وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
١) ولدي العزيز، يمكن تعريف الهالة النورانية: هي عبارة عن طاقة نورانية تحيط بالمؤمن نتيجة قوة إيمانه بالله سبحانه وتعالى، وتزداد بحسب قوة ودرجة إيمانه، وبالتالي يزداد نوره الذي يحيط به حتى يكاد يرى بالعين المجردة، ودليله نور الإيمان الذي يصاحب وجه المؤمن.
- كما ثبت قرآنياً أنّ هذا النور يكون حسي حقيقي ومعنوي وهو لا يفارق الرُّوح أبداً في مراحلها كافة. يقول تعالى: {يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (التحريم: الآية ٨).
- وتلك الهالات تكون أشد لدى المُؤمنين بالرسالات السماوية أي المؤمنين في كُلِّ زمانٍ، كما في قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}
(إبراهـيم: الآية 1).
٢) وأثبت القرآن الكريم أيضاً أنَّ هالة الرُّسُل أقوى من ضَوْءِ الشمس، فالنَّبي مُحمد (صلى الله عليه وآله) لم يُرَ له ظلٌ وقع على الأرض قط، ونفهم ذلك من قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} (الأحزاب: الآيتان 45،46).
- وعن كونه (سراجًا مُنيرًا) ما تناقلته كتب السِّيرة: (أنه لم يقع ظله على الأرض ولا رُؤىَ له ظِلٌ في شمس ولا قمر).
٣) وأما الإنسان الكافر و الظالم والغارق في المعاصي فهالته قاتمة مظلمة كالميت تماماً، حيث يشير إلى ذلك قرآننا الكريم بقوله: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام: الآية 122).
* وفقنا الله تعالى وإياكم لكل خير وصلاح بحق محمد وآله صلوات اللّٰه عليهم أجمعين.
* ودُمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.