما لقي من الثبور". (الكافي : ج2/ ص7). ٢) فإذا حصل التهاجر والتخاصم بين الإخوان المؤمنين، سواء كانوا أخوة في الدين أو النسب فلا يحق لهم بأن يطول التهاجر فيما بينهما لأكثر من ثلاثة أيام. - ورد عن رسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث قال: "لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" (الترغيب والترهيب: 3 / 454 / 1). ٣) وعندما لا يبادر المتخاصمان من المؤمنين إلى التصالح من تلقاء أنفسهما فإنّه لأهمّيّة سلامة الأجواء والعلاقات بين أبناء الأمّة الإسلاميّة فقد أمر الله تعالى بقيام أبناء المجتمع المؤمن بالإصلاح بينهما حيث قال (عزّ إسمه): ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (الحجرات: ١٠). - فإصلاح ذات البين معناه إصلاح العلاقات البينيّة أي: بين الأفراد والجماعات داخل المجتمعات الإسلاميّة والمؤمنة، بل إنّ إصلاح ذات البين من أفضل العبادات، فقد رويّ عن مولانا الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لولديه الحسن والحسين (عليهما السلام) إذ يقول: " ... المزید.. فإنّي سمعت جدّكما (صلى الله عليه وآله) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام" (نهج البلاغة: ص421). * وفقنا اللّٰه تعالى وإياكم لكل خير وصلاح بحق محمد وآله صلوات اللّٰه عليهم أجمعين. * ودُمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.

3