logo-img
السیاسات و الشروط
( 28 سنة ) - ايران
منذ سنة

المحتوى التافه والمحتوى الثقافي*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لماذا المحتوى التافه سريع الانتشار عكس المحتوى الثقافي والعلمي؟ وكيف يمكننا أن نعالج هذا الخلل؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته المحتوى التافه: إنّ مساحة حرية الطرح في مواقع التواصل الاجتماعي واسعة؛ فبتنا نرى الآلاف من صنّاع التفاهة تصدّروا تلك المواقع، ويحصدون يومياً ملايين من المشاهدات على فيديوهاتهم. ويتزاحمون بين طامح بالشهرة، وراغب بالمال، لكنَّ الغريب هنا، أنّه يوجد آلاف من صنّاع التفاهة وصلت مقاطعهم إلى مئات الملايين من المشاهدات، وملايين المشتركين، وما يقدّمونه باختصار (فيديوهات تفسد أخلاق المجتمع يسمونها ترفيهية) أي ترفيه تأخذه من فيديو (مقالب الحب، والزواج، والخيانة، ونحوها) يصنعه أشخاص دون الـ20 عاماً؟! ولم تفسد فيديوهاتهم عقول الشباب فقط، بل طالت الأطفال دون سن الـ18 من عمرهم. ناهيك عن نشر الفضائح، وتحويل منصات التواصل لمرتع يتبادلون فيه التهم والمعارك الكلامية! طرق العلاج: - المسؤول الأول عن انتشار المحتوى التافه هو أنت وليس الصانع، فالاهتمامات اليومية للشعوب تُحدد المحتوى الأكثر انتشاراً، حيث ترتبط شبكات التواصل الاجتماعي بأرض الواقع، وجمهورها يختار نوع المحتوى المنتشر الذي يُعرض، فلا تكن مُروِّجاً للمحتوى التافه ولا تساعد على نشره دون المحتوى الهادف. - المنشئ يستهدفك أنت لتكون الأداة التي تروج له؛ فكن أنت إحدى لبِنات السد الذي يحيل بين صانع التفاهة وانتشارها. - يجب التفكير في العواقب التي ستخلفها هذه المشكلة، فالتفاهة ليست أمراً عادياً كما نظن، وإنّما تتجاوز ذلك لتتحول إلى مشكلة معقّدة، بل إلى مجموعة من المشاكل التي لا تحمد عقباها والتي ستشكل تحديات فيما بعد للجميع. - إن أولى هذه المشاكل هي هدر الوقت، إذ إن المحتويات التافهة تضيّع وقت الشخص الذي كان من الممكن أن يستغله في أشياء أخرى كالإبداع أو البحث أو التفكير أو قراءة ما هو مفيد، وما إلى ذلك من شؤون تستطيع أن تعود عليه بالنفع بدل ضياع الوقت في مثل هذه الأمور؛ ولأنّك أنت المسؤول يجب عليك أن توعّي الأسرة والأطفال والجيل الصاعد من متابعة هؤلاء، وأن تكون حذراً من أن تنقاد خلفهم؛ لأنّك ستكون بعدها أحد المتسببين بهذه الظاهرة التي تجتاح المجتمعات. المحتوى الهادف أو الثقافي: يصادفنا الكثير من القنوات التعليمية في علوم مختلفة، إلّا أنّ مشاهداتها قد لا تتخطى الآلاف؛ بل المئات؛ وذلك نتيجة الغطاء السلبي الذي اخترق تفكير الشباب، وأنّ الذي يمنع انتشار المحتوى الهادف بالمرتبة الأولى؛ هو المتتبعون والمستهلكون؛ إذ إنّ ارتباط شبكات التواصل الاجتماعي بأرض الواقع، يشكل نقطة محورية في نوع المحتوى المنتشر. فيجب علينا جميعاً أن نساهم في نشر المحتوى الهادف بين الأسرة والأصدقاء وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يصل إلى أكبر شريحة ممكن، ونكون بذلك ساهمنا في نشر الوعي والثقافة في المجتمع. رسالة للمشاهير وصنّاع المحتوى: مهما بلغت منصاتك من الشهرة، ومهما بلغ عدد متابعيك، إياك أن تنحدر في مستنقعات التفاهة، وإياك أن تسقط من عين من يتابعك، حافظ دائماً على نقاء سيرتك الذاتية، وكن حريصاً على أنّك لا تندم بيوم من الأيام أنّك فعلت كذا أو كذا؛ لذلك خطط، فكّر، اهدأ قليلاً، ثمّ نفذ، لا تتسرع في خطوات الحياة، انظُر لنفسك بعد 10 أعوام من الآن، هل ستكون راضياً عمّا فعلت بالماضي؟! رسالة إلى مُتابعي صنّاع المحتوى: وقتك الثمين لا تضيّعه في السفاسف، كن أنت العالم، كن أنت الضوء، وكن أنت الشعلة والشرارة، طوّر نفسك، مكّن ذاتك، وركّز على أهدافك وطموحاتك، وحقق أحلامك، عندما تنجح سيكون الجميع سعيد، لكن حينما تفشل لن تجد أحد بجانبك. لا تدع أحد يسرق عقلك، ولا تتعلق بأحد حد الطيش، قم واصنع لنفسك مكاناً في هذا الكوكب، إياك أن تبقى تبع، فالتاريخ لا يذكر إلّا العظماء. وفقتم لكل خير.

1